
إذا كنت في علاقة مسيئة جسديًا أو عاطفيًا، فيجب أن تعلم أنها علاقة سامة وأن تكافح من أجل المغادرة. لكن ماذا لو لم تكن العلاقة مسيئة جسديًا، هل يمكن أن تظل سامة؟ نعم، وهذه العلاقات لا تقل خطورة، إن لم تكن أخطر، عن أي علاقة مسيئة، لأنك قد لا تدرك أنها تؤذيك. حيث يمكن لعلاقة سامة أن تقتلك ببطء من الداخل، وتعيق نموك الشخصي، وتقلل من احترامك لذاتك، وتفصلك عن نفسك ومن حولك، وقد لا تدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان. تحدث هذه التأثيرات بمرور الوقت، وهذا ما يجعل العلاقات السامة خطيرة للغاية - فالعديد منها يكون غير واضح لك حتى يغرقك تمامًا. لهذا السبب، من المهم أن تتأكد من أن تلك العلامات غير موجودة في علاقتك.
فيما يلي ٨ علامات تدل على أنك في علاقة سامة:
1- شريكك يسخر دائمًا منك ويقلل من شأنك
هذا النوع من الأفراد السامين سيقلل من شأنك باستمرار. هو أو هي سيسخر منك، مما يعني ضمنيًا أن أي شيء تقوله ويعبر عن أفكارك أو معتقداتك أو رغباتك هو سخيف أو غبي بالنسبة لهم. لن يتردد الشخص السام في التقليل من شأنك في الأماكن العامة أمام أصدقائك أو عائلتك. وعلى الرغم من أنك ربما طلبت من شريكك التوقف عن التقليل من شأنك، فإنه سيواصل هذا السلوك، ويبرر تصرفه أحيانًا بالقول: "أنا أمزح فقط. ألا يمكنك أن تتقبل مزحة؟" المشكلة أنهم لا يمزحون وما يفعلونه ليس مزحة.
الشريك السام يريد سلطة اتخاذ أي قرار وأن يكون لديه اليد العليا في العلاقة. ولسوء الحظ، إذا تحملت هذا السلوك لفترة كافية، فقد تبدأ في الاعتقاد بأنك لا يمكنك اتخاذ قرارات جيدة. غالبًا أيضًا ما يخبرك هذا النوع من الأشخاص السامين أنك محظوظ لوجودهم كشريك، وأنه لا يوجد شخص آخر قد يريدك حقًا. فهدفه هو التقليل من احترامك لذاتك حتى لا تتحدى سيطرته المطلقة على العلاقة.
2- شريكك يفرض السيطرة عن طريق التخويف
إن "السيطرة عن طريق التخويف" هو سلوك تقليدي للشريك السام. غالبًا ما يكون لدى هؤلاء الأفراد تقلبًا بشكل غير متوقع في المزاج، وغالبًا ما يصف شركاؤهم أنفسهم بأنهم "يمشون على قشور البيض" حول شريكهم السام لأنهم لا يعرفون أبدًا ما الذي قد يثير غضبهم. هذه الحاجة المستمرة إلى اليقظة والتركيز حول شريك حياتنا تؤثر بالسلب على صحتنا النفسية والجسدية بشكل كبير.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الشريك المؤذي عاطفيًا نادرًا ما يُظهر هذا الجانب من نفسه للعالم الخارجي. فلن يصنف أي شخص آخر العلاقة بأنها سامة، مما يعني أنه كثيرًا ما يُنظر إليه على أنه شخص لطيف ومريح. والأسوأ من ذلك، أنك إذا واجهت شريكك بشأن نوبات غضبه، فسوف يلومك دائمًا على مشاعر غضبه وأن بطريقة ما هذا كله خطأك. هذا التنصل من المسؤولية عن سلوكه المختل هو شيء نموذجي لأي شريك السام.
3- شريكك يحرضك على الشعور بالذنب
يمكن أن تحدث العلاقة السامة، ليس فقط بين شخصين في علاقة ملتزمة، ولكن أيضًا بين الأصدقاء أو العائلة. تتم ممارسة السيطرة في هذه العلاقات من خلال تحريض "الضحية" على الشعور بالذنب. يتحكم بك المُحرض بالذنب من خلال تشجيعك على الشعور بالذنب في أي وقت تفعل فيه شيئًا لا يحبه. ليس من النادر أن يجعلوا شخصًا آخر ينقل لك إحساسه بـ "خيبة الأمل" أو "الأذى". إن هذه الوسيلة هي أكثر أشكال السيطرة شيوعًا التي يستخدمها الوالدان السامان للسيطرة على أطفالهم البالغين. فإن التحريض على الشعور بالذنب مصمم للتحكم في سلوكك حتى يحصل شريكك السام، أو والدك، أو صديقك على ما يريد.
4- شريكك يلقي بأخطائه عليك
إذا كنت قد حاولت من قبل أن تخبر شريكك أنك لست سعيدًا، أو مجروحًا، أو غاضبًا بشأن شيء فعله، ووجدت نفسك بطريقة ما تهتم بتعاسته أو غضبه، وتريحه بدلاً من أن تريح نفسك، فهذا معناه أن شريكك لديه القدرة في جميع المواقف على جعل كل مشكلة وكأنها خطأك! فأنت تتعامل مع شخص يميل إلى المبالغة في رد الفعل، ويقوم بإلقاء الضوء على أفعالك، بدلًا من الاعتراف بأخطائه. والأسوأ من ذلك أنك تشعر بالسوء تجاه نفسك، وتبدأ في رؤية نفسك أنانيًا لأنك أزعجت شريكك بشدة. وفي نهاية الأمر، يصبح كل ما تشعر به بلا أهمية بالنسبة لشريكك، وكل ما يهمه هو إلقاء اللوم عليك.
5- شريكك سلبي للغاية
قد يبدو الأمر غريبًا، إلا أن إحدى الطرق السامة للسيطرة هي أن يكون شريكك سلبيًا للغاية بحيث يجبرك أن تتخذ معظم القرارات نيابة عنه. وبالطبع، ستعرف متى اتخذت القرار الخاطئ من خلال السلوك العدواني السلبي لشريكك، مثل العبوس أو عدم التحدث إليك. ففي أي وقت تتخذ قرار لا يعجبه، سيتعامل معك بذلك الأسلوب. لذلك، يمكن أن تكون السلبية وسيلة تحكم قوية للغاية. إذا كنت منخرطًا في علاقة مع متحكم سلبي، فمن المحتمل أنك تواجه قلقًا وإرهاقًا مستمرين، لأنك تقلق بشأن تأثير قراراتك على شريكك، وبالإضافة إلى ذلك، يتم استنزافك من خلال الاضطرار إلى اتخاذ كل قرار تقريبًا.
6- شريكك مسيطر على العلاقة باستقلاليته
كثيرًا ما يكون هذا الفرد سلوكه المسيطر السام مجرد تأكيد على استقلاليته. شعاره هو "لن أسمح لأي شخص بالتحكم بي". لكن نادرًا ما يفي هذا الشخص السام بالتزاماته. في الواقع، ما يحاول أن يقوم به هو التحكم بك من خلال إبقائك غير متأكد مما سيفعله. سيضع الخطط ويقول أنه سيفعلها، لكنه دومًا لا يفعل ذلك. شيء ما يحدث دائمًا، وعادةً ما يكون لديه عذر مقبول ليستخدمه، لكنه ببساطة لا يوفي بالتزاماته ولا يهتم لفعل ذلك.
في هذه العلاقة، الأفراد الذين لديهم تلك الخصلة يتحكمون فيك عن طريق فرض استحالة قيامك أنت بأي التزامات أو وضع خطط في العلاقة. الأمر الأكثر إزعاجًا هو أن هذا النوع من الأفراد السامّين لا يجعلك تشعر بالأمان في علاقتك. ليس فقط سلوكهم هو ما لا يمكن التنبؤ به، ولكنك لا تكون متأكدًا أبدًا إذا كانوا حقًا ملتزمين عاطفيًا تجاهك، أو إذا كنت تُمثل أولوية في حياتهم. يمكن للقلق الذي تشعر به في مثل هذه العلاقة أن يضر بصحتك العاطفية والجسدية.
7- شريكك مُستغل لمشاعرك
غالبًا ما يبدو المستغلون - خاصة في بداية العلاقة - أفرادًا لطيفين للغاية ومهذبين طالما أنهم يحصلون على كل ما يريدون منك. لكن العلاقة السامة مع الشخص المستغل طبيعتها أنها أحادية الاتجاه، فهو يبحث فقط عمّا تقدمه أنت له، ومهما فعلت سيقول أنه غير كافي في نهاية المطاف. الشخص المستغل سوف يستنزف طاقتك بشكل كبير، وحتى قد يتركك إذا وجد شخصًا آخر يفعل المزيد من أجله.
8- شريكك مُتحكم بشكل مرضي
هذا النوع من الأفراد السامة يعد من أسوأ الأنواع. في بداية علاقتك بهم، قد تُقدر غيرتهم، خاصةً إذا لم يكونوا متحكمين بشدة، وعندما يبدأون في إظهار غيرتهم بشدة، سيجعلونك تظن أنهم بمرور الوقت، سوف يتغيرون. ولكن، لا يجب أن تصدق ذلك للحظة. فسيصبح هؤلاء الأفراد السامون أكثر شكًا وسيطرةً مع مرور الوقت. سيتحققون من عداد المسافات في سيارتك للتأكد من أنك لم تذهب إلى مكان بعيد، وسوف يستجوبونك إذا كان عليك البقاء لوقت متأخر في العمل، وسوف يجعلون حياتك، باختصار، بائسة. حتى أنهم قد يستخدمون هواتفهم للتحقق من موقعك. وبمرور الوقت، سيعملون بجد للقضاء على أي علاقات مهمة لديك مع الأصدقاء وأحيانًا مع العائلة. فهُم لا يرون أنفسهم في علاقة معك؛ بل يرون أنهم يمتلكونك. ستذهب جهودك لطمأنة هذا الشخص السام بشأن أمانتك، وصدقك، والتزامك تجاههم عبثًا. إذا بقيت على علاقة مع مثل هذا الشخص، فسوف تتوقف عن الاستمتاع بالحياة.

إن التواجد في علاقة مريحة وصحية شيء مهم للغاية، والعلاقة السامة يمكن أن تكلفك الكثير من الوقت والطاقة والصحة، وقد تؤثر عليك بشكل أكبر وأخطر مما تتخيله. لذلك، كن صادقًا مع نفسك ومع قيمتك الشخصية، واستمع إلى قلبك، وكن قويًا إذا كنت بحاجة إلى تخليص نفسك من تلك العلاقة السامة.