سواء كنت تشعر باليأس بشأن عدم قدرتك على الخروج من مشكلة ما تواجهها في حياتك، أو تشعر باليأس حيال كل شيء تقريبًا في الحياة، فإن اليأس هو شعور مروع ومؤذٍ نفسيًا. فإحساس أنك عالق داخل هذا الشعور، ولا تستطيع الخروج أو التخلص منه، يجعل الحياة شديدة الصعوبة، وحتى تكاد تكون بلا طعم. لحسن الحظ، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها عندما تشعر باليأس لتغير من طريقة تفكيرك وتحسن شعورك تجاه حياتك - بغض النظر عن مدى السوء الذي قد تبدو عليه الظروف الآن. إليك ٨ طرق يمكنك من خلالها التخلص من اليأس.
1- ضع في اعتبارك أن عقلك قد يكذب عليك
قد يخبرك عقلك أن كل شيء حاليًا في حياتك يبدو فظيعًا، ورهيبًا، ومروعًا. وقد يحاول إقناعك أيضًا بأنك لا يمكنك النجاح، أو أنه لا توجد فرصة لتحسين الأمور. ولكن مجرد إعتقادك بذلك، لا يعني بالضرورة أنه صحيح. قد تكون أفكارك مشوهة، أو غير دقيقة، أو خاطئة تمامًا. فمشاعر اليأس تغذي الأفكار اليائسة، ومن السهل الوقوع في دائرة لامنتهية من السلبية والتشاؤم؛ تجعل من الصعب عليك رؤية أن الأمور يمكن أن تتحسن. كن منفتحًا على الأقل لفكرة أن الطريقة التي تفكر بها قد لا تكون دقيقة، وقد يكون الوضع أبسط من ذلك بكثير، ويمكن أن يكون هناك أمل أكثر مما تتخيل.
2- حاول أن تفكّر بإيجابية
عندما تشعر باليأس، من المحتمل أنك ستفكر فقط في جميع الأسباب التي قد تُصعب عليك تحسين الأمور. عندما تفكر بهذه الطريقة، حاول أن تأخذ بضع دقائق لتفكّر بإيجابية قليلًا. على سبيل المثال، يمكنك أن تسأل نفسك: "ما الوسائل المتاحة أمامي حتى أشعر بتحسن؟" أو "كيف يمكن أن أحل تلك المشاكل؟" إن القليل من التفكير في الإيجابيات المحتملة، يمكن أن يفتح لك المزيد من الاحتمالات والحلول.
3- فكّر في أهمية التحلّي بالأمل
ضع في اعتبارك ما يمكن أن تكسبه إذا أصبحت أكثر تفاؤلاً، وكيف يمكن أن تتغير حياتك، أو ماذا كنت ستفعل بشكل مختلف إذا كنت تشعر بالتفاؤل والأمل؟ بعد ذلك، يمكنك المضي قدمًا والبدء في محاولة التحلّي بالأمل والتصرف وفقًا لذلك. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالأمل، فسوف تكون منفتحًا على الالتقاء بأشخاص جدد، أو التقدم لوظيفة جديدة، أو المحاولة لحل المشكلات. في بعض الأحيان، عليك تغيير سلوكك أولاً، ثم يتبع ذلك مشاعرك. إذا كنت تتصرف بإيجابية حيال حياتك، فقد تتغير الأمور إلى الأفضل.
4- تعمّق في حل المشكلات
إن اليأس، بحكم التعريف، هو الاعتقاد بأن الأمور لن تتحسن، أو أنك لا تستطيع النجاح. ولكن، هناك دائمًا شيء يمكنك القيام به لحل مشكلة ما أو لتغيير شعورك تجاه المشكلة. اقض بعض الوقت في التفكير في الحلول المحتملة للمشكلة. تبادل الأفكار مع شخص قريب منك، وضعها في الاعتبار، وانظر ما إذا كان يمكنك التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الاستراتيجيات لمعالجة مشكلة ما. إذا لم تتمكن من حل المشكلة، ففكر في كيفية تغيير شعورك تجاهها. هل يمكن أن يساعدك قضاء الوقت مع أفراد العائلة في الشعور بتحسن؟ هل تشعر ببعض الأمل أو الراحة إذا أخذت يومًا إجازة من عملك لتشحن طاقتك النفسية؟ إذا فكرت قليلًا فسوف تجد أن هناك دائمًا شيء يمكنك القيام به لتحسين الأمور قليلًا، أو لمساعدة نفسك على الشعور بتحسن.
5- تحدث إلى شخص موثوق
عندما تكافح من أجل تحديد الحلول الممكنة، أو إذا كنت تشعر باليأس والانهيار النفسي، تواصل مع صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة، وأخبره بما تمر به. قد يكون قادر على مساعدتك في رؤية الأشياء من منظور مختلف، أو قد يقدم استراتيجيات يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن. في البداية، قد يكون من الصعب إخبار الناس بما تمر به، لكن قد يكون إخبار شخص ما أمرًا أساسيًا وإيجابيًا لمساعدتك على اكتساب المزيد من الأمل بشأن وضعك الحالي.
6- ضع خطة
بعد تطوير أفكارك بنفسك، أو بمساعدة شخص آخر - ضع خطة. حدد الخطوة التي ستتخذها أولًا، وضع في اعتبارك أنه إذا لم تنجح الخطة (أ)، فيمكنك دائمًا اللجوء إلى خطة (ب). فكر في خطتك كتجربة، وأن مهمتك هي إجراء أكبر عدد ممكن من التجارب حتى تكتشف ما ينجح معك.
7- افعل شيئًا
بمجرد وضع خطة، من المهم اتخاذ إجراء وفقًا لهذه الخطة. بعد كل شيء، ليس من المحتمل أن تكتسب الأمل بشأن وضعك بالجلوس بلا حراك. بدلاً من ذلك، سوف تكتسب المزيد من الأمل عندما تبدأ في إظهار نفسك، وتحديد ما يمكنك فعله، والبدء في فعل ذلك.
8- اطلب المساعدة المتخصصة
يمكن أن يكون اليأس من أعراض مشكلة نفسية تواجهها، مثل الاكتئاب. لذا، إذا استمر شعورك باليأس لأكثر من أسبوعين، أو كنت قلقًا بشأن صحتك العقلية والنفسية، فتحدث إلى شخص متخصص. يمكن لأخصائي الصحة العقلية تقييم شعورك واحتياجاتك، ومناقشة خيارات العلاج، مثل العلاج بالكلام أو الأدوية. إن معظم مشاكل الصحة العقلية قابلة للعلاج، ويمكن أن يساعدك العلاج على الشعور بمزيد من الأمل بشأن المستقبل والتخلص من الشعور باليأس.
تذكر أن مجرد الشعور باليأس لا يعني أنك بالضرورة يائس وأن حياتك تدعو للتشاؤم. بقليل من المساعدة من شخص آخر، أو من خلال النظر إلى حياتك من زاوية مختلفة قليلاً والبدء بالتفكير بإيجابية، قد تكتشف أن الأمور يمكن أن تتحسن، وأنك يمكن أن تشعر بشعور أفضل.
