
لطالما كان الفنانون، والمؤلفون، والفلاسفة، والعلماء مفتونين بالأحلام. فقد كتب الفيلسوف اليوناني أرسطو أطروحة كاملة عن الأحلام، وتأمل ويليام شكسبير في الحلم في مأساة "هاملت". ما زلنا نتحدث كثيرًا عن الأحلام اليوم، ونتحدث عما يمكن أن تعنيه. ونحن نعلم أن جميع الناس تقريبًا يحلمون، بغض النظر عما إذا كانوا يتذكرون تلك الأحلام عندما يستيقظون. لكن لماذا نحلم؟ الإجابة القصيرة هي أن العلماء لا يعرفون على وجه اليقين. فبغض النظر عن سبب الحلم، من المثير للاهتمام إلقاء نظرة فاحصة على الأحلام ومدتها.
كم من الوقت تستمر الأحلام حقًا؟
من الصعب تحديد المدة التي قد يستغرقها حلم الشخص. لكن يمكن للخبراء تقديم تقديرات حول المدة التي قد تقضيها في الحلم. وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية، يحلم الشخص العادي من أربع إلى ست مرات في الليلة. وقد يقضي ما يصل إلى ساعتين في أرض الأحلام على مدار ليلة من النوم.
كم من الوقت يستمر نوم حركة العين السريعة؟
يبدو أن معظم الأحلام تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة. ويعد نوم حركة العين السريعة أحد فئتي النوم الأساسيتين اللتين يختبرهما جسمك، ويعد النوع الآخر هو نوم حركة العين غير السريعة. وبينما يمكنك أن تحلم أثناء نوم حركة العين غير السريعة، فمن المرجح أن تكون أحلامك أكثر وضوحًا أثناء نوم حركة العين السريعة.
تميل دورات نوم حركة العين السريعة أن تحدث تقريبًا كل 1.5 إلى 2 ساعة. حيث سيدخل جسمك أولًا إلى نوم حركة العين السريعة بعد حوالي 90 دقيقة من نومك. قد تقضي نصف ساعة في دورة نوم حركة العين السريعة مع اقتراب الليل. وإذا كنت تنام لمدة 8 ساعات تقريبًا، فقد تقضي ربع هذا الوقت تقريبًا في نوم حركة العين السريعة.
كم من الوقت تدوم الكوابيس؟
هل تتذكر أنك كنت تحلم بكابوس؟ تُقدّر الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن ما بين 50 و 85 بالمائة من البالغين يقولون إن لديهم كابوس. ولا يبدو أن هناك إجابة قاطعة حول مدة استمرار الكابوس النموذجي. لكن الخبراء يشيرون إلى أن الكوابيس تميل إلى الحدوث في دورات لاحقة من نوم حركة العين السريعة، تقريبًا في الثلث الأخير من الليل. من المرجح أن تُبلّغ النساء عن الكوابيس أكثر من الرجال. وهناك العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك التوتر والقلق، أو بعض الأدوية. وبينما يمكن لأي شخص أن يكون لديه كابوس بين الحين والآخر يصدم القلب، فإن بعض الأشخاص يعانون من نوبات منتظمة من النوم المليء بالكوابيس.
يمكن أن تُعزى بعض هذه الكوابيس إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدته. بينما قد لا يبدو عند البعض أن هناك أسبابًا أخرى يمكن التعرف عليها بسهولة. اضطرابات الكابوس نادرة نسبيًا؛ فوفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، يعاني حوالي 4 بالمائة من البالغين من اضطرابات الكابوس. لكن تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 71% من الأشخاص الذين عانوا من صدمةً ليس لديهم كوابيس بشكل منتظم. على أي حال، هناك خيارات علاجية متاحة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكابوس، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي. لذا، إذا كنت تعتقد أنك تتعرض لهذا النوع من الكوابيس، فتحدث إلى طبيبك.
كم عدد الأحلام التي نحلمها خلال الليلة الواحدة؟
يكاد يكون من المستحيل تحديد عدد أحلامك في ليلة من النوم النموذجي. وفي الواقع، قد يكون لديك أحلام لكنك تستيقظ وأنت لا تتذكرها. تقترح بعض الأبحاث القديمة أن هناك علاقة بين الوقت الذي تقضيه في نوم حركة العين السريعة والوقت الذي تقضيه في الحلم.
بعض الحقائق الممتعة الأخرى عن الأحلام
يبدو أن الأحلام شيئًا لا تقاوم بالنسبة للباحثين، الذين يواصلون استكشاف العلم وراءهم. فيما يلي بعض الحقائق الأخرى المثيرة للاهتمام حول الأحلام:
- يحلم الأطفال في نوم حركة العين غير السريعة: يحلم الأطفال دون سن الـ 10 سنوات في كثير من الأحيان في مرحلة نوم حركة العين غير السريعة بالمقارنة مع مرحلة نوم حركة العين السريعة. في الواقع، تمثل مرحلة نوم حركة العين السريعة حوالي 20% فقط من وقت أحلامهم.
- جسمك يصبح مشلولًا بشكل أساسي بينما تحلم: أثناء نوم حركة العين السريعة، ترفرف عينيك أو تتحرك بسرعة، لكن مجموعات العضلات الرئيسية تصاب بالشلل مؤقتًا. وقد تم مناقشة سبب الشلل والتحقيق فيه بشكل مكثف، ولكن بعض الأبحاث التي قد أُجريت على الفئران تشير إلى أن الناقلات العصبية تمنع بعض الخلايا العصبية الحركية أثناء نوم حركة العين السريعة، مما يسبب الشلل.
- يبدو أن بعض الناس يتصرفون خارج الأحلام أثناء نومهم: وذلك لأنهم يعانون من اضطراب سلوك نوم حركة العين السريعة؛ يمكن أن يتسبب ذلك في الدخول في نقاشات أو الخروج من السرير أثناء النوم.
- قد يختار دماغك ما ينساه من الحلم بينما تحلم: أوضح مصدر موثوق في دراسة في عام 2019 أن الخلايا العصبية التي تنتج هرمون تركيز الميلانين، يبدو أنها تُضعف وظيفة صنع الذاكرة في جزء من الدماغ يسمى الوطاء أثناء نوم حركة العين السريعة.
- يمكن أن تؤثر الأدوية على أحلامك: على سبيل المثال، تعمل حاصرات بيتا على خفض ضغط الدم، ولكنها قد تزيد أيضًا من كثافة أحلامك.
- يحلم بعض الناس بالأبيض والأسود: قد يكون العمر عاملًا في ذلك. يبدو أن كبار السن الذين شاهدوا الكثير من الأعمال التلفزيونية بالأبيض والأسود يحلمون في كثير من الأحيان بتدرج الرمادي أكثر من الأشخاص الأصغر سنًا الذين نشأوا مع أعمال تلفزيونية وصحفية ملونة بالكامل، وذلك وفقًا لدراسة أُجريت عام 2008.
عندما يتعلق الأمر بالأحلام، يختلف الجميع. ربما نادرًا ما تتذكر أيًا من أحلامك. أو ربما تستيقظ كثيرًا مع بقايا ذكريات حية في رأسك من أحلامك. ولكن بغض النظر عما إذا كنت تتذكر أحلامك أم لا، فأنت تحلم في أوقات مختلفة في الليل، إذا كنت تنام لفترة كافية. إذا كنت تعاني من الكوابيس بشكل متكرر، اتصل بطبيبك. يمكن أن تكون الكوابيس الخاصة بك نتيجة لحالة طبية كامنة يمكن معالجتها.