
عندما تصنع صديقًا جديدًا لأول مرة، ربما لا تفكر في المستقبل وإمكانية انتهاء تلك الصداقة. ومع ذلك، فمن المحتم أن بعض أصدقائك لن يظلوا في حياتك. حيث يتباعد الناس لأسباب مختلفة، وليست كل الصداقات تدوم مدى الحياة. في نفس الوقت، معظم الناس ليسوا متأكدين من أن هناك طرق محددة وصحية لإنهاء الصداقات. فإنهاء الصداقات قد لا يكون بوضوح العلاقات الرومانسية، حيث توجد سوابق واضحة حول كيفية "الانفصال" عن شخص ما، وتسميات واضحة للإشارة إلى ما إذا كنت "في" أو "خارج" العلاقة. إذن، كيف تنهي صداقتك بشخص ما لم تعد تريده في حياتك بشكل واضح وصحي للطرفين؟
أسباب إنهاء الصداقة
قبل أن تقرر مسارًا لإنهاء الصداقة، من المفيد أن تحدد لنفسك أسباب عدم رغبتك في أن تكون صديقًا لشخص معين. يساعدك هذا على المضي قدمًا عند إنهاء الصداقة. إحدى طرق القيام بذلك هي تدوين مشاعرك. يتيح لك هذا مساحة آمنة لإخراج أفكارك دون مناقشتها مع أشخاص آخرين. الأهم من ذلك، لا تناقش مشاعرك مع الصديق الذي تريد الابتعاد عنه حتى تتضح في ذهنك وتتأكد منها - إذا اخترت بالفعل أن تنهي صداقتك معه.
فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي قد تجعلك تختار إنهاء الصداقة:
- النضج: لقد اختلفتما كثيرًا من حيث الاهتمامات، أو الالتزامات، أو الطموح.
- الكذب: صديقك مخادع.
- السلبية: صديقك دومًا متشائم، ويحبطك أكثر مما يدعمك.
- التنافس: صديقك شخصية تنافسية؛ يحب أن يكون الأفضل.
- السمّية: أصبح صديقك شخصًا سامًا ومؤذيًا في حياتك.
- القيم: لقد أصبحت قيمكم متعارضة بطريقة ما.
لا يعرف معظم الناس كيفية إنهاء الصداقات، وقد لا يعرفون حتى متى يكون لديهم ما يبرر رغبتهم في ذلك، أو ماذا يقولون بالتحديد. لكن، اعلم أن الصديق الحقيقي لا يجب أن يطلب منك مطلقًا التنازل عن نزاهتك، أو مخالفة قيمك، أو الكذب، أو إيذاء شخص ما بفعل أي شيء. على الرغم من أن فقدان صديق قد يبدو خسارة كبيرة، إلا أن الشخص الذي لم يعد يجعل حياتك أفضل لا يستحق هذه المساحة في حياتك.
طرق غير صحية لإنهاء الصداقة
- أن تصبح عدوانيًا
- أن تقطع كل الاتصالات بينكما فجأة وبكل برود
- أن تنهي الصداقة عبر الرسائل النصية
- أن تستعين بأصدقاء آخرين للقيام بذلك بالنيابة عنك
طرق صحية لإنهاء الصداقة
بشكل عام، يمكننا التفكير في أربعة خيارات صحية عند إنهاء أي صداقة، وفي بعض الحالات، قد تجد أنك بحاجة إلى استخدام مزيج من هذه الاستراتيجيات.
1- التلاشي التدريجي
يتضمن هذا التكتيك ترك الصداقة تقترب من نهايتها بشكل طبيعي عن طريق تقليل التفاعل الاجتماعي مع الشخص الآخر تدريجيًا. وهذا يشبه إزالة الغرز من الثوب، بدلًا من تمزيقه مرة واحدة بالكامل. قد يكون التلاشي التدريجي من الصداقة خيارًا جيدًا إذا كنت تخشى المواجهة، أو إذا كان من المحتمل ألا يستمع الشخص أو يتقبل ما تقوله. بشكل عام، إن هذه الطريقة تجعلك تتجنب إيذاء مشاعر صديقك. فبدلاً من مصارحته بمشاعرك، سوف تحاول أن تصبح مشغولاً للغاية بحيث يتعذر عليك الاجتماع به، أو أن يصعب الوصول إليك بشكل عام. يمكنك إرسال رسائل نصية بدلاً من الاتصال، أو قضاء وقت طويل حتى تعاود الاتصال به، والرد بردود قصيرة، وما إلى ذلك. وقد يكون التلاشي هو أفضل خيار لك إذا كانت الصداقة سامة ولا تريد أن تضطر إلى شرح نفسك، أو إذا كنت قد تعرضت للأذى من قِبَل هذا الشخص، أو إذا لم تعد مهتمًا بما يكفي لتقدم له تفسيرًا.
2- التحدث معه
إذا قررت أن التلاشي التدريجي ليس مناسبًا أو إذا انتهى الأمر إلى عدم نجاحه، فستحتاج إلى التحدث معه. يمكن أن يكون "الحديث" نقطة انطلاق إلى نهاية الصداقة، ولكن قد تفاجأ أيضًا أنك قد تجد نفسك قادرًا على حل خلافاتك وإصلاح الصداقة.
- الخطوة الأولى: اطلب من الشخص مقابلتك، وتأكد من طلب مقابلة شخصية - لا تفعل ذلك أبدًا عبر الهاتف أو عبر الرسائل النصية.
- الخطوة الثانية: حدد هدفًا للحديث. فكر فيما تريد تحقيقه. هل ترغب في توضيح سوء الفهم، أو شرح استيائك منه، أو معالجة مشكلة قديمة، أو وضع حدود؟ مهما كان ما تأمل في تحقيقه، يجب أن يكون واضحًا في ذهنك قبل أن تلتقي به.
- الخطوة الثالثة: تحدث عما تشعر به، وليس عما فعله الشخص الآخر بشكل خاطئ. ضع أهدافك للمحادثة في الاعتبار، وتذكّر أن تستمع بقدر ما تتحدث.
3- أخذ استراحة
يمكنك أن تقرر من "الحديث" أن خلافاتك لا يمكن حلها. إذا كان الأمر كذلك، فماذا تفعل؟ يمكنك إنهاء الصداقة فورًا، أو يمكنك أن تقرر "أخذ قسط من الراحة" من صداقتكما، تمامًا كما يفعل الناس أحيانًا في العلاقات الرومانسية. وحدد وقتًا في المستقبل لتتقابلا مجددًا، أو اقترح أن تتواصل معه عندما تشعر أنك جاهز. يمكن أن يكون لأخذ قسط من الراحة العديد من الإيجابيات. فهو يوفر لك:
- وقت لتطوير منظور جديد عن الصداقة
- وقت لتهدأ إذا كنت منزعجًا
- وقت لإعادة تقييم الصداقة
4- إنهاء الأمور على الفور
في بعض الأحيان يكون من المستحيل تجنب إنهاء الصداقة على الفور، خاصًة إذا كنت تتعامل مع صديق سام أو شخص لا يحترم الحدود التي تحاول وضعها. في هذه الحالة، قل ببساطة أن تلك الصداقة لا تلبي احتياجاتك، وأصبحت تؤذيك أكثر مما تدفعك للأمام، ثم أنهيها تمامًا. يمكن أن يكون هذا النوع من إنهاء الصداقة جيدًا من حيث أنه واضح لك وللطرف الآخر، وستحصل على فرصة للتعبير عن المشاعر التي كنت تكبتها، أو المشاكل التي تراجعت سابقًا في التحدث عنها.

يمكن أن يكون الانفصال عن صديق أمرًا مرهقًا ومستنزفًا عاطفيًا مثل إنهاء علاقة رومانسية. لذلك، تأكد من أن تهتم بنفسك وتحتوي مشاعرك، فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن، أو الإحباط، أو الغضب. حافظ على صحتك العقلية، وكن متأكدًا من أن بعض الأشخاص غير مقدر لهم البقاء في حياتك، وألا تترك نهاية الصداقة تسبب لك مشاكل نفسية وبدنية من شدة الحزن والتوتر. بالطبع، لن تكون الخسارة سهلة، لكن ستصبح أسهل وأقل ألمًا بمرور الوقت.