
هل فعلًا يمكنني أن أنمي وأحسن من ذكاء طفلي؟ أليس الذكاء نتاج عوامل جينية وهو أمر لا نتدخل فيه تمامًا؟ نعم، هو شيء يُخلق به الشخص، ولكن يمكنك أن تحسنه لدى طفلك، وهذا ليس كلام مبنيًا على التكهنات، ولكن يدعمه العلم 100%. ولأن كل أب وأم يسعيان إلى جعل طفلهما الأفضل من كل النواحي، فبالتأكيد لو بيديك أن تنمي لدى طفلك الذكاء منذ الصغر ستسعى إلى تحقيق ذلك، ولذلك قد أتينا لك بخطوات ستساعدك في تطوير مستوى ذكاء طفلك من خلال طرق في غاية البساطة والسهولة.
الخطوات التي ستساعدك في تنمية ذكاء طفلك:
-
سجل طفلك في دروس لتعلم الموسيقى
الموسيقى لا تعتبر فقط غذاءً للروح ولكن، وفقًا للعلم، فهي لها فوائد لا حصر لها عندما يتعلق الأمر بالعقل. وفقًا لدراسة علمية بحثت في علاقة الموسيقى بالعقل وفوائدها وتأثيرها عليه، أكدت أن الموسيقى تطور أدمغة الموسيقيين بشكل كبير، حيث تجعلهم دائمًا منتبهين، ومحبين لتلقي العلم، ومستعدين لرؤية الصورة كاملة من حولهم، كما أنها تؤثر على شخصيتهم وفي التعامل مع الآخرين من حولهم، فتجدهم مرحين وهادئين جدًا، حتى في التعامل مع المواقف الصعبة. بشكل عام، الطفل الذي يُربى على حب الموسيقى وممارستها يكبر وهو واثقًا في نفسه. كما أن الموسيقى تساعد على تحسين الذاكرة وعلى تنمية الذكاء العاطفي في سن مبكر.
-
بدلًا من القراءة لطفلك، اقرأ معه
من الأنشطة الهامة التي يستمتع بها كل أب وأم مع طفلهما القراءة، وخصوصًا عندما يقرأ أي منهما لطفله الكتاب بنفسه، فهذا النشاط يقوي رباط الأب/الأم مع الطفل، ولكن ماذا لو قراءتك معه ستنمي ذكائه؟ نعم، هذا صحيح، أكدت دراسة بحثت في هذا الموضوع أن القراءة المشتركة بينك وبين طفلك تحسن من قدرات القراءة والكتابة لديه، هذا في حالة التركيز على تطوير مهارات الطفل أثناء النشاط نفسه، حيث أنها من الاستراتيجيات الفعالة في تحسين قدرة طفلك على تعلم تلك المهارات في سن مبكر.
كما أن أخصائي التخاطب أنتوني كوتسوفتاس، الحاصل على درجة الدكتوراة، شدد على أهمية تفاعل الطفل معك أثناء نشاط القراءة بقوله: "أعتقد أنه من المهم السماح للأطفال بإجراء حوار معك، حتى لو لم يكن يتمحور الأمر حول موضوع الكتاب. فعندما يشير الطفل إلى شيء في الكتاب ويقول: "أوه، هذا البالون الأحمر يشبه شاحنتي الحمراء،" فهو يربط كل شيء بما يعرفه، ويتعلم عن طريق الفضول وطرح الأسئلة."
-
وضح له أهمية الحصول على قسط كاف من النوم
النوم ليست فقط مهمته الأساسية في شحن طاقة الجسم، ولكنه يلعب دورًا حيويًا في كيفية تعلمك، وتذكرك، وفي تخزين المعلومات. في دراسة شارك فيها 4500 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 11 عامًا والتي نُشرت في مجلة Lancet Child & Adolescent Health، أوضحت أن الأطفال الذين ناموا ما بين 9 إلى 11 ساعة (ساعات النوم الموصى بها ليلًا،) والذين قضوا ساعتين كحد أقصى أمام الشاشات الإلكترونية سجلوا درجات أعلى في الاختبارات القياسية مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وفي دراسة أخرى، قال الباحث الرئيسي "إذا كان الطفل يعاني من أوقات نوم غير منتظمة في سن مبكر، سيكون من الصعب عليه تجميع ومعالجة كل المعلومات من حوله في ذلك العمر، ويكون من الصعب عليه أكثر القيام بهذه المهمة عندما يكبر في السن.."
-
اغرس فيه فضيلة الانضباط الذاتي
يقول تشارلز دوهيج في كتابه "قوة العادة: لماذا نفعل ما نفعله في الحياة والعمل" وفقًا لدراسة أجريت عام 2005 على 164 طالب في العام الدراسي الثامن: "توقع الانضباط الذاتي الأداء الأكاديمي للطلاب بشكل أوقع مقارنة بتوقعات معدل الذكاء. كما أن ضبط النفس توقع الطلاب الذين سيحسنون درجاتهم على مدار العام الدراسي، في حين أن معدل الذكاء لم يكن المقياس على الإطلاق. بشكل عام الانضباط الذاتي له تأثير أكبر وأقوى على الأداء الأكاديمي مقارنة بالموهبة الفكرية."
وجدت دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة Psychological Science أن الأطفال الذين يتمتعون بدرجة أكبر من ضبط النفس هم لديهم الفرصة الأكبر في العثور على وظائف والاحتفاظ بها كبالغين. حيث أنهم يمكنهم تحديد أهدافهم بشكل أفضل، وحل المشكلات التي تعترض طريقهم، والتحكم في دوافعهم بشكل عام.
-
آمن بقدرات طفلك
أي شخص في الحياة يحتاج إلى الدعم والثقة، وخصوصًا من المقربين منه، ليُكمل حياته بالقدر الكافي من الثقة الذي سيجعله يحارب أي مشاكل تعوق طريقه. طفلك الصغير، على وجه الخصوص، يحتاج إلى وجودك بجانبه ودعمك وثقتك المستمرين، فهو يحصل على ثقته منك. أتريد أن تُحدث فرقًا في حياة طفلك؟ آمن بقدراته. حيث أن هناك ما يُعرف باسم تأثير بجماليون، وهي ظاهرة تؤثر فيها توقعات الناس في شخص ما على أداء هذا الشخص. أثبتت دراسة أجراها كل من روبرت روزنتال ولينور جاكوبسون في عام 1968 أن إذا تم توجيه المعلمين لتوقع أداء محسن من الأطفال، فإن أداء الأطفال بالفعل يتحسن. ودعمت هذه الدراسة فكرة أن الواقع يمكن أن يتأثر بالفعل بالإيجاب أو السلب وفقًا لتوقعات الآخرين.
عزيزي القارئ، ضع في اعتبارك أن هناك الكثير من الأمثلة في التاريخ تُثبت أن النجاح العملي والشخصي لا يرتبط في الأساس فقط على الذكاء، ولكن ضبط النفس والسعي هما من العوامل الأساسية في نجاح العديد من الأشخاص. فكثيرًا ما رأينا أصحاب المواهب يفشلون بسبب قلة سعيهم وعدم تطوير مواهبهم والعمل عليها. أما فيما يخص الذكاء وتطويره لدى طفلك، كل ما ذكرناه سابقًا من نقاط سيساعدك كثيرًا في تنمية وتطوير ذكاء طفلك.