الفرق بين اضطراب ثنائي القطب والفصام

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

 الاضطراب ثنائي القطب هو مرض ينطوي على تقلبات مزاجية مع نوبة واحدة على الأقل من الهوس، وقد يشمل أيضًا نوبات متكررة من الاكتئاب. الفصام هو مرض عقلي مزمن وحاد وموهن يتميز بأعراض ذهانية، وهذا يعني أن المرء ليس على اتصال بالواقع. الاضطراب ثنائي القطب والفصام ليسوا أمراض وراثية بشكل مباشر، ولكن من المحتمل أن يكون بسبب عوامل نفسية وبيئية معقدة. يميل العلاج الدوائي للاضطراب ثنائي القطب إلى تخفيف أعراض الهوس أو الاكتئاب الموجودة بالفعل ومنع الأعراض من العودة. الأدوية المضادة للذهان هي الأكثر فعالية في تقليل الأعراض الإيجابية لمرض الفصام. وتساعد التدخلات النفسية والاجتماعية أيضاً في علاج اضطراب ثنائي القطب والفصام. 

 ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ وما هو الفصام؟

اضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي ينطوي على تقلبات مزاجية حادة، وعلى الأقل نوبة واحدة من الهوس (مزاج سيء مبالغ فيه أو مرتفع) وقد يشمل نوبات متكررة من الاكتئاب. إنه اضطراب يؤثر على الحالة المزاجية ويصيب ما يصل إلى ٤ ملايين شخص. 


الفصام هو مرض عقلي مزمن وحاد وينطوي على أعراض ذهانية، مما يعني أن المرء ليس على اتصال بالواقع. الأشخاص المصابون بأي من المرضين أكثر عرضة للانتحار وتعاطي المخدرات ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.


ما هي أسباب وعوامل الخطر للاضطراب ثنائي القطب والفصام؟


مثل معظم الاضطرابات النفسية، لا ينتقل الاضطراب ثنائي القطب ولا الفصام وراثيًا، فهُم نتيجة لمجموعة معقدة من العوامل النفسية والبيئية. يتشارك هذان المرضان في عدد من جينات الخطر نفسها ولكن لهما أيضًا بعض عوامل الخطر الجينية الفريدة بهما. 


ما هي علامات وأعراض الاضطراب ثنائي القطب والفصام؟


أعراض ثنائي القطب هي:


  •  مزاج سيء حاد و سرعة الانفعال 
  •  الأفكار المتسارعة
  •  التحدث بشكل سريع مائل إلى الجنون
  •  قلة الشعور بالحاجة إلى النوم 
  • معتقدات خاطئة عن النجاح والفشل
  •  تغيير المواضيع بشكل متكرر إلى مواضيع غير مرتبطة ببعض
  •  الأرق والنشاط الزائد
  • الاندفاع، أو الحكم السيئ، أو الانخراط في نشاط محفوف بالمخاطر 

في حين أن النوبة الاكتئابية ليست أساسية لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، غالبًا ما يتناوب الاكتئاب مع نوبات الهوس ويميل إلى الحدوث أكثر من نوبات الهوس عند الكثير من الناس.


 أعراض الفصام هي:


  •  التوهم (معتقدات غير مرتبطة بالواقع) 
  •  الهلوسة (رؤية أو سماع أو الشعور أو شم أو تذوق شيء غير موجود بالفعل) 
  •  عدم التحدث وعدم الرغبة في فعل أي شيء
  • الكلام أو السلوك غير المنظم

 ما الاختبارات التي يستخدمها أخصائيون الرعاية الصحية لتشخيص الاضطراب الثنائي القطب والفصام؟


نظرًا لعدم وجود اختبار واحد يحدد أن شخصًا ما يعاني من اضطراب ثنائي القطب أو انفصام في الشخصية، يقوم أخصائيون الرعاية الصحية بتشخيص هذه الحالات من خلال جمع المعلومات الطبية والعائلية والصحية. سيقوم أخصائي الصحة العقلية أيضًا بإجراء فحص بدني، بما في ذلك القيام بعدد من الاختبارات المعملية لتقييم الصحة العامة للشخص وما إذا كان يعاني من اضطراب عقلي بسبب حالة جسدية.


 ما هي علاجات الاضطراب ثنائي القطب والفصام؟


يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو الفصام أن يتوقعوا من أخصائيين الصحة العقلية اقتراح العديد من التدخلات، بما في ذلك الأدوية والعلاجات النفسية ونصائح لتغيير نمط الحياة. يميل العلاج الدوائي للاضطراب ثنائي القطب إلى تخفيف الأعراض الموجودة بالفعل للمرض ومنع الأعراض من العودة. بالنسبة للفصام، تم العثور على الأدوية لتكون فعالة في علاج بعض الأعراض مثل الأوهام والهلوسة. العلاج بالكلام (العلاج النفسي) أيضاً هو جزء مهم من مساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو الفصام على تحقيق أعلى مستوى ممكن من الأداء عن طريق تحسين طرق التعامل مع المرض.  


 ما هو تشخيص الاضطراب الثنائي القطب والفصام؟


 يميل المصابون باضطراب ثنائي القطب إلى مشاكل مزاجية تصل إلى ٦٠٪؜ من الوقت، ولكن يمكن مساعدتهم بالعلاج النفسي والأدوية.  لكن الفصام له مسار أكثر صعوبة، وأقل من ذلك مع العلاج. الأشخاص المصابون بأي من الحالتين معرضون لخطر الإصابة بمشاكل طبية، أو اضطرابات نفسية أخرى، أو الانتحار، أو الموت في سن صغير.


 هناك نوعان من اضطراب ثنائي القطب: ثنائي القطب الأول وثنائي القطب الثاني.

 

اعتمادًا على مدى سرعة حدوث تقلبات المزاج، يمكن أيضًا وصف نوبات الاضطراب ثنائي القطب بأنها مختلطة (نوبات اضطراب مزاجية تدوم أقل من الوقت المعتاد اللازم للتشخيص) أو دورة سريعة (أربع حلقات أو أكثر من اضطرابات مزاجية في السنة). حسب كل نوع، وحسب مدة المرض نفسه عند الفرد، يعاني المصاب من مشاكل كبيرة في عمله أو اجتماعيًا أو في المجتمع بصفة عامة، وقد يحتاج إلى دخول المستشفى. وقد يعاني أيضاً من أعراض ذهانية (مثل الأوهام أو الهلوسة.) يتطلب تشخيص الاضطراب ثنائي القطب أن يكون لدى الفرد نوبة هوس واحدة على الأقل ولكنه لا يتطلب تاريخًا من الاكتئاب الشديد. يتم تشخيص الاضطراب ثنائي القطب الثاني إذا عانى الشخص من نوبة واحدة على الأقل من الاكتئاب الشديد ونوبة واحدة على الأقل من هوس خفيف (شكل أخف من الهوس).



يتسبب الاضطراب ثنائي القطب في حدوث تغيرات شديدة في الحالة المزاجية، بدءًا من أدنى مستويات الاكتئاب إلى الهوس. وتختلف هذه التغيرات في الحالة المزاجية عما قد يعاني منه معظم الناس. لكن الفصام هو اضطراب معقد في المخ؛ تشمل أعراضه الانفصال عن الواقع، وجنون العظمة، والهلوسة. إذا تُركت تلك الأمراض بدون علاج، فإنها قد تسوء. يمكن علاج الاضطراب ثنائي القطب والفصام، ومع العناية والاهتمام المناسبين للأعراض والشفاء، يمكن للأفراد تعلم إدارة اضطرابهم.


 

في الأخبار