أنواع الفوبيا: أعراضها وأسبابها

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

 الفوبيا هي نوع من اضطرابات القلق التي تجعل الفرد يعاني من خوف شديد وغير عقلاني من موقف أو مخلوق حي أو مكان أو شيء. عندما يعاني الشخص من الفوبيا، غالبًا ما سيشكل حياته بطريقة لتجنب ما يعتبره خطيرًا. إن التهديد الذي يتخيله أكبر من أي تهديد فعلي، وهذا هو ما يشكل سبب هذه الفوبيا. هذا الخوف الشديد يمكن أن يمنعه من العمل بشكل طبيعي ويؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات الهلع.

غالبًا ما يُستخدَم مصطلح "فوبيا" للإشارة إلى الخوف من شيء معين. ومع ذلك، هناك ثلاثة أنواع من الفوبيا المعترف بها من قِبَل جمعية الطب النفسي الأمريكية (APA،) وتشمل:


  •  الفوبيا المحددة: هذا خوف شديد وغير منطقي من مُحفِز محدد.

  •  الفوبيا أو القلق الاجتماعي: هذا خوف عميق من أن يُذَل الشخص أمام الناس وأن يتم الحكم عليه من قِبَل الآخرين في أي تجمُّع. إن فكرة التجمعات الاجتماعية الكبيرة مرعبة لشخص يعاني من القلق الاجتماعي، فهو ليس مثل الخجل.

  •  فوبيا الخلاء (أجورافوبيا): هذا خوف من المواقف التي يصعب الهروب منها إذا عانى الشخص من الذعر الشديد، مثل التواجد في المصعد أو التواجد خارج المنزل. يُساء فهمها بشكل عام على أنها خوف من المساحات المفتوحة ولكن يمكن أن تنطبق أيضًا على المساحات الصغيرة، مثل المصعد، أو في وسائل النقل العام. يزداد خطر الإصابة باضطراب الهلع لدى الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الخلاء.

 تُعرَف الفوبيا المحددة بإسم الفوبيا البسيطة؛ حيث يمكن ربطها بشيء محدد قد لا يحدث بشكل متكرر في الحياة اليومية للفرد، مثل الفوبيا من الثعابين. لذلك من غير المحتمل أن تؤثر هذه العوامل على الحياة اليومية بشكل كبير. لكن يُعرف القلق الاجتماعي وفوبيا الخلاء بالفوبيا المعقدة، حيث لا يمكن التعرف على مسبباتها بسهولة. يمكن للأشخاص الذين يعانون من الفوبيا المعقدة أيضًا أن يجدوا صعوبة في تجنب ما يثير هذه الفوبيا، مثل مغادرة المنزل أو التواجد وسط حشد كبير. تصبح الفوبيا قابلة للتشخيص عندما يبدأ الشخص في تنظيم حياته حول تجنب سبب خوفه. الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا لديهم حاجة كبيرة إلى تجنب أي شيء يثير قلقهم.


 أعراض الفوبيا: 


  • إحساس بقلق لا يمكن السيطرة عليه عندما يتعرض لمصدر الخوف.
  •  شعور بأنه يجب تجنب مصدر هذا الخوف بأي ثمن.
  •  عدم القدرة على العمل بشكل صحيح عند التعرض لما يثير هذه الفوبيا.
  •  الاعتراف بأن الخوف غير منطقي وغير معقول ومبالغ فيه، إلى جانب عدم القدرة على التحكم في المشاعر.

يمكن أن تشمل الآثار الجسدية لهذه المخاوف ما يلي:


  •  التعرق
  •  تنفس غير طبيعي
  •  تسارع ضربات القلب
  •  الارتجاف
  •  احمرار أو قشعريرة
  •  إحساس بالاختناق
  •  آلام في الصدر أو ضيق
  •  شعور غريب بالمعدة
  •  وخز في الجسد
  •  جفاف الفم
  •  الارتباك والتوتر
  •  الغثيان
  •  دوخة
  •  صداع في الرأس

يمكن أن ينتج الشعور بالقلق ببساطة عن طريق التفكير في الفوبيا ومصدرها. عند الأطفال الأصغر سنًا، قد يلاحظ الآباء أن أطفالهم يبكون أو يصبحون متشبثين جدًا أو يحاولون الاختباء خلف أرجل أحد الوالدين أو خلف شيء ما. 


الرهاب المعقد


 من المرجح أن تؤثر الفوبيا المعقدة على سعادة الشخص وقدرته على الاستمتاع أكثر من الفوبيا المحددة. على سبيل المثال، قد يكون لدى أولئك الذين يعانون من فوبيا الخلاء أيضًا عدد من أنواع الفوبيا الأخرى المرتبطة. يمكن أن يشمل ذلك الخوف من تركه بمفرده، وفوبيا الأماكن المغلقة، والخوف من الشعور بالوقوع في مكان مغلق. في الحالات الشديدة، نادرًا ما يغادر الشخص المصاب بفوبيا الخلاء منزله.   


تشمل أنواع الفوبيا الأكثر شيوعًا ما يلي:


  •  كلاستروفوبيا: الخوف من التواجد في الأماكن الضيقة
  •  أيروفوبيا: الخوف من الطيران
  • إيراكنوفوبيا: الخوف من العناكب
  • فوبيا القيادة: الخوف من قيادة السيارة
  •  إميتوفوبيا: الخوف من القيء
  •  هيبوكوندريا: الخوف من المرض
  •  زوفوبيا: الخوف من الحيوانات
  •  أكوافوبيا: الخوف من الماء
  • أكروفوبيا: الخوف من المرتفعات
  •  فوبيا الدم والإصابة والحقن (BII): الخوف من الإصابات التي تسبب النزف
  • إسكلافوبيا: الخوف من السلالم
  • فوبيا النفق: الخوف من الأنفاق

يمكن أن يصاب الناس بفوبيا من أي شيء تقريبًا. بالإضافة، مع تغير المجتمع، تتغير قائمة الفوبيا المحتملة. على سبيل المثال، نوموفوبيا هو الخوف من عدم وجود هاتف محمول أو كمبيوتر، فهو "الخوف المرضي من البقاء بعيدًا عن الاتصال مع التكنولوجيا".


ما هي أسباب الفوبيا؟


 من غير المعتاد أن يبدأ الرهاب بعد سن ٣٠ عامًا، ويبدأ معظمه خلال الطفولة المبكرة أو سنوات المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة. يمكن أن يكون سببها تجربة مرهقة، أو حدثًا مخيفًا، أو أن أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة مصابًا بفوبيا، فبالتالي يمكن للطفل أن يلتقطها منهم.


 لماذا يصاب الشخص بالفوبيا المحددة؟


عادة ما تظهر هذه الأعراض قبل سن ٤ إلى ٨ سنوات. في بعض الحالات، قد يكون نتيجة تجربة مبكرة صادمة. أحد الأمثلة على ذلك هو فوبيا الأماكن المغلقة. مع مرور الوقت، قد يصاب الطفل بفوبيا الأماكن المغلقة بعد مواجهته لتجربة غير سارة في مكان ضيق. يمكن أن تحدث الفوبيا التي تبدأ أثناء الطفولة أيضًا من خلال مشاهدة فوبيا أحد أفراد الأسرة. الطفل الذي تعاني والدته من فوبيا العناكب، على سبيل المثال، أكثر عرضة للإصابة بنفس الفوبيا.


لماذا يصاب الشخص بالفوبيا المعقدة؟


هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد بالضبط لماذا يصاب الشخص بفوبيا الخلاء أو القلق الاجتماعي. يعتقد الباحثون حاليًا أن الفوبيا المعقدة ناتجة عن مجموعة من تجارب الحياة وكيمياء المخ وعلم الوراثة. 




كيف يعمل المخ أثناء الفوبيا؟


 بعض المناطق في المخ تُخزّن وتتذكر الأحداث الخطيرة أو التي يمكن أن تكون مميتة، وإذا واجه الشخص حدثًا مشابهًا لاحقًا في الحياة، فإن تلك المناطق من المخ تستعيد تلك الذكرى، وأحيانًا أكثر من مرة. هذا يجعل الجسم يعاني من نفس رد الفعل. وقد وجد الباحثون أن الفوبيا غالبًا ما ترتبط باللوزة الدماغية، التي تقع خلف الغدة النخامية في المخ. يمكن أن تؤدي اللوزة الدماغية إلى إطلاق هرمونات "القتال أو الهروب،" وهو هرمون يطلقه الجسم عند مواجهة موقف مُخيف أو حدَث خطير يهدد الحياة، وهذه الهرمونات تضع الجسم والعقل في حالة تأهب وضغط شديد.


غالبًا ما يبدأ الجزء الأصعب من التغلب على الفوبيا بمجرد أن يقرر الشخص القيام بذلك - ويحصل على التدريب والدعم المناسبين. وحينها، قد يكون من المفاجئ مدى سرعة اختفاء الخوف وقدرتك على التعامل مع هذا الشعور ومواجهته، وبالتالي، لن تسيطر الفوبيا على حياتك اليومية وتؤثر عليها بصورة تعيقك عن الاستمتاع بها. المهم، هو أن تعمل على التخلص من تلك المخاوف من خلال المساعدة الطبية. 

في الأخبار