١٠ خصائص للعلاقات العاطفية الصحية

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

إن العلاقات العاطفية إما تكسرك أو تجعلك شخص أفضل. في بعض الأحيان، لا تدرك أنك تتمسك بعلاقة سامة أو أنك تؤذي نفسك بالفعل، أو تؤذي شريكك لمجرد محاولتك لإنجاح العلاقة. والأسوأ من ذلك، أن البقاء في هذا النوع من العلاقات لا يؤثر عليك عاطفيًا فحسب، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على طريقة عيش حياتك. لهذا السبب، من المهم معرفة ما إذا كانت العلاقة التي أنت فيها تؤثر عليك بشكل سلبي أم إيجابي. إن العلاقة الصحية هي تلك التي تضيف السعادة والراحة للطرفين، والتي يغذيها التواصل، والاحترام، والحدود. لكي تكون العلاقة صحية، فإنها تتطلب أكثر من مجرد مصالح مشتركة ومشاعر قوية بين الطرفين، إنها تتطلب شخصين يفهمان بعضهما ويهتمان ببعضهما البعض بينما يهتمان أيضًا بأنفسهما. ولكن كيف ستعرف ما إذا كنت في علاقة صحية أم لا؟ فيما يلي ١٠ سمات للعلاقات الصحية.


1- تجعلك تريد أن تصبح شخصًا أفضل


إن الرغبة في أن تكون شخصًا أفضل وأن تُحسن من نفسك لتكون أيضًا شريكًا أفضل هي علامة على أنك في علاقة صحية. العلاقة التي تتيح لك رؤية جمال الناس والأشياء من حولك هي علاقة ثمينة. كما أنها تجذب الطاقة الإيجابية وتسمح لك بإلهام الآخرين ليصبحوا أفضل أيضًا.


2- تجعلك سعيدًا


السعادة لا تتعلق فقط بالحصول على الهدايا وسماع كلمات حب من شريكك. أن تكون سعيدًا حقًا يعني أنه بدون تلك الأشياء المادية والمجاملات، فأنت تعلم أنك راضٍ وسعيد بما لديك. مجرد التفكير في أن تكون في تلك العلاقة يجلب لك فرحًا وشعورًا بالراحة، وهذه علامة أكيدة على أنك في علاقة صحية.


3- تتيح لك الفرصة للاستمتاع بالأشياء التي تحبها


يجب ألا يمنعك إلزام نفسك بعلاقة من الاستمتاع بالأشياء التي تحبها. فلا ينبغي أن تشكل الاختلافات في الاهتمامات أزمة في العلاقات، بل يجب أن يدعم كلا الطرفين الفردية والاستقلالية، ويحترم كل طرف اهتمامات الطرف الآخر. فلم تُخلق تلك الاختلافات لتجبر طرف من الطرفين التخلي عن شغفه. 


4- لا تمنعك من فعل الأشياء التي تريد القيام بها


فقط لأن شريكك لا يحب شيئًا ما، لا يعني أنه يجب عليك التوقف عن حبه أيضًا. إن مطالبتك بالتخلي عن الأشياء التي تحبها هو أمر قاسي وأناني. إن أي علاقة تقوم على الأخذ والعطاء، لذا عليك أن تعرف أن حقوقك ورغباتك كفرد في العلاقة لا تزول بمجرد أن ترتبط. تعلم كيف تدافع عن أي شيء تؤمن به حقًا واحرص على وجودك في علاقة تشعر بها أن الطرف الآخر يعتز بك ويحترمك، ليس فقط كشريك له، ولكن أيضًا كفرد مستقل عنه.


5- تنمي شخصيتك وتلهمك


يجب أن يكون النمو والإلهام حاضرين في العلاقة حتى تدوم، ففي معظم الأحيان، تفشل العلاقة بسبب غياب هذين الشيئين. ستعرف ما إذا كانت علاقتك صحية إذا كان شريكك يعتني بك، و يشجعك، ويدعمك. حيث يجب أن تشعر بالحب والإلهام لفعل المزيد من الأشياء في حياتك الشخصية والعملية، ليس فقط من أجل نمو علاقتك، ولكن حتى تنمو أنت شخصيًا.


6- لا تجبرك على الابتعاد عن معتقداتك


إذا طُلب منك التوقف عن الإيمان بشيء لأنه لا يتوافق مع ما يؤمن به شريكك، فهل يجب أن تفعله؟ بالطبع لا! من المؤكد أنه يجب الترحيب بالانتقادات والنصائح في العلاقة، ولكن لا يجب أن تجعلك تدير ظهرك لمعتقداتك. كن منفتح الذهن ولكن لا تسمح لشخص ما يجعلك تشعر أن معتقداتك وأفكارك لا تهم. يجب أن يحترم شريكك معتقداتك وما تؤمن به لأنهم جزء مما أنت عليه كشخص.


7- تدعم أهدافك وأحلامك في الحياه


في بعض الأحيان قد تكون أهدافك وأحلامك مختلفة عن شريكك، ومع ذلك، لا ينبغي أن يمنعك من ملاحقتهم وتحقيقهم. يجب أن يتم دعمك عن طريق شريكك عندما يتعلق الأمر بتحقيق أحلامك. إن العلاقة الصحية تدعمك كليًا في شتى أمور حياتك. ومع الشريك الذي يشجعك بأي طريقة ممكنة - ستستطيع تحقيق الكثير، حتى لو كان ذلك يعني تقديم بعض التضحيات الصغيرة من ناحيته.


8- تسمح لك بتجربة أشياء جديدة


يجب أن تكون قادرًا على اكتساب مهارات وخبرات جديدة إذا كنت في علاقة صحية، فلا يجب أن تشعر أنك عالق ومحصور في شيء من المفترض أن يمنحك السعادة والشعور بالرضا.


9- لا تتسم بالأنانية


يجب أن تتذكر دائمًا أن كونك في علاقة يعني أن مشاعرك مهمة وأن لك رأي في أي شيء، خاصةً إذا كان رأيك له علاقة بعلاقتك. على سبيل المثال، هل يفكر شريكك في مشاعرك قبل القيام بشيء يغير حياتك أو يؤثر عليك؟ هل أفعاله وقراراته في العلاقة هي الأفضل حقًا أم أنه يفعل ذلك لمصلحته فقط؟ تأكد من أن شريكك يعطي أهمية لآرائك وقراراتك، فعندما يتعلق الأمر بالعلاقة، يجب أن تقوم على المشاركة، وإحترام الرأي، والتفاهم.


10- لا تتسم بالغيرة


إن انعدام الأمان هو أصل الغيرة. الشعور بالغيرة هو نتيجة لقلة الثقة في النفس، وفي العلاقة، وفي الطرف الآخر. بالطبع، إن وجود القليل من الغيرة في العلاقة هو شئ صحي ومرغوب، ومع ذلك، إذا وصلت الغيرة إلى مرحلة تُشعرك بالتعاسة وعدم الرضا، فحينها يجب عليك تقييم الموقف وفحص السبب الذي يجعل شريكك يشعر بهذا الشعور ويتصرف على هذا النحو. فالعلاقة الصحية يجب أن تشعر فيها بالاطمئنان، والاستقرار، والثقة المتبادلة.



لقد اختبرنا جميعًا علاقات عاطفية نتمنى حينها أن تنجح وتستمر، ثم ينتهي الأمر بعكس ما توقعنا تمامًا. دعونا نواجه الأمر، إن هذا شعور سيء للغاية! لكن أعتقد أن الشيء الجيد الوحيد الذي يمكننا الاستفادة منه هو أننا نتعلم من العلاقات الفاشلة. تُشكل الدروس جزءًا كبيرًا من رحلاتنا في الحياة، فهي تسمح لنا بالنمو والتطور. وبالتالي، إن العلاقة الفاشلة يجب أن تشجعنا على رفع معاييرنا في المرة القادمة. من المؤكد أنه لا توجد علاقة مثالية، وكل علاقة تأتي مع مشاكلها وتقلباتها. ولكن بمجرد أن تفهم الخصائص والسمات التي تشكل أي علاقة صحية، فستصبح تلك العلاقة هي كل ما تريده.

في الأخبار