هل من الممكن أن ننام دون أن نحلم؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

لم يتمكن العلم من شرح الغرض من الأحلام بشكل كامل. فهي قد تكون وسيلة لمساعدتنا على معالجة مشاعرنا وأفكارنا وفهمها بشكل أفضل، وربما لهذا السبب، تحتوي حتى أكثر الأحلام غرابة على مقتطفات من الواقع. قد تتذكر حلمًا بتفاصيل معقدة وواضحة مثل أي شيء مررت به من قبل، أو قد تستيقظ مع تلميح خافت في عقلك لحلم يتلاشى قبل أن تتمكن من إدراكه بالكامل. ربما لا يمكنك تذكر حتى أصغر جزء من الحلم. ليس من المحتمل أبدًا ألا تحلم، وقد يحدث ببساطة ألا تتذكر أحلامك فتظن أنك لم تحلم على الإطلاق. سنناقش في هذه المقالة السبب وراء نسياننا للأحلام، ونقدم نصائح لتذكرها.


كيف نحلم؟


معظمنا يحلم من ٤ إلى ٦ أحلام في الليلة، لكننا ننسى الغالبية العظمى منها. الحلم الذي من المرجح أن تتذكره هو الحلم الذي حلمت به قبل الاستيقاظ مباشرةً. تميل الأحلام إلى الحدوث أثناء دورة نوم حركة العين السريعة (REM)، وأشارت دراسة أجريت عام ٢٠١٩ إلى أن قدرتنا على التذكر تضعف أثناء نوم حركة العين السريعة. سيساعد ذلك في تفسير سبب نسياننا للأحلام. إذا لم ندخل في دورة نوم حركة العين السريعة (REM،) لن نحلم أيضًا. ويمكن لاضطرابات النوم أو قلة النوم أن تمنع دخولنا في دورة نوم حركة العين السريعة.


اضطرابات النوم


يمكن لاضطرابات النوم، مثل الأرق وتوقف التنفس أثناء النوم، أن تمنعك من الدخول في دورة نوم حركة العين السريعة. ويمكن أن يزيد الأرق من مخاطر عديدة مثل: 


  • الاكتئاب 
  • القلق
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  •  داء السكري



تشمل العوامل الأخرى التي قد تساهم في قلة النوم ما يلي:


  • الكحول
  • التبغ
  • الكافيين
  • الآثار الجانبية للدواء
  • الضغط العصبى
  • الاكتئاب 


أسباب أخرى لقلة النوم:


اضطراب ثنائي القطب


تنتشر مشاكل النوم بشكل كبير بين الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب، وقد تؤدي مشاكل النوم إلى نوبة من الهلع أو الاكتئاب. 


اضطرابات القلق


يمكن أن يكون الأرق عامل يؤدي إلى الإصابة بالقلق، أو نتيجة أنك بالفعل تشعر بالقلق. يتم الإبلاغ عن مشاكل النوم من قِبَل الأشخاص الذين لديهم:


  • اضطراب القلق العام
  • اضطراب الوسواس القهري (OCD)
  • اضطراب الهلع
  • الرهاب
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

على الرغم من أن قلة نوم حركة العين السريعة (REM،) يمكن أن يقلل من الأحلام، فإن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم الأكثر عرضة للحلم بكوابيس وأحلام مخيفة.


أدوية القلق أو الاكتئاب


 قد لا يكون لديك أحلام واضحة عند تناول مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل فلوكستين (بروزاك) أو سيرترالين (زولوفت)، وغالبًا ما توصف هذه الأدوية للقلق أو الاكتئاب، حيث يمكن لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية منع نوم حركة العين السريعة اللازم لتحقيق الأحلام الواضحة.


كيف يؤثر النوم على أحلامنا؟


هناك علاقة بين نوعية النوم والأحلام. إذا كنت تعاني من الأرق أو اضطرابات النوم، فقد لا تدخل في دورة نوم حركة العين السريعة، وهذه هي المرحلة التي من المرجح أن تحلم فيها. ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تفاقم اضطرابات الصحة العقلية، ويمكن أيضًا أن تؤدي اضطرابات الصحة العقلية إلى تفاقم مشاكل النوم.


نصائح لتذكر أحلامك


قد تستيقظ وأنت تتذكر ما حلمت به، لكن بعد دقائق، تنسى كل شيء ولا تستطيع تذكر الحلم، وقد يكون هذا محبط في كثير من الأوقات. لذلك، إليك بعض النصائح التي تزيد من قدرتك على استدعاء أحلامك:


  • قبل النوم، أخبر نفسك أنك تريد أن تحلم وأن تتذكر تلك الأحلام. ضع دفتر ملاحظات وقلمًا بجانب السرير، وفي كل مرة تستيقظ فيها، بغض النظر عن الوقت، اكتب كل ما يمكنك تذكره عن أحلامك، حتى لو كانت مجرد تفاصيل صغيرة أو غير واضحة تمامًا.

  • انتظر قليلًا قبل النهوض من سريرك، وفكر فيما حلمت به ولا تنسى تدوينه.

قد يساعدك أيضًا النوم جيدًا على تذكر أحلامك. فيما يلي بعض النصائح للحصول على نوم جيد:


  • تجنب الكافيين، والكحول، والنيكوتين خاصة في الساعات القليلة التي تسبق النوم.
  • مارس تمارين التأمل بانتظام.
  • اذهب إلى الفراش في نفس الوقت، واستيقظ في نفس الوقت كل يوم.
  • تخلص من الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم.
  • افعل شيئًا يبعث على الاسترخاء قبل ساعة من الذهاب للنوم.

 هل قلة النوم أو عدم تذكر الأحلام أعراض حالة جسدية محددة؟


إذا كنت لا تتذكر أحلامك، ولكنك تنام جيدًا، فليس هناك ما يدعو للقلق. لكن إذا كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد، فحدد موعدًا مع طبيبك. إن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية الحالية أو تؤدي إلى تدهور الصحة العامة. ويمكن أن تكون أيضًا علامة على أن لديك حالة صحية تمنعك عن النوم، مثل انقطاع النفس النومي أو الأرق. لذلك، سوف يقوم الطبيب بتحديد المشكلة التي قد تعاني منها وعلاجها، فهناك العديد من العلاجات الفعالة لاضطرابات النوم. وبينما قد ترتبط مشاكل النوم بالاكتئاب، فإن عدم الحلم لا يعني أنك مصاب بالاكتئاب. لكن، قم بزيارة الطبيب إذا كانت لديك علامات أخرى للاكتئاب، مثل:


  • الحزن الشديد
  •  الإعياء
  •  تغيرات الشهية
  •  فقدان الاهتمام
  •  أفكار إيذاء النفس



لا يعد عدم تذكرك للأحلام مدعاة للقلق، وهناك بعض الطرق والأشياء التي يمكنك القيام بها لتشجيع ذاكرتك على تذكر الأحلام. لكن ما يدعو للقلق حقًا والذي قد يكون من أسباب قلة الأحلام وصعوبة تذكرها، هو قلة النوم. قد تكون قلة النوم علامة على مشكلة صحية أو عقلية، ويمكن أن تضر مشاكل النوم المزمنة بصحتك العامة. لذلك، يجب عليك تحديد موعد مع الطبيب وعلاج اضطرابات النوم حتى تنعم بنوم جيد، وتتخلص من أي مشاكل صحية أخرى مسببة للأرق.

في الأخبار