
حب الشباب هو حالة جلدية شائعة تصيب ما يقرب من 10% من سكان العالم. وتساهم العديد من العوامل في ظهور حب الشباب، بما في ذلك إنتاج الزهم والكيراتين، والبكتيريا المسببة لحب الشباب، والهرمونات، وانسداد المسام، والالتهابات. وقد كانت الصلة بين النظام الغذائي وحب الشباب مثيرة للجدل، لكن الأبحاث الحديثة تُظهر أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تطور حب الشباب.
سوف نقوم في هذه المقالة بمناقشة الـ 5 أطعمة التي يمكن أن تسبب حب الشباب، كما سنناقش سبب أهمية جودة نظامك الغذائي.
1- الحبوب والسكريات المكررة
يميل الأشخاص المصابون بحب الشباب إلى استهلاك الكربوهيدرات المكررة أكثر من الأشخاص الذين يعانون من القليل من حب الشباب، أو لا يعانون منه. وتشمل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة ما يلي:
- الخبز، أو البسكويت، أو الحبوب، أو الحلويات المصنوعة من الدقيق الأبيض.
- المكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض.
- الأرز الأبيض.
- المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر.
- المحليات، مثل سكر القصب، أو شراب القيقب، أو العسل.
وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون السكريات المضافة بشكل متكرر، لديهم خطر أكبر بنسبة 30% للإصابة بحب الشباب، في حين أن أولئك الذين يتناولون المعجنات والكعك بانتظام لديهم مخاطر أكبر بنسبة 20%. يمكن تفسير هذا الخطر المتزايد من خلال تأثيرات الكربوهيدرات المكررة على سكر الدم ومستويات الأنسولين.
يتم امتصاص الكربوهيدرات المكررة بسرعة في مجرى الدم، مما يرفع نسبة السكر في الدم بسرعة. وعندما ترتفع نسبة السكر في الدم، ترتفع مستويات الأنسولين أيضًا للمساعدة في نقل سكريات الدم من مجرى الدم إلى خلايا الجسم. ومع ذلك، فإن المستويات المرتفعة من الأنسولين ليست جيدة لمن يعانون من حب الشباب. الأنسولين يجعل هرمونات الأندروجين أكثر نشاطًا، ويزيد عامل النمو الشبيه بالأنسولين (وهو من هرمونات الببتيد التي تعمل في المقام الأول لتحفيز النمو، ولكن لديها أيضًا بعض القدرة على خفض مستويات الجلوكوز في الدم،) ويساهم هذا في نمو حب الشباب عن طريق جعل خلايا الجلد تنمو بشكل أسرع، وعن طريق زيادة إنتاج الدهون.
من ناحية أخرى، ترتبط النظم الغذائية التي لا ترفع بشكل كبير من نسبة السكر في الدم أو مستويات الأنسولين بانخفاض شدة حب الشباب. على الرغم من أن البحث حول هذا الموضوع مُبشّر، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، لفهم كيفية مساهمة الكربوهيدرات المكررة في ظهور حب الشباب.
2- منتجات الألبان
لقد وجدت العديد من الدراسات وجود صلة بين منتجات الألبان وشدة حب الشباب عند المراهقين. وجدت دراستان أيضًا أن الشباب الذين يستهلكون الحليب أو الآيس كريم بانتظام، كانوا أكثر عرضة للإصابة بحب الشباب بأربع مرات. ومع ذلك، فإن الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تكن عالية الجودة. فقد ركز البحث حتى الآن بشكل أساسي على المراهقين والشباب، وأظهر فقط وجود العلاقة بين الحليب وحب الشباب، وليس علاقة السبب والنتيجة. ليس من الواضح بعد، كيف يمكن أن يساهم الحليب في تكوين حب الشباب، ولكن هناك العديد من النظريات المقترحة. من المعروف أن الحليب يزيد من مستويات الأنسولين، بغض النظر عن تأثيره على نسبة السكر في الدم، مما قد يزيد من حدة حب الشباب.
يحتوي حليب البقر أيضًا على أحماض أمينية تحفز الكبد على إنتاج المزيد من عامل النمو الشبيه بالأنسولين، والذي يرتبط بتطور حِدة حب الشباب. وعلى الرغم من وجود تكهنات حول سبب تسبب شرب الحليب في تفاقم حب الشباب، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت منتجات الألبان تلعب دورًا مباشرًا في ذلك. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هناك كمية أو نوع معين من منتجات الألبان التي قد تؤدي إلى تفاقم حب الشباب.
3- الوجبات السريعة
يرتبط حب الشباب بشدة بتناول نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية، والدهون، والكربوهيدرات المكررة. وتعتبر الأطعمة السريعة، مثل البرغر، والناجتس، والهوت دوج، والبطاطا المقلية، والمشروبات الغازية، والحليب المخفوق، من الدعائم الأساسية للنظام الغذائي الغربي النموذجي، وقد تزيد من خطر ظهور حب الشباب.
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 5000 من المراهقين والشباب الصينيين، أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بحب الشباب بنسبة 43%. وأدى تناول الوجبات السريعة بانتظام إلى زيادة المخاطر بنسبة 17%. ووجدت دراسة منفصلة شملت 2300 رجل تركي، أن تناول البرغر، أو النقانق بشكل متكرر، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بحب الشباب بنسبة 24%.
من غير الواضح لماذا تناول الوجبات السريعة قد يزيد من خطر الإصابة بحب الشباب، لكن بعض الباحثين يقترحون أنه قد يؤثر على التعبير الجيني، ويغير مستويات الهرمون بطريقة تعزز نمو حب الشباب. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن معظم الأبحاث حول الوجبات السريعة وحب الشباب قد استخدمت البيانات المبلغ عنها ذاتيًا. وهذا النوع من الأبحاث، يظهر فقط أنماط العادات الغذائية ومخاطر حب الشباب، ولا يثبت أن الوجبات السريعة تسبب حب الشباب. وبالتالي، هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
4- الأطعمة الغنية بدهون أوميغا 6
تم ربط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من أحماض أوميغا 6 الدهنية، مثل النظام الغذائي الغربي النموذجي، بزيادة مستويات الالتهاب وحب الشباب. قد يكون هذا بسبب احتواء الأنظمة الغذائية الغربية على كميات كبيرة من زيت الذرة والصويا الغنية بدهون أوميغا 6.
هذا الخلل في أحماض أوميغا 6، يدفع الجسم إلى حالة التهابية، مما قد يؤدي إلى تفاقم شدة حب الشباب. وعلى العكس من ذلك، فإن تناول مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية، قد يقلل من مستويات الالتهاب، وقد وجد أنه يقلل من شدة حب الشباب.
5- الشوكولاتة
كانت الشوكولاتة سببًا مشتبهًا في ظهور حب الشباب منذ عشرينيات القرن الماضي، ولكن حتى الآن، لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء. وقد ربطت العديد من الدراسات الاستقصائية غير الرسمية، تناول الشوكولاتة بزيادة خطر الإصابة بحب الشباب. لكن هذا لا يكفي لإثبات أن الشوكولاتة تسبب حب الشباب.
وجدت دراسة حديثة أن الذكور المعرضين لحب الشباب، الذين تناولوا 25 جرامًا من الشوكولاتة الداكنة بنسبة 99% يوميًا، زادت نسبة الإصابة لديهم بحب الشباب بعد أسبوعين فقط. ووجدت دراسة أخرى أن الذكور الذين تم إعطاؤهم كبسولات من مسحوق الكاكاو 100% يوميًا، يعانون من آفات حب الشباب بشكل ملحوظ بعد أسبوع واحد، مقارنةً بالذين تناولوا دواءً وهميًا. من غير الواضح سبب زيادة الشوكولاتة لحب الشباب، على الرغم من أن إحدى الدراسات وجدت أن تناول الشوكولاتة يزيد من تفاعل الجهاز المناعي مع البكتيريا المسببة لحب الشباب، مما قد يساعد في تفسير هذه النتائج.
ماذا تأكل بدلًا من ذلك؟
في حين أن الأطعمة التي تمت مناقشتها سابقًا قد تساهم في ظهور حب الشباب، إلا أن هناك أطعمة وعناصر غذائية أخرى قد تساعد في الحفاظ على بشرتك صافية. وتشمل هذه الأطعمة:
- البروبيوتيك: تعمل البروبيوتيك على تعزيز صحة الأمعاء والميكروبيوم المتوازن، والذي يرتبط بتقليل الالتهابات، وتقليل خطر الإصابة بحب الشباب.
- الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مادة البوليفينول المرتبطة بتقليل الالتهاب وانخفاض إفراز الدهون. وقد تم العثور على أن مستخلصات الشاي الأخضر تقلل من شدة حب الشباب عند وضعها على الجلد.
- الكركم: يحتوي الكركم على مادة البوليفينول الكركمين المضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم، وتحسين حساسية الأنسولين، وتمنع نمو البكتيريا المسببة لحب الشباب، مما قد يقلل من حب الشباب، أو يمنع ظهوره من الأساس.
- الفيتامينات أ و د، و هـ، والزنك: تلعب هذه العناصر الغذائية أدوارًا مهمة في صحة الجلد والمناعة، وقد تساعد في منع ظهور حب الشباب.
- الأنظمة الغذائية التي تنتمي للبحر الأبيض المتوسط: النظام الغذائي المتوسطي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والأسماك، وزيت الزيتون، وقليلة في منتجات الألبان، والدهون المشبعة. كما تم ربطه بتقليل شدة حب الشباب.
في حين ربطت الأبحاث بعض الأطعمة بزيادة خطر الإصابة بحب الشباب، فمن المهم أن تضع الصورة الأكبر في الاعتبار. ربما ليس من الضروري تجنب جميع الأطعمة التي تم ربطها بحب الشباب بشكل تام، ولكن تناولها بشكل متوازن مع الأطعمة الأخرى الغنية بالعناصر الغذائية التي ناقشناها أعلاه. إن الأبحاث حول النظام الغذائي وحب الشباب ليست قوية بما يكفي لتقديم توصيات غذائية محددة في هذا الوقت. في غضون ذلك، قد يكون من المفيد الاحتفاظ بسجل للطعام للبحث عن أنواع الأطعمة التي تتناولها وصحة بشرتك. يمكنك أيضًا العمل مع اختصاصي تغذية للحصول على نصائح أكثر تخصيصًا.