
كم مرة أصبحنا شهودًا على العلاقات التي تلاشت بسبب الأكاذيب والخداع؟ لقد سمعنا قصصًا عن أشخاص عانوا من عدم أمانة شركائهم، وفي أغلب الأحيان، يصبح لديهم شعور بعدم الثقة تجاه أي شخص بسبب المحنة التي مروا بها. بطريقة ما، حتى لو لم يتم الكذب علينا نحن، فإننا نتفهم الألم الذي يمكن أن تجلبه عدم الأمانة، خاصةً عندما نتخيل أن شخصًا ما نحبه حقًا هو الذي سيفعل ذلك لنا. نحن نعلم أنه عندما لا يتم تقدير الصدق، لا يمكن بناء الثقة أبدًا. فإن مقدار الصدق يعادل مقدار الثقة التي نتمتع بها تجاه الشخص الآخر. لذلك، من الصعب الوثوق بشخص تعرف أنه يكذب، ويصعب إعادة بناء تلك الثقة مرة أخرى عند التعرض للخيانة.
لهذا السبب، يجب أن تكون الأمانة والثقة أساس علاقاتك، سواء مع عائلتك، أو أصدقائك، أو حبيبك. وبقدر ما نتوقع هذا من الآخرين، فمن الصواب أيضًا أن نمارس ذلك في أقوالنا وأفعالنا. لتلخيص ذلك بإيجاز، الصدق هو القيمة التي نعبر بها عن التزاماتنا تجاه الأشخاص الموجودة في حياتنا. بدونه، سوف ينهار أساس علاقاتنا. لذلك، إذا كان هناك شيء واحد من شأنه أن يقضي على علاقتك، فهي الأكاذيب. لا يهم إذا كنت تقول أكاذيب بيضاء صغيرة، أو أكاذيب كبيرة - في كلتا الحالتين، أنت تعرض علاقاتك للخطر.
إذن، لماذا يكذب بعضنا؟ لماذا نجعل حياتنا أكثر صعوبة عن طريق إخفاء الحقائق وخسارة من نحب؟ يميل الأزواج إلى عدم الأمانة وإخفاء الحقائق مع بعضهم البعض لنفس الأسباب التي تجعلهم غير أمناء مع أي شخص. فهم يريدون تجنب الصراع، أو العقاب، أو التعاسة التي سوف تنتج عن صراحتهم. قد يبدو الأمر معقولًا، ومع ذلك، فإن محاولة تجنب أي ألم محتمل تزيد الأمور سوءًا. من الأفضل بكثير مواجهة الطرف الآخر بالحقيقة مباشرةً والتعامل معها كزوجين. فيما يلي، بعض الطرق للقيام بذلك، بحيث يمكن لكلاكما أن تتمتعان بعلاقة أكثر صحة وصدق.
1- كُن صبورًا
قبل أن تقرر الإفصاح عن كل الحقائق المُخفاه والتحلّي بالصدق بشكل أكبر، عليك أولاً أن تتحلى ببعض الصبر - من أجلك ومن أجل شريكك. بالطبع إن التحلّي بالصدق والأمانة شيئ جيد للغاية، ولكنه قد يكون أيضًا صعبًا في بعض الأحيان. إذا كانت لديك مشكلات في التواصل مع شريكك حول ما تشعر به، فسيكون من السهل جدًا الشعور بالإحباط. ومجرد العثور على الكلمات المناسبة لقولها يمكن أن يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لك. ولكن، صبرك سيدفعك خلال الأيام الصعبة. لذلك، تذكر أن الصدق ليس مجرد قيمة مُضافة إلى العلاقة، لكنها أيضًا ممارسة. وحاليًا، أنت تبني عادة جديدة، لذا لا تكن قاسيًا على نفسك واستمر في المحاولة.
2- كُن مشاركًا لمشاعرك
في معظم الأحيان، نحن نقرر إخفاء بعض الأشياء خوفًا من إيذاء أو فقدان الشخص الآخر. قد تعتقد أنك تنقذ الشخص الآخر من إيذاء مشاعره، لكنك في الواقع لا تقدم أي خدمة لعلاقتك عندما تفعل ذلك. بغض النظر عن مدى اعتقادك بأن الشخص الآخر سيكون حزينًا أو غاضبًا، يمكنك أن تضمن أنه سيكون أكثر حزنًا عندما يعلم أنك كذبت عليه. من الصعب أن تكون في علاقة مع شخص لا يمكنك أن تكون صادقًا معه، سواء بشأن مشاعرك أو بشأن حدوث شيء محدد.
على سبيل المثال، إذا كان شريكك يسيء إليك، فعبّر عن اعتراضك واستيائك. إذا أحببت شيئًا قاله أو فعله، فعبّر عن تقديرك وحبك. سيشجع الانفتاح عن مشاعرك الشخص الآخر على أن يصبح أكثر تعبيرًا عما يشعر به أيضًا. فقط تذكر أن هناك خط رفيع بين الصدق والقسوة. لذلك، اختر كلماتك بشكل صحيح حتى تتجنب جرح مشاعر الطرف الآخر. لا يوجد شيء أجمل من زوجين في علاقة يستطيعان قول ما يشعران به بحرية دون خوف من المشاكل أو القتال.
3- كُن صادقًا في أفعالك
يجب علينا أن نكون صادقين في أفعالنا مثلما يجب أن نكون صادقين في أقوالنا. فالإخلاص لا يظهر من خلال الكلام فقط، بل من خلال الأفعال أيضًا. إذا وجدت نفسك يومًا ما تفعل أشياء لا تعكس ما تشعر به حقًا، توقف قليلاً واسأل نفسك عن السبب. وافعل فقط الأشياء التي تشعر حقًا أنك تريد فعلها. إن القيام بأشياء لست مخلصًا بشأنها يعد تظاهرًا ولا يمُتّ للصدق بصلة.
4- كُن لطيفًا
كما ذكرنا سابقًا، هناك خط رفيع بين الصدق والقسوة، وتذكّر أننا نحرص على عدم قطع هذا الخيط لتحقيق تفاعلات أفضل مع شركائنا. وبالطبع، الصواب دومًا هو أن نفعل ذلك بالحب، والتعاطف، والوضوح. يجب أن يكون قول الحقيقة دائمًا من أولوياتك، على الرغم من مخاوفك حول النتيجة أو رد الفعل. فقط تذكّر أن تشارك مشاعرك بحب، وبمرور الوقت، ستلاحظ مدى قوة اتصالك مع الطرف الآخر، وذلك بفضل التفاهم الذي عززته من خلال التواصل اللين.

إن الأشخاص الذين ينعمون بعلاقة مريحة سوف يخبرونك أن السبب هو أن علاقتهم أصبح أساسها الانفتاح، والتفاهم، والصدق. لذلك، أصبحوا يثقون في شركائهم بما يكفي ليتأكدوا بأنهم لن يسمعوا منهم إلا الحقائق، ولن يرون سوى أفعالًا صادقة. وما يجب أن يفهمه الجميع أن في النهاية الحقيقة لن تظل مُخبأة للأبد. لذا كن دومًا صادقًا واعترف بأخطائك، وعواطفك، وأفعالك. فقد يكون الحب هو الأساس المبدئي للعلاقة، لكن الصدق هو ما سيحافظ عليها. احرص دومًا على أن تحافظ على علاقاتك بالآخرين بحيث أن تكون صحية وخالية من سموم الأكاذيب. ففي نهاية اليوم، لا يوجد شيء يُسمى كذبة صغيرة أو بيضاء، فكل الأكاذيب سوف تؤذي العلاقة.