الصحوة الكاذبة: الحلم بالاستيقاظ

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

هل سبق لك أن حلمت حلم اعتقدت أنك استيقظت فيه، ثم استيقظت لاحقًا لترىأنه كان مجرد حلم؟ ربما رأيت في حلمك أنك قد خرجت من السرير وبدأت روتينك الصباحي، وتأكل من وجبة فطور خيالية أو تتجه للعمل، ثم تستيقظ وتجد نفسك في السرير مرة أخرى؟ إذا كان هذا يبدو مألوفًا، فربما قد تكون اختبرت ما يعرف بالصحوة الكاذبة.


 ما هي الصحوات الكاذبة؟


عادةً ما تكون الصحوات الكاذبة أحلامًا حية تشعر فيها بالخطأ وكأنك استيقظت. وغالبًا فقط عندما تستيقظ لاحقًا، تدرك أن استيقاظك السابق كان مجرد حلم. يختبر العديد من الأشخاص الصحوات الكاذبة، البعض يختبرها بشكل منتظم، والبعض الآخر يختبرها على فترات متباعدة. في هذه المقالة، سنناقش الصحوات الكاذبة وبعض الطرق المحتملة للتعامل معها. واحدة من سمات الصحوة الكاذبة هي كيف يمكن أن تبدو واقعية، فغالبًا ما تأخذ التجربة شكل الاستيقاظ والقيام بشيء مألوف وطبيعي. 


يعاني بعض الأشخاص من أكثر من حلم يختبرون فيه الصحوة الكاذبة قبل أن يستيقظوا في النهاية. يُشار أحيانًا إلى هذه النسخة الممتدة من العديد من الصحوات الخاطئة على أنها أحلام متداخلة أو حلم داخل حلم. لكن هذه الأحلام المتداخلة تحدث بالفعل، ويمكن أن تجعلك تشعر بأنك محاصر داخل أحلامك. قد تبدو الصحوات الكاذبة حقيقية جدًا لدرجة أنه ربما حتى عند الاستيقاظ أخيرًا، قد تحتاج إلى بعض الوقت لتقتنع تمامًا أنك حقاً مُستيقظ وواعي.


 ما الذي يسبب الصحوة الكاذبة؟


لا يوجد إجماع علمي حول سبب الصحوات الكاذبة، ولكن هناك نظريتان محتملتان:


 1- القلق 


إذا كنت قلقًا بشأن شيء مهم في حياتك، فقد تحلم به. يقترح بعض خبراء النوم أن الحلم به هو ربما طريقة عقلك للتدرب على الحدث أثناء نومك. قد يحلم عقلك بعد ذلك بالاستيقاظ، ربما كنقطة انطلاق للتدرب العقلي. لذلك، يمكن أن يؤثر هذا القلق على حلمك ويخلق يقظة كاذبة.


2- حالات العقل المختلطة


يُقال أن العقل يمكن أن يكون في أكثر من حالة وعي في آن واحد. لذا من المحتمل أن يكون الجزء المسؤول عن الحلم وأيضًا عن اليقظة نشطًا في المخ. يمكن أن يؤدي هذا إلى حلم حيوي لاكتساب الوعي والاستيقاظ. ويمكن أيضاً أن تؤدي بعض اضطرابات النوم إلى هذه الحالة، بالإضافة إلى العوامل البيئية مثل الضوضاء الخارجية المفاجئة.


 ما الفرق بين الصحوة الكاذبة وشلل النوم؟ 


أحيانًا يتم الخلط بين الصحوة الكاذبة وشلل النوم، والذي يمكن أن يحدث إما عند الاستيقاظ أو النوم. خلال النوبة، يكون جسمك مشلولًا، لكن عقلك يكون واعياً. ما يختبره البعض هو صحوة زائفة يحلمون فيها بالاستيقاظ وعدم القدرة على الحركة. الفرق الرئيسي بين الحلمين، هو أن في حالة شلل النوم، يحدث شلل فعلياً في الجسد وتشعر به في الحقيقة. ولكن، أثناء الصحوة الكاذبة، يحدث الشلل في الحلم فقط، حيث تستيقظ عادةً في سريرك وتكون قادرًا على الحركة بشكل طبيعي.


ما هو علاج الصحوة الكاذبة؟


أحياناً، يمكن أن يكون الخيار الأفضل هو عدم القلق ومحاولة قبوله كجزء طبيعي من الحلم. ولكن، هناك مساران مختلفان يمكنك السير فيهما فيما يتعلق بالمساعدة الذاتية: محاولة منع حدوث الصحوة الكاذبة، أو استخدامها كأداة لتجربة الحلم الواضح (lucid dreaming).


1- مساعدة نفسك على الاستيقاظ


إذا كنت تختبر صحوة كاذبة، قد لا تحدث لحظة وعي داخل الحلم. حتى إذا أدركت أنك تحلم، فلا يمكنك ببساطة أن تقرر الاستيقاظ. في حالة أنك أدركت أنك ما زلت تحلم، فإليك بعض الإجراءات التي قد تساعدك على الاستيقاظ في الواقع: 


  •  حاول أن تركز عقلك على إصبعك، وعندما تتحكم في ذلك، حاول أن تنقل تركيزك إلى تحريك ذراع أو ساق. وإذا لم تستيقظ بعد. حاول أن ترمش بسرعة.
  •  ركز نظرك على شيء واحد في الحلم.
  •  إذا كان هناك مرآة في الحلم، حاول أن تنظر إلى نفسك.
  •  حاول القيام بعمل معقد، مثل الجري أو القفز أو حتى الرقص.


 كل هذه التقنيات تتطلب مستوى معين من الوعي لتحقيقه، ستحدث، إذا كنت تختبر الصحوة الكاذبة بشكل منتظم، فقد يساعدك ذلك على تذكير نفسك بهذه الإجراءات المحتملة قبل النوم مباشرة لترسيخها في عقلك.


2- تحويل الصحوة الكاذبة إلى حلم واضح


إذا كنت من النوع المغامر، فقد تكون تجربة الحلم الواضح فكرة مثيرة وممتعة. عند اختبارك للصحوة الكاذبة، تأكد من أنك تحلم، ثم حاول أن تكون على دراية بأنك ما زلت داخل الحلم ولم تستيقظ. ولكن كيف تبدأ بالتحقق من أنك تحلم؟ تقول النظرية أنك بحاجة إلى غرس الفكرة في ذهنك قبل أن تنام؛ وهي أنك ستبدأ في إجراء عملية "الحلم الواضح،" واتبّع هذه الخطوات في الحلم: 


1- حاول أن تتذكر الحقائق أو الأرقام في حلمك، قد يكون من الصعب تذكر المعلومات الواقعية، مثل عنوان أو رقم هاتف أو تاريخ ميلاد شخص ما. 


2- حاول مغادرة الغرفة التي تتواجد فيها في حلمك. 


3- حاول قراءة أي كتابة في الحلم. قد تكون القراءة صعبة في الأحلام، لذا قد تتشوش الكلمات أو الأرقام أو تتحول لشيء آخر.


4- على الرغم من حقيقة أن عقلك يمكن أن يخلق مشاهد حية بشكل لا يصدق، إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت تحلم أم لا، فمن الأرجح أنك لست كذلك.


5- إذا كنت تقوم بمهمة معقدة في حلمك، فقم بإجراء فحص للتأكد إذا كنت في الواقع: إذا كنت تقف في الحمام، انظر إذا كنت تبدو طبيعيًا أم لا. إذا كنت تتناول وجبة الإفطار، تحقق مما إذا كان الطعام مذاقه كما هو معتاد. إذا كنت تنام على السرير، تحقق مما إذا كان الفراش ذو ملمس. 


الفكرة هي أن أيًا من سلوكيات التحقق من الواقع هذه يمكن أن تُثير وعيك بأنك لا تزال نائمًا. إذا لم توقظك تلك الخطوات، فأنت حر في استكشاف عالم خيالي كامل من الاحتمالات داخل حلمك. إذا لم تختبر من قبل نوع الوعي الذي يتطلبه القيام بهذه الأشياء، فلا تقلق بشأن ذلك. حتى قراءة هذا وتذكره قد يساعد في إثارة وعيك في المستقبل.


لتجنب اختبار الصحوة الكاذبة، تجنب الكافيين وأي منشطات أخرى في المساء، وحاول تهدئة عقلك قبل النوم. إذا كنت تعاني من القلق أو الضغط في الليل، فقد تجد أنه من المفيد القيام ببعض تمارين الاسترخاء والتأمل قبل النوم. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أيضًا قد تكون مفيدة في هذا الأمر، أو القيام بنزهة قصيرة في المساء قبل النوم. وفي النهاية، إلتزم بنمط نوم منتظم وحاول أن تتجنب الحرمان من النوم.

في الأخبار