
قد لا يبدو إرضاء الناس بهذا السوء، فبعد كل شيء، ما الخطأ في التعامل بلطف مع الناس ومحاولة مساعدتهم أو إسعادهم؟ لكن إرضاء الناس عمومًا بشكل مفرط يتجاوز اللطف البسيط. تشرح إريكا مايرز، معالجة نفسية بولاية أوريغون، أن الأمر ينطوي على: "تعديل أو تغيير الكلمات والسلوكيات من أجل مشاعر أو ردود أفعال شخص آخر." قد تبذل قصارى جهدك للقيام بأشياء من أجل الأشخاص الموجودين في حياتك، بناءً على ما تعتقد أنهم يريدونه أو يحتاجونه، بينما أنت تتخلى عن وقتك وطاقتك لجعلهم يحبونك. تقول مايرز إن هذه هي الطريقة التي يمكن أن يسبب بها إرضاء الناس المشاكل. فإن الرغبة في إرضاء الآخرين يمكن أن تلحق الضرر بأنفسنا وربما بعلاقاتنا عندما نسمح بأن يكون لرغبات الآخرين أهمية أكبر من احتياجاتنا الخاصة.
بالنسبة للكثيرين، فإن التوق إلى الإرضاء ينبع من مشكلة في تقدير الذات. إنهم يأملون أن يساعدهم قول "نعم"، لأي شخص، على الشعور بالقبول والإعجاب. لدى الأشخاص الذين يرضون الآخرين تاريخًا من سوء المعاملة، وهُم على الأغلب قرروا أن أفضل شيء يمكن أن يفعلوه حتى لا يتعرضون لسوء المعاملة ويشعرون بشعور أفضل هو محاولة إرضاء الأشخاص الذين أساءوا معاملتهم. ثم مع مرور الوقت، أصبح إرضاء الناس أسلوب حياة بالنسبة لهم. يخلط كثير من الأشخاص إرضاء الناس باللطف. وعند محاولة إقناعهم برفض طلب شخص ما أو التوقف عن إرضاء الجميع، فإنهم يقولون أشياء مثل: "لا أريد أن أكون أنانيًا" أو "أريد فقط أن أكون شخصًا صالحًا". وبالتالي، فهذا الشخص يسمح للآخرين بالاستفادة منه بتفكيره بتلك الطريقة.
يمكن أن يكون إرضاء الناس مشكلة خطيرة، ومن الصعب التخلص منها. فيما يلي ١٠ علامات تدل على أنك تحاول جاهدًا إرضاء الجميع:
1- أنت تتظاهر بالاتفاق مع الجميع
يعد الاستماع بأدب إلى آراء الآخرين - حتى عندما لا توافق - مهارة اجتماعية جيدة. لكن التظاهر بالموافقة لمجرد أنك تريد أن تكون محبوبًا يمكن أن يتسبب في الانخراط في سلوك يتعارض مع قيمك.
2- أنت تشعر بالمسؤولية تجاه ما يشعر به الآخرون
من الصحي أن تعرف كيف يؤثر سلوكك على الآخرين، لكن التفكير في أن لديك القدرة على إسعاد شخص ما يمثل مشكلة. الأمر متروك لكل فرد ليكون مسؤولاً عن عواطفه، لذلك لا تحاول جاهدًا لإسعاد الجميع.
3- أنت تعتذر كثيرًا
سواءً كنت تلوم نفسك بشكل مفرط، أو تخشى أن يلومك الآخرون، فقد يكون الاعتذار المتكرر علامة على مشكلة أكبر. لا داعي لأن تكون آسفًا لكونك أنت أو على شيء لم تفعله.
4- أنت مُثقل بالأشياء التي عليك القيام بها للآخرين
أنت مسؤول عن كيفية قضاء وقتك، ولكن إذا كنت من الأشخاص الذين يسعون لإرضاء الجميع، فعلى الأرجح أن جدولك الزمني مليء بالأنشطة التي تعتقد أن الآخرين يريدون منك القيام بها أو التي وافقت على القيام بها لأجل بعض الأشخاص.
5- أنت لا تقول "لا" لأي شخص
سواءً قلت "نعم" لأي شخص يطلب منك خدمة، أو تحججت بأنك مريض لأنك تخشى أن تقول "لا" وتنوي لاحقًا الوفاء بالتزاماتك، فهذا شيء غير صحي على الإطلاق ومؤذٍ لك لأنك بتلك الطريقة، لا تفكر أبدًا في احتياجاتك أو استغلال وقتك فيما تريد.
6- أنت تشعر بعدم الارتياح إذا كان شخص ما غاضبًا منك
فقط لأن شخصًا ما غاضب أو يعاملك بشكل مختلف، لا يعني بالضرورة أنك ارتكبت أي خطأ. ولكن إذا لم تكن قادرًا على تحمل فكرة أن شخصًا ما يشعر بالاستياء منك، فمن المرجح أنك يجب عليك أن ترتب أولوياتك، وتضع نفسك في المقدمة، وتفهم متى حقًا يجب عليك الاعتذار.
7- أنت تتصرف كما يتصرف من حولك
من الطبيعي أن يُظهر الآخرون جوانب مختلفة من شخصيتك، لكن إرضاء الناس لدرجة أن تتصرف مثلهم يفسد قيمك وأهدافك. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يرضون الناس ينخرطون في سلوك تدمير الذات إذا اعتقدوا أنه سيساعد الآخرين على الشعور براحة أكبر في المواقف الاجتماعية. على سبيل المثال، يأكل الأشخاص الذين يسعدون الناس أكثر عندما يعتقدون أنه سيجعل الآخرين سعداء، أو قد ينخرطون في التدخين وحتى المخدرات.
8- أنت تحتاج إلى الثناء لتشعر بالرضا عن نفسك
في حين أن المديح والكلمات اللطيفة يمكن أن تجعل أي شخص يشعر بالرضا، فإن الأشخاص الذين يسعون لإرضاء الناس ينتظرون الثناء منهم حتى يشعرون بالرضا عن أنفسهم. إذا كانت قيمتك الذاتية تعتمد بالكامل على ما يعتقده الآخرون عنك، فلن تشعر بالرضا بأي شكل إلا عندما يمطرك الآخرون بالمجاملات.
9- أنت تذهب إلى أبعد الحدود لتجنب الصراع مع من حولك
إن عدم الرغبة في بدء الصراع شيء، لكن تجنب الصراع بأي ثمن يعني أنك ستكافح بكافة الطرق للدفاع عن الأشياء والأشخاص الذين تحبهم، حتى لو تطلب الأمر أن تقوم بتضحيات تفوق طاقتك من أجل الآخرين.
10- أنت لا تعترف عندما تتأذى مشاعرك
لن تستطيع تكوين علاقات حقيقية مع الناس إلا إذا كنت على استعداد للتحدث عما يدور بذهنك والتعبير عن مشاعرك إذا كنت حزين. لكن إنكار أنك غاضب، أو حزين، أو محرج، أو محبط، بسبب شخص ما حتى لا تخسره أو تُحزنه، يعد شيئًا مرهقًا عاطفيًا ونفسيًا - ويُبقي علاقاتك سطحية. بالإضافة إلى ذلك، ستُعرض نفسك للاستغلال العاطفي من قِبَل جميع من حولك.

في حين أنه من الجيد أن تكون محبوبًا، لكن هذا لا يعني أن تخضع لجميع من حولك لإرضائهم؛ لن تحقق أبدًا أي شيء لنفسك إذا كنت تضع الآخرين أولوية فوق نفسك. ابدأ في التخلص من عادة إرضاء الناس بقول "لا" لشيء صغير، وعبّر عن رأيك في أبسط الأشياء، أو اتخذ موقفًا تجاه شيء تؤمن به، ولا تحاول أن تتفق مع من حولك في كل شيء. ستساعدك كل خطوة تخطوها على اكتساب المزيد من الثقة في قدرتك على أن تكون على طبيعتك. إذا كنت تكافح حقًا للتخلي عن هذه العادات، فاطلب المساعدة من معالج متخصص. يمكن أن يساعدك المعالج في بناء القوة العقلية التي تحتاجها لخلق نوع الحياة الذي تريد أن تعيشه.