كيف تُكمل حلمك بعد الاستيقاظ؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

لقد اختبرنا جميعًا أحلام نشعر فيها بالسعادة والواقعية لدرجة أننا نشعر بخيبة أمل لأننا استيقظنا فجأة من النوم ولم نستطع تكملة الحلم للنهاية. نحاول وقتها العودة للنوم على الفور، على أمل أن نعود من حيث توقفنا. لكن للأسف، أحيانًا لا يكتمل ما حلمنا به ولا يكون الأمر بهذه البساطة - ومع ذلك، باستخدام تقنيات التأمل أثناء النوم والتركيز على بعض الاستراتيجيات الصحيحة، قد نتمكن من العودة إلى حلمنا.. إليكم عدة طرق لمحاولة العودة إلى حلمنا بعد الاستيقاظ.


1- عد إلى النوم على الفور


لا تتحرك، إذا استيقظت في منتصف الحلم الذي ترغب في اختباره مرة أخرى، فاستلقي بهدوء تام. فعندما تتحرك عند الاستيقاظ، تبدأ المنبهات الحسية لمحيطك بالتدخل في بقايا الحلم العالق في عقلك، وسيؤدي هذا سريعًا إلى تبديد العناصر التي يتذكرها عقلك عن الحلم. 

 

2- ابق عينيك مغمضتين 


من الأسهل بكثير العودة إلى النوم إذا حافظت على جسمك في حالة استعداد للنوم. هذا يعني أنك يجب أن تظل ساكنًا، ويجب أن يكون جسمك مسترخيًا، والأهم من ذلك، يجب أن تغلق عينيك. إن للضوء تأثير كبير على إيقاظ المخ، وهذا هو آخر شيء تريده. إذا كان لديك أي فرصة لإعادة إنشاء بيئة الحلم في عقلك، فيجب أن تفعل ذلك بسرعة، قبل أن يتلاشى الانطباع الذي تركه الحلم. ويمكن أن يقلل إبقاء غرفتك مظلمة قدر الإمكان أثناء النوم من التحفيز غير المرغوب فيه للضوء.

3- تنفس ببطء وعمق


حافظ على تنفسك تحت السيطرة. حاول أن تأخذ نفس الأنفاس الطويلة والبطيئة التي تفعلها عند التمدد بعد التمرين. كلما تمكنت من إعادة نفسك سريعًا إلى حالة من الراحة والاسترخاء، كانت فرصتك أفضل للعودة إلى النوم مرة أخرى بينما لا تزال مكونات الحلم تنبض بالحياة في عقلك اللاواعي. قد تساعدك تقنيات التنفس المنظمة على النوم بشكل أسرع، إذا استغرقت بعض الوقت لمحاولة العودة إلى النوم. كل ما عليك القيام به هو الشهيق ببطء حتى العد إلى ٤، واحبس أنفاسك لمدة ٧ ثوان، ثم الزفير بقوة وبشكل كامل حتى العد إلى ٨. بينما يتأكسد المخ، فإن الجسم سوف يدخل بشكل طبيعي في حالة من الاسترخاء ويصبح أكثر تقبلاً للهرمونات التي تحفز على النوم. يقول الكثير من الناس أنه من خلال تنظيم تنفسهم، يتمكنون من العودة إلى النوم في أقل من دقيقة واحدة.


4- حاول أن تتذكر تفاصيل الحلم


حاول أن تتذكر قدر ما تستطيع عن الحلم الذي كنت تحلم به قبل أن تستيقظ فجأة. ماذا كان يحدث؟ من هم الأشخاص الموجودين في الحلم؟  كيف كان شكل المكان؟ ما هو شعورك حيال ما كان يحدث؟ من المهم أن تحاول استيعاب أكبر قدر ممكن من الحلم أثناء وجوده في ذاكرتك قصيرة المدى. اسمح لنفسك أن تظل في مكانك في تلك الحالة حتى تتمكن من العودة إلى النوم. الأحلام هي في الأساس مجموعات عشوائية من ردود الفعل الحسية والمشاعر والأفكار المستمدة من اليقظة. إذا واصلت التركيز على استئناف الحلم، فهناك احتمال أكبر أن تحتوي سلسلة أحلامك التالية على نفس الصور والأحداث عندما تعود إلى النوم. يعتقد العديد من الباحثين في مجال النوم أن الاستجابة العاطفية هي العامل الأكثر تأثيرًا في مقدار ما نتذكره من الأحلام.


5- اكتب تفاصيل الحلم


إذا لم تستطيع العودة إلى النوم مرة أخرى، اكتب ما حدث في الحلم كما تتذكر بالضبط وبأكبر قدر ممكن من التفاصيل، وحتى قم بتدوين ما كنت تشعر به. وإذا كنت قادرًا على تذكر مشهد بأكمله، فاكتبه من البداية إلى النهاية. إذا تذكرت فقط أجزاء بسيطة من الحلم، فحاول ترتيبها حتى يتمكن عقلك من تكوين صورة واضحة للحلم. المهم أن يكون عقلك قادرًا على تذكر كل التفاصيل ذات صلة بالحلم، وأن تكتب كل شيء بدقة. لا تنتظر لاحقًا لتدوين ما تتذكره من حلمك. فمن السهل أن تخدع نفسك بالاعتقاد أنك ستتمكن من تذكر الحلم لاحقًا، لكن الأمر لن يكون أبدًا بهذه البساطة. فيجب أن تتأكد من تسجيل كل شيء بينما هو في ذهنك! فالاحتفاظ بدفتر للأحلام سيساعدك على تجربة نفس الأحلام أو استكمال أحلامك في أيام أخرى. 

 

6- تخلص من عوامل التشتيت


في بعض الحالات، قد تحاول الاستمرار أو إعادة النظر في الحلم الذي حلمت به قبل عدة ليالٍ أو حتى أسابيع. ابدأ بجعل جسمك مستعدًا للنوم، مع إغلاق العينين، والاسترخاء التام، والتنفس المنتظم، وتخلص من كل الأفكار التي ليس لها علاقة بالحلم الذي تحاول أن تعود إليه. تأكد من عدم وجود عوامل تشتيت غير ضرورية في الغرفة من حولك والتي قد تجعل النوم صعبًا أو توقظك بشكل غير متوقع، مثل التليفزيون، أو الراديو، أو التليفون. حاول أيضًا مراجعة دفتر أحلامك، فقد يكون من المفيد مراجعته قبل النوم حتى تظل تلك الصور ثابتة في أفكارك.


إذا كنت تريد حقًا أن تستأنف وتتذكر حلمًا ما جيدًا، فاستلقي ساكنًا عند الاستيقاظ. إذا بقيت ساكنًا، فقد تتمكن من العودة إلى حلمك. إن التحرك عند الاستيقاظ يفصلك عن حلمك الأخير، لذلك إذا كنت تريد معرفة ما يحدث في هذا الحلم المتقطع، فلا تحرك عضلة! من خلال الممارسة، ستحصل على مزيد من التحكم في بنية أحلامك، وقد تستطيع اختبار نفس النوع من الحلم عدة مرات، وتغيير شكل الحلم، وحتى اختيار ما تحلم به. إذا لم تنجح في العودة إلى حلم معين من المحاولة الأولى، فلا تشعر بالإحباط. قد يستغرق الأمر عدة محاولات قبل أن تتمكن من العودة إلى الحلم وتطوير قدرتك على اختيار أحلامك.

 

في الأخبار