٧ أسباب لتسامح أسوأ أعدائك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

لا تعني المسامحة أنك تسمح بسذاجة للآخرين بأن يظلموك مرارًا وتكرارًا - بل يعني ببساطة أن تتخلى عن فكرة الانتقام من الشخص الذي ظلمك دون تبرير الخطأ. عندما تسامح، يقتصر شعورك على السعي وراء العدالة بدلًا من السعي إلى الأذى، وهذا فرق مهم. إن تنمية القدرة على التسامح عن قصد لها فوائد عديدة، سواء بالنسبة لك أو لمن حولك، لذلك دعونا نلقي نظرة على ٨ أسباب لتسامح حتى أسوأ أعدائك.


1- ستصبح مثالاً للتسامح


في كل مرة يخطئ فيها شخص ما، لديك خيار: الانتقام أو اللطف. اختيار اللطف هو ما يغير العالم للأفضل، وإحدى أفضل الطرق لتنمية هذا اللطف هي من خلال عادة الغفران. اللطف، في الأساس، هو السلوك الذي يتسم بالحرص على مشاعر الآخرين، مما يجعل مسامحة شخص ما عملاً لطيفًا في جوهره. بدلًا من الضغط لإيذاء الشخص الذي جرحك، فأنت تُظهر الرحمة وتنتظر العدالة. وبالتالي، أنت تصحح المشكلة دون التسبب في ألم أو أذى للشخص الآخر. بالإضافة إلى ذلك، إن الطريقة التي تعيش بها حياتك هي نور قد يتبعه الآخرون. لهذا السبب، يجب أن تكون مثالًا يقود الناس إلى حياة أفضل من خلال إظهار اللطف والتسامح.


2- ستكون في سلام مع قيمك


معظمنا لديه شكل من أشكال نظم القيم الأخلاقية. هذا هو الإطار الذي نتخذ فيه قراراتنا والذي يوضح كيف نرى العالم. وعندما نتخذ قرارات تتعارض مع أنظمة القيم الخاصة بنا، فإننا نضع أنفسنا في حالة من عدم الارتياح. وقد علمتنا جميع الديانات أنه يجب أن نغفر ونسامح، ونتجنب التسبب في معاناة الآخرين. أيًا كانت نظمك الأخلاقية، فمن المزعج الخروج عنها. معظمنا لا يفكر بوعي في بوصلتنا الأخلاقية، ولذا قد لا نعرف من أين يأتي هذا القلق الذي نشعر به، لكن تكمن الإجابة في الضغائن التي نحملها تجاه الآخرين. 


3- ستشعر بضغط أقل


فكر فيما تُحدثه لك الضغينة جسديًا. فعندما تتخيل أنك تؤذي عدوك، سوف تغضب وسيزداد معدل ضربات قلبك، ويُنشِط عقلك استجابة جسدك للقتال أو الهروب، وترتفع حرارة جسمك. لذلك، إن شعورك بالقلق والتوتر بسبب الغضب يمكن أن يؤثر على حالتك الجسدية والنفسية. فإن الهرمونات التي يتم إفرازها أثناء التوتر تضعف الهضم، والذاكرة، والقدرة على النوم، والعديد من الوظائف الأساسية الأخرى، وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف دائم. هذا ما تفعله أنت لنفسك عندما تفشل في التسامح، وعندما تجعل غضبك يسيطر عليك. لذلك، عندما تظهر أفكار الانتقام في عقلك، استبدلها على الفور بأفكار أكثر سعادة. اجعل هذه عادة، وسرعان ما ستجد نفسك أقل غضبًا.


4- ستكون لديك علاقات أفضل


إن الحياة بدون القدرة على التسامح ستؤدي إلى الوحدة - فمن يريد أن يكون الشخص الذي يغضب على أقل الأشياء؟ لكن تدرب على التسامح، وستكون مجهزًا للتعامل مع نقاط الضعف البشرية الموجودة في كل مكان من حولك. ستتوقف هذه الأخطاء الصغيرة عن أن تكون مصدرًا دائمًا للغضب بالنسبة لك. افعل هذا، وستكون صديقًا أفضل بكثير لمن حولك .


5- ستقلل من خطر الآليات المدمرة


هل تتذكر التوتر الذي تحدثنا عنه سابقًا؟ حسنًا، هذا يمكن أن يفعل أكثر مما ذكرنا، فهو يمكن أن يؤدي إلى آليات التكيف المدمرة مثل تعاطي المخدرات. قد تكون المواد المخدرة التي تلجأ إليها كحول، أو مخدرات، أو أي سلوك إدماني آخر. لكن عندما ننتقل إلى شيء ضار لكي نشعر بتحسن، فإننا فقط نجعل أنفسنا نشعر بالسوء، ونحبس أنفسنا في دوامة من الهبوط. لذلك، فإن حمل ضغينة أسوأ بكثير بالنسبة لك مما هي عليه بالنسبة للشخص الذي تحقد عليه. أن تحمل ضغينة هو أن تحمل بداخلك الكثير من الألم، في حين أن التسامح يسمح لنا بالتخلص من هذا الألم. هذا يعني أنه عندما تسامح، فإنك تقلل من خطر الاعتماد على الآليات النفسية المدمرة.


6- ستكون أكثر إنتاجية


فكر في مقدار المساحة العقلية التي تمنحها لمن ظلموك. فعلى الأرجح، أنت تقضي الكثير من الوقت في التفكير في كل من آذاك، أو في الانتقام من زميلك في العمل الذي يستمر في تخريب عملك عليك. بدلاً من التفكير في الألم والانتقام، يمكنك التركيز في عملك، أو متابعة هواياتك، أو الاهتمام بعلاقاتك الشخصية. فكر جيداً في هذا: هل تريد حقًا تخصيص أيام أو شهور من وقتك للأشخاص الذين لا تحبهم والذين لا يحبونك؟ استرجع ذلك الوقت من خلال مسامحة أعدائك والتخلص من أي أفكار انتقامية تربطك بمن يؤذيك، وانتظر العدالة وامضِ قدمًا.


7- الغفران علامة قوة


قال غاندي ذات مرة "الضعيف لا يمكنه أن يغفر أبدًا. المغفرة هي صفة الأقوياء." لذلك، يتطلب الأمر شخصًا قويًا لمواجهة الألم وجهًا إلى وجه، والإفراج عن الكره الذي بداخله، ومسامحة من جرحه. فقدرتك على مسامحة شخص ما ليس لها علاقة بهذا الشخص أو بما فعله. ويُعرّف قاموس "مريم وبستر" التسامح بأنه: "التوقف عن الشعور بالاستياء من الجاني. أو التخلي عن الاستياء أو السعي للانتقام." لذلك، إن التسامح شعور داخلي، ولا يعتمد على أي شخص غيرك. الشخص الوحيد الذي يتحكم في أفكارك، ومشاعرك، وأفعالك - والشخص الوحيد الذي يمكنه إحداث تحول - هو أنت.


إن المسامحة تبدأ بك. حتى عندما يخطئ في حقك ألد أعدائك، تسامح واغفر. اترك الانتقام والكره، وامض قدمًا. سوف تقدم لنفسك معروفًا كبيرًا. على الرغم من أنه لا يمكن إنكار أن تعلم التخلي عن الألم هو عمل إرادي صعب للغاية، إلا أن القليل من الأشياء في الحياة تستحق هذا الجهد. لن تجد حياتك الخاصة فقط قد تغيرت، ولكن بشكل أفضل، ستجد نفسك تغير العالم.

في الأخبار