تعرف على الأشياء التي تخبرك بها أحلامك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

هل سألت نفسك من قبل "من أين تأتي الأحلام؟" دعنا نخبرك أن الأحلام هي الأفكار التي لم يكن لديك وقت للتفكير بها خلال النهار. حيث أن علم النفس العصبي يقول أن الأحلام تخدم أغراض توحيد المعلومات التي تعرضنا لها ودمج الاستجابات العاطفية لتلك المعلومات. تمتد وجهات النظر حول الأحلام في أصولها، وأغراضها، ومعانيها عبر التاريخ، من العهد القديم أو الفلاسفة اليونانيين القدماء إلى العصر الحديث. حيث أن وقتها تم عكس وجهات النظر حول "كيف" و "لماذا" نحلم.


رأى العالم القديم في الأحلام رسائل نبوية محملة روحيًا من الله. وقد أصبح محتوى القواميس لتفسير الأحلام ذائع الصيت خلال الإمبراطورية الرومانية. قبل قرن من الزمان، انبهر فرويد، ويونغ، وأدلر بالعلاقة بين المعلومات الواعية واللاواعية وتجلّيها من خلال الأحلام. واقترح كل منهم نظريته الخاصة عن كيفية ظهور الأحلام وما يمكن أن تخبرنا به. وعندما توسعت الأدوات التقنية، سمحت أبحاث النوم بفحص خلايا الدماغ وتركيباته أثناء الحلم، والهرمونات التي تفرز في داخل الدماغ وبقية الجسم، ونشاط أجزاء مختلفة من الدماغ في نقاط مختلفة أثناء الحلم. وقد طور "مارك سولمز"، المحلل النفسي العصبي الجنوب أفريقي نهج البحث لشرح الحلم. وشدد على دور الدوبامين في الحلم، وتوصل إلى أن الأحلام مدفوعة بدوافع بيولوجية للشهية والجاذبية. في المقابل، شدد باحثو الإدراك العصبي، مثل "ويليام وبيل" و "دومهوف"، على الركيزة العصبية للحلم.


وبحثت العديد من الدراسات حول محتوى الأحلام في تحديد الموضوعات المشتركة، مثل السقوط، أو الطيران، أو المطاردة، أو مقابلة شخص له دور عائلي (حي أو متوفى)، أو إجراء امتحان في المدرسة (حتى لو كانت أيام الدراسة حدثت قبل عقود). ولقد تم إنشاء قواميس الأحلام للمساعدة في تفسير مثل هذا المحتوى، ولكن العديد من الباحثين لا يوصون باستخدامها.

أنواع الأحلام:

أحلام عن يومنا


تخدم الكثير من أحلامنا هدفًا معينًا، فهي تساعدنا على دمج المعلومات التي تنتظر التثبيت في ذاكرتنا أو تساعدنا في حل الحالات العاطفية التي شعرنا أنها غير مكتملة عند نومنا، مثل الإثارة بعد فيلم مثير والغضب بعد جدال معين. حيث أنها تعبر عن الشعور الذي يدفعنا للترفيه عن أنفسنا والذي ربما ينكره عقلنا الواعي.

 

أحلام تركز على المشكلة


تمتلئ الأدبيات بقصص العلماء الذين ناموا يفكرون في سؤال أو حل لمشكلة ما، واستيقظوا بالحل. بناءً على الذي شاهدوه في أحلامهم.

 

كوابيس


يمكن للأحلام التي تثير خوفًا كبيرًا أو حتى الرعب داخلنا أن تنبهنا إلى شيء في حياتنا يتم تجاهله ويجب التعامل معه. إذا تمكنّا من الانخراط في حلم واضح ومواجهة التهديد الموجود في الحلم، فنحن نقف لنتعلم الكثير عن التهديد المتصور، ولماذا هو في حياتنا، وحتى كيف يمكننا التفكير في معالجته. وغالبًا ما تشير مشاعر الخوف في الحلم والتي قد تؤدي إلى عدم القدرة على الاستيقاظ، إلى أن الحلم يجسد تجربة مؤلمة مررنا بها في حياتنا.

 

أحلام روحانية


من حين لآخر، مثل سيدنا يوسف في العهد القديم، قد يكون لدى البعض منا أحلام نبوية. حيث روى أحد الأشخاص أنه حلِم بكلب يقفز على ركبتيه ويجلس في صدره، وهو ينظر إليه بعينيه السوداء الكبيرتين. ثم بعد أيام قابل نفس الكلب أثناء سيره في الشارع وتعرف عليه على الفور، وشعر أن عليه أن يتبناه دون تردد.

 

أحلام نقوم فيها بمحادثات مع أشخاص ماتوا


كثير منا لديه أحلام يقوم فيها بمحادثات مع الناس الذين ماتوا. يمكن أن توفر هذه اللقاءات المشورة، أو الدعم، أو وجهات نظر جديدة، أو فرصًا لتوضيح الأعمال غير المكتملة التي ظلت تمثل مشكلة بالنسبة لنا بعد حدوث الوفاة. كلما قل خوفنا مما يمكن العثور عليه في اللاوعي لدينا، زاد احتمال أن نحلم بمجموعة أحداث مختلفة. قم باستخدام محتوى الأحلام لفهم خياراتك في الواقع وتوجيهها بشكل أفضل.

 

الاختلافات الفردية التي تحدث في الأحلام:

 

1- الرموز في أحلام الهوية


عندما يكون لديك حلم يتضمن منزل أو حتى غرفة داخل منزل، أعلم أن حلمك يخبرك بشيء عن هويتك. ربما تكون في مرحلة انتقالية، ربما تتوق للتعبير عن جزء من نفسك تم إهماله. هناك أشخاص تشمل أحلام هويتهم عادةً القبعات، والتي تشير إلى الأدوار التي يريدون أو لا يرغبون في القيام بها في الواقع. وتعكس الأحلام التي تحتوي على الملابس غالبًا دورًا يلعبه شخص ما في حياتك، كما يمكن أن تشير إلى الشعور بالحرية.

 

2- الحلم الواضح


الحلم الواضح هو عملية الدخول في الحلم بوعي والتفاعل مع محتواه. على سبيل المثال ، يمكن للمرء إجراء محادثة مع شخص في الحلم أو اتخاذ قرار بأخذ الحلم في اتجاه مختلف. هذه العملية، مثل تقنيات الصور النشطة في العلاج، يمكن أن توفر نظرة ثاقبة لمخاوف الشخص التي ليس له وعي بها في الواقع أو طرق التعامل مع المشكلات الحالية التي لم يتم فحصها بوعي.


نؤيد الأشخاص الذين يعتقدون أن أحلامنا تزودنا بمصادر غنية بالمعلومات عن أنفسنا وحياتنا وامكانياتنا. يمكن للأحلام مساعدتنا في تحديد المشكلات التي نتردد في مواجهتها أو التي تعثرنا في معالجتها وجهًا لوجه، وحتى تقديم رؤى حول طرق التعامل مع تلك المشكلات أو فهم سبب استعصاء الحلول علينا. يمكن أن تساعدنا أحلامنا في التواصل مع الآخرين بطرق بديلة، وحل النزاعات التي لم يتم حلها، والتسامح والتخلي عن الاستياء، والعثور على التعاطف والتفهم حول سبب قيام الشخص بما فعله.

في الأخبار