هل يمكن أن تحسن كتابة المذكرات صحتك العقلية؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

إن كتابة اليوميات هي ممارسة رائعة تخدم العديد من الأغراض المختلفة. يمكن أن تساعدك كتابة المذكرات في التخفيف من مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والتوتر، وتحسين قوتك المعرفية والعاطفية، واستكشاف نفسك. في البداية، كان يُنظر إلى كتابة اليوميات على أنها نشاط مخصص للكُتّاب والمراهقين، لكن بالطبع ليس هذا هو الحال. حيث اكتشف الناس من جميع الأعمار أن كتابة اليوميات هي أداة قيمة لتحسين الصحة العقلية للفرد بصفة عامة. كما أن يتيح لك الاحتفاظ بدفتر يوميات تحديد أهدافك وتتبعها وتحقيقها.


إن كتابة اليوميات مفيدة في: 


  • تعزيز مزاجك ومشاعرك الإيجابية
  • تحسين وعيك الذاتي
  • التقليل من أعراض الاكتئاب والقلق
  • تحسين قوة ذاكرتك
  • تعزيز إحساسك بالرضا
  • التقليل من أعراض ما بعد الصدمة 


تشير الأبحاث إلى أن الكتابة اليومية أو التعبيرية مفيدة بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية، وأيضًا لأولئك الذين لديهم تاريخ من الصدمات. تقترح دراسة أخرى أن الكتابة عن أعمق مخاوفنا وتحدياتنا يمكن أن تساعدنا في تقليل مشاعرنا المكبوتة والتوتر الذي يصاحبها. إلى جانب ذلك، يمكن أن تساعدنا في مواجهة الأحداث السيئة القديمة ومعالجتها والتغلب عليها، مما يجعلنا أقوى في مواجهة التجارب المستقبلية المماثلة.


كتابة اليوميات والاكتئاب


نظرًا لأن الاكتئاب هو أحد أكثر مشكلات الصحة العقلية صعوبة، فقد كافح الناس لإيجاد طرق فعالة لمكافحة آثاره على أساس منتظم. بعد سنوات عديدة من البحث العلمي، تم إثبات أن كتابة اليوميات ممارسة مفيدة بشكل لا يصدق، ويمكن أن تساعد الناس في إدارة أعراض الاكتئاب لديهم. فيما يلي بعض الدراسات العلمية التي توثق فاعلية كتابة اليوميات في مكافحة الاكتئاب:


  • يمكن أن يقلل التدوين بشكل كبير من أعراض الاكتئاب لدى النساء اللاتي تعرضن للإيذاء من قِبَل شريكهن.


  • يمكن أن يقلل من الإفراط في التفكير السلبي لدى طلاب الجامعات المعرضين لأعراض الاكتئاب والقلق. 


  • 20 دقيقة في اليوم من الكتابة قللت من أعراض الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الاكتئاب الشديد.

باختصار، فوائد الاحتفاظ بدفتر يوميات للأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب واضحة تمامًا. فهو يساعدهم في الحفاظ على إطار عقلي إيجابي، ويسمح لهم بمواجهة الأفكار والعواطف السلبية وتقليلها، ويمنحهم الفرصة لتعزيز شعورهم بالرفاهية.


كتابة اليوميات والقلق


القلق والاكتئاب مشكلتان مختلفتان ولكن متشابهتان للغاية في مجال الصحة العقلية. في كثير من الأحيان، يحدث الاكتئاب بسبب الجرعات العالية من القلق، والعكس صحيح. واليوميات هي أداة تحارب هذه الحالات العقلية، مما يجعل حياة الناس أسهل في التأقلم مع حالتهم. لمعالجة أنماط تفكيرنا، يجب علينا أولاً تحديدها، فإن أفضل طريقة لفهم نفسك وأفكارك هي ببساطة كتابتها. إن اليوميات هي أفضل صديق لنا عندما يتعلق الأمر بذلك لأنها الوسيلة التي تسمح لنا بالتواصل الفعال مع أنفسنا. إذا واصلنا الممارسة، سنحدد الجذور الأساسية لمشاكلنا، وسيكون عقلنا الباطن قادرًا على البدء في العمل على حلها.


 إليك كيف يمكن أن تؤثر كتابة اليوميات بشكل إيجابي على مزاجك وعواطفك أثناء التعامل مع أعراض القلق:


  • تسمح لك باستكشاف الأفكار التي تجعلك قلقًا.
  • تساعدك على تصفية ذهنك من الأفكار السلبية التي تلاحقك.
  • تساعدك على تهدئة عقلك.
  • تُخلصك من المشاعر والأفكار السلبية.
  • تساعدك على تحديد نجاحاتك وإخفاقاتك، وتحديد العوامل التي ساهمت في هذه النتائج.
  •  تساعدك على اكتشاف محفزاتك العاطفية وتحسن وعيك الذاتي.
  • تساعدك في قياس تقدمك أثناء خضوعك للعلاج.
  • تقلل من القلق والأعراض الجسدية والمشاكل الصحية لدى النساء.  
  • تقلل من أعراض القلق لدى المرضى الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد. 


كتابة اليوميات وإدارة الإجهاد


في حين أن القلق والاكتئاب مرضان خطيران يجب إدارتهما والسيطرة عليهما، إلا أنه يمكن في كثير من الأحيان الوقاية منهم عن طريق تقليل مستويات التوتر التي نمر بها كل يوم. إن كتابة اليوميات هي طريقة فعالة لتقليل التوتر اليومي لأنها تسمح لك باستكشاف أفكارك، وعواطفك، وأفعالك في الماضي والحاضر. إنها تُخلصك من التوتر وتساعدك على تنفيس مشاعرك فيما يخص تجاربك السابقة بالكامل المتواجدة في عقلك. إلى جانب التأثيرات المذكورة، يمكن أن يساعدك الاحتفاظ بدفتر يومياتك أيضًا على تخفيف أعراض التوتر لديك من خلال:


  • تقوية قدراتك المعرفية
  • التخطيط لأهدافك المستقبلية
  • تقليل أعراض المشاكل الصحية المختلفة
  • فحص ودراسة أفكارك وتغيير طريقة تفكيرك
  • التقليل من الأفكار السلبية والأنشطة المُضرة

 يمكن أن يؤدي الاحتفاظ بمفكرة إلى تعزيز صحتك العقلية، وبالتالي الجسدية، على المدى الطويل، وزيادة جودة النوم، وتقليل أعراض الألم الجسدي. ويمكن أن تزيد من مستويات التفاؤل لديك، مما سيؤثر بشكل مباشر على صحتك وسعادتك. يمكن أن تساعدك كتابة اليوميات أيضًا على تحويلك إلى شخص ودود، مما يساعدك على الشعور بمشاعر إيجابية أثناء التعامل مع الآخرين. ومن خلال الاحتفاظ بدفتر يوميات، سيتحسن التزامك وانضباطك لمتابعة أهدافك. إنها تسهل النمو الشخصي من خلال تدوينك للدروس التي تعلمتها والأفكار الرئيسية الخاصك بك التي اكتشفتها بنفسك.
 


تقدم المجلات والدراسات العلمية أدلة على فوائد الاحتفاظ بدفتر يوميات. تختلف الخبرات والفوائد التي تجلبها كتابة اليوميات من شخص لآخر لأننا جميعنا نواجه مشاكل مختلفة، ونأتي من خلفيات مختلفة، ولدينا أهداف مختلفة. لكن بصفة عامة، إن دفتر يومياتنا مخصص لنا وحدنا، مما يتيح لنا الفرصة أن نكون أصليين، وصادقين، ونتمتع بالشفافية مع كل فكرة وشعور نقوم بتدوينه. هذا شيء بالكاد يمكنك تحقيقه عند التحدث إلى من حولك أو حتى مع الأطباء النفسيين. كل ما عليك فعله هو تجربة كتابة مشاعرك وأفكارك والاحتفاظ بدفتر يوميات خاص بك، ونعدك أنك لن تندم!

في الأخبار