
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك 8 أشهر، يجب أن يأكل الحبوب، والفواكه، والخضروات. عادةً ما يتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 شهرًا ثلاث وجبات يوميًا بالإضافة إلى عدد قليل من الوجبات الخفيفة. يجب أن يظل حليب الثدي أو حليب الأطفال (إذا كنت لا ترضعين أو تستخدمين لبن الأم) جزءًا منتظمًا من النظام الغذائي اليومي لطفلك.
الرضاعة الطبيعية
تستمر الرضاعة الطبيعية في تقديم العديد من الفوائد الصحية للأطفال بعد عمر 6 أشهر. لذلك، توصي العديد من المنظمات المهنية بأن تستمر الرضاعة الطبيعية حتى بعد السنة الأولى. بعد أول 4 إلى 6 أشهر من الرضاعة الطبيعية، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بمواصلة الرضاعة الطبيعية إلى جانب إضافة الأطعمة التكميلية لمدة عام أو أكثر. بالإضافة إلى أنه توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بمواصلة الرضاعة الطبيعية لمدة عامين أو أكثر.
بعد الأشهر الستة الأولى، لن يوفر حليب الثدي وحده كل التغذية التي يحتاجها طفلك لينمو. بينما لا يزال حليب الثدي مهمًا ويظل مفيدًا بعد 6 أشهر، يجب أن يصبح جزءًا من نظام غذائي أكثر اكتمالًا. حيث يحتاج طفلك إلى أطعمة إضافية تحتوي على عناصر غذائية حيوية، مثل الحديد، والبروتين، والزنك. حاولي إضافة أطعمة جديدة تدريجيًا إلى نظام طفلك الغذائي بدءًا من 4 إلى 6 أشهر. ستساعد هذه الاستراتيجية على ضمان تناول طفلك لمجموعة متنوعة من الأطعمة والوجبات الخفيفة الصحية عندما يبلغ من العمر 8 أشهر.
احتياجات الطفل من حليب الأم
بين 8 أشهر وسنة من العمر، يحتاج طفلك إلى 750 إلى 900 سعرة حرارية في اليوم. نصف ذلك (حوالي 450 سعرة حرارية) يجب أن يأتي من حليب الأم. 450 سعرة حرارية تعادل ما يقرب من 24 أوقية (720 مل) من حليب الثدي يوميًا. وبالتالي سيحصل طفلك على فوائد حليب الثدي من خلال الاستمرار في الرضاعة الطبيعية من الثدي مباشرة أو في ببرونة الأطفال.
عدد مرات التغذية
عندما يكون عمر طفلك بين 8 و 12 شهرًا، يمكنك إرضاعه في الصباح، وقبل القيلولة، وبعد الوجبات الخفيفة، وقبل وقت النوم. في وقت الوجبة الخفيفة ووقت الوجبة الرئيسية، أعطِ الأطعمة الصلبة لطفلك أولًا، ثم قومي بإرضاعه بعد ذلك. إذا كنتِ ترضعين طفلك أولًا، فقد يمتلئ طفلك بحليب الثدي ويكون أقل اهتمامًا بتناول المواد الصلبة التي تقدمينها.
الفطام
الأمر متروك لكِ في النهاية لتقرري متى تريدين التوقف عن الرضاعة الطبيعية. يمكنكِ اختيار الاستمرار في الرضاعة الطبيعية بعد أكثر من عام واحد، أو يمكنك الفطام عن الثدي ولكن لا يزال بإمكانك ضخ حليب الثدي لطفلك في زجاجة خارجية. يمكنك أيضًا أن تقرري اللجوء إلى حليب الأطفال، أو مجموعة أخرى من أي من الخيارات المتاحة لكِ. طالما أن طفلك يحصل على التغذية التي يحتاجها، يمكنك اختيار طريقة التغذية والجدول الزمني المناسبين والأفضل لكِ.
إضافة أغذية جديدة
مع نمو طفلك، سيحاول تجربة العديد من الأطعمة الجديدة والمختلفة. وفيما يلي بعض النصائح والتوصيات لمساعدتك عندما يحين الوقت لبدء إضافة الأطعمة الصلبة إلى نظام طفلك الغذائي:
- أعطِ طفلك وجبات صغيرة ومتكررة. حيث أن الرُضّع لديهم بطون صغيرة، لذلك من الأفضل إطعامهم كميات صغيرة من الطعام طوال اليوم.
- لا تجبري طفلك على تناول الطعام. يميل الأطفال إلى عدم الاتساق مع الأكل. في يوم قد تجدينهم يأكلون الأطعمة التي تؤكل بالأصابع والأطعمة المهروسة عن طيب خاطر، ولكن في اليوم التالي قد يرفضون أي طعام صلب ويختارون الثدي، أو الزجاجة بدلًا من ذلك.
- قدمي مجموعة متنوعة من الأطعمة الآمنة التي تؤكل بالأصابع. تعتبر الأطعمة التي تؤكل بالأصابع وجبات خفيفة رائعة. وبحلول الشهر الثامن، يمكن لطفلك استخدام إبهامه والسبابة لالتقاط قطع صغيرة من الطعام. قدمي أطعمة مختلفة على شكل أصابع لطفلك ليتناولها، مثل البطاطا.
- شجعي طفلك على التغذية الذاتية. تعتبر طريقة تقطيع قطع صغيرة من الخبز، أو الدجاج المطبوخ، أو الخضار، أو المعكرونة، خيارات جيدة للبدء بها. فقط تذكري أنه حتى الأطعمة الآمنة للرضع والأطفال الصغار لا تزال تشكل خطر الاختناق. لذلك، يجب أن تظلي دائمًا على مقربة من طفلك وتراقبيه جيدًا.
- جربي الملعقة. ابدئي باستخدام الملعقة لإطعام طفلك ومساعدته على إطعام نفسه. في البداية، من المرجح أن يلعب بالملعقة أو يرميها. ولكن قد يتمكن طفلك بعد بلوغه عام من استخدامها لتناول الطعام.
- استخدمي كوب للشرب. في هذا العمر، يمكن للعديد من الأطفال البدء بحمل مياه الشرب، أو حليب الأم، أو حليب الأطفال من كوب الشرب.
- قدمي أطعمة ذات قوام مختلف. يمكن لطفلك الآن أن يمضغ، لذلك يمكنك البدء في إضافة أطعمة مختلفة القوام. تعد الأطعمة المقطعة والأطعمة اللينة، مثل البطاطس المهروسة، والحلوى، واللبن، والجيلي، والبيض، خيارات جيدة.
- ابدأي الأطعمة الجديدة ببطء. استمري في إدخال الأطعمة الجديدة واحدًا تلو الآخر كل بضعة أيام. راقبي علامات الحساسية تجاه الطعام لدى طفلك، والتي يمكن أن تشمل الطفح الجلدي، والإسهال، والغازات، والقيء.
- احترسي من الإمساك. تعتبر الحبوب والموز من الأطعمة التي يأكلها الأطفال عند بدء تناول الأطعمة الصلبة، ولكنها قد تسبب الإمساك. إذا بدأ طفلك في مواجهة صعوبة في حركة الأمعاء، فحاولي إضافة البرقوق أو الفواكه الأخرى إلى نظامه الغذائي، وقللي من الأطعمة الصلبة لفترة من الوقت.
التحديات
مع نمو طفلك، يصبح العالم من حوله أكثر إثارة. من الأسهل بالنسبة لهم أن يصبحوا مشتتين وأقل اهتمامًا بالرضاعة الطبيعية. في حوالي 8، أو 9، أو 10 أشهر من العمر، قد يبدأ الطفل في رفض الثدي. في بعض الأحيان، يعتبر الآباء ذلك علامة على الفطام تمامًا؛ لأنه يبدو أنه وقت طبيعي لإجراء هذه الخطوة. ومع ذلك، لا بأس أيضًا إذا لم تكوني مستعدة للفطام. فيمكنك تجاوز هذه المرحلة والاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
من المفيد لكِ ولطفلك مواصلة الرضاعة الطبيعية بين 8 و 12 شهرًا. ومع ذلك، فإن حليب الثدي وحده لا يكفي لتلبية احتياجات طفلك الغذائية بعد 6 أشهر من العمر. فمع نمو طفلك، سيحتاج إلى تناول نظام غذائي كامل يتضمن وجبات خفيفة صحية ووجبات صلبة نسبيًا مع حليب الثدي. ومع ذلك، كل طفل مختلف عن الآخر.
لا يأكل الأطفال دائمًا في هذا العمر، بينما يأكل بعض الأطفال بعمر 8 أشهر الأطعمة الصلبة جيدًا ويتبعون بسهولة جدول التغذية، ويستغرق البعض الآخر وقتًا أطول للتعود على تناول الوجبات الخفيفة بالإضافة إلى تناول ثلاث وجبات في اليوم. يمكن أن تحدث هذه الاختلافات حتى في نفس الطفل. قد يأخذ طفلك الأطعمة الصلبة دون مشكلة في يوم، ويريد فقط الرضاعة الطبيعية في اليوم التالي. تحلى بالصبر واستمري في تقديم الأطعمة الصلبة والثدي له.
تذكري: ليس عليك معرفة كل شيء بنفسك. يمكن لطبيب طفلك أن ينصحك بما يجب أن يأكله طفلك، بالإضافة إلى تقديم إرشادات حول موعد بدء تجربة الأطعمة الجديدة. سيساعدك الحفاظ على مواعيدك المنتظمة على البقاء على المسار الصحيح وضمان حصول طفلك على كل ما يحتاجه لينمو بصحة جيدة وقوة.