
في بداية أي عام، يبدأ معظمنا في وضع خطط وقرارات جديدة لتغيير وتحسين حياتنا. بينما نركز في قراراتنا للسنة الجديدة غالبًا على تطوير عادات من شأنها أن تجعلنا في حالة بدنية ونفسية أفضل - يتصدر تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة عمومًا قوائم أهداف معظم الأشخاص للعام الجديد. فإن الوصول إلى حالة عقلية وعاطفية أفضل يمكن أن يُشعرنا بالرضا عن أنفسنا. لذلك، هذا العام، ضع في اعتبارك أن تقوم بدمج عادات جديدة من شأنها تقليل التوتر وزيادة السعادة والرضا عن الحياة بشكل عام. فيما يلي بعض الخطوات المهمة التي يمكنك اتخاذها لتكون أكثر سعادة، وصحة، واسترخاءً في العام الجديد.
1- النوم لمدة لا تقل عن ٨ ساعات
يمكن أن يكون الحرمان من النوم سببًا ونتيجة للتوتر. في حين أن التوتر يمكن أن يُبقي الناس مستيقظين في الليل، فإن النوم لساعات قليلة جدًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة. يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى أن تكون أقل إنتاجية بشكل عام ومُفتقرًا للطاقة الكافية لفعل أي شيء. هذا العام، يمكنك الحصول على فوائد كبيرة من خلال السعي لتحقيق جودة أفضل وكمية أكبر من النوم ليلاً.
2- اختيار هواية
بينما قد تكون قد شاركت في الرياضات والأنشطة الترفيهية المختلفة عندما كنت طفلاً، فمن المهم أن تستمر في التعلم والنمو والقيام بالأشياء التي تستمتع بها طوال حياتك. يمكن أن توفر ممارسة هواية منتظمة منفذًا ضروريًا للتحفيز الذهني وتخفيف التوتر، وقد تساعدك أيضًا في الحفاظ على نمط حياة متوازن. يمكن أن يوفر لك أيضًا القيام بالهواية الصحيحة جرعة من النشاط والسعادة، وبالتالي ينتهي شعورك بالتوتر.
3- الحفاظ على دائرة اجتماعية صحية
يمكن أن يكون لدائرتك الاجتماعية تأثيرًا كبيرًا على نوعية حياتك، فالعائلة والأصدقاء المقربين سيكونون دومًا بجانبك لدعمك في أوقات حزنك، وللاحتفال معك في مناسباتك السعيدة. إن وجود شبكة اجتماعية مكونة من علاقات صحية هو بمثابة حاجز ضد التوتر، وقد توفر لك العديد من الفوائد العاطفية والمعنوية الأخرى. ركز هذا العام على تقوية علاقاتك، ولا تخف من التخلي عن تلك العلاقات التي تستنزفك. إن فصل نفسك عن الدراما والتوتر الناتج عن تلك العلاقات يفتح لك أبوابًا جديدة وتجارب مختلفة.
4- الاستماع إلى الموسيقى
يعد الاستماع إلى الموسيقى طريقة سهلة لتحسين مزاجك وتجديد طاقتك. تشتهر الموسيقى ذات الإيقاع البطيء - خاصةً الموسيقى الكلاسيكية الهادئة - بتأثيراتها المريحة. لا يقتصر الأمر على تهدئة عقلك وإرخاء عضلاتك، بل يمكن للموسيقى أيضًا خفض مستويات هرمون التوتر، الكورتيزول، في جسمك. يمكنك تشغيل بعض الألحان الكلاسيكية أثناء ارتداء ملابسك في الصباح، أو الاستماع إلى أغنيتك المفضلة أثناء تنقلاتك الصباحية، أو الاسترخاء على أغنية هادئة في نهاية يوم طويل. بغض النظر عما تختاره، يمكن للموسيقى أن تهدئك حتى في الأوقات العصيبة.
5- الحفاظ على النظام في البيت
بدون بعض التهوية والتنظيم، يمكن أن تتكدس الأدراج والخزائن بشكل كبير بحيث يصبح من المستحيل تقريبًا العثور على أي شيء تحتاجه. قد يسبب لك العيش في مكان فوضوي ضغطًا نفسيًا أكثر مما تتخيل، فهذا لا يقلل من الإنتاجية فحسب، بل إنه يستنزف طاقتك ويسرق منك الوقت أيضًا. هذا العام، تخلص من الفوضى وابذل جهدًا مخصصًا لتكون أكثر تنظيمًا. سواء كان الأمر يتعلق بوضع الأشياء في خزانتك، أو إعادة التنظيم، أو التبرع بما لم تعد بحاجة إليه.
6- تعلُّم بعض الاستراتيجيات السريعة لتخفيف التوتر
يمكن للمواقف العصيبة أن تبلغ ذروتها بسرعة، ويمكنك الانتقال من الشعور بالرضا إلى الشعور بالإرهاق في فترة زمنية قصيرة جدًا. عندما يحدث ذلك، ليس من الممكن دائمًا التوقف ببساطة عما تفعله، أو القيام ببعض الأنشطة الأخرى التي تستغرق وقتًا طويلاً لتخفيف التوتر. من المفيد دائمًا أن يكون لديك بعض الاستراتيجيات السريعة لتخفيف التوتر والتي يمكن أن توقف استجابة القتال أو الهروب وتحفز استجابة الاسترخاء، مثل التنفس المنتظم، أو التأمل، أو التوقف عن الكلام حتى تهدأ، أو حتى الاستماع إلى أغنية محددة من شأنها أن تخفف شعورك بالتوتر. أيًا كانت الاستراتيجية التي سوف ترتاح فيها، استمر على اتباعها.
7- تغيير نظرتك للعالم
نظرتك إلى العالم، أو إلى موقف معين، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستويات التوتر لديك. فالحديث السلبي مع النفس وامتلاك وجهة نظر سلبية تجاه الحياة يمكن أن يسببان قدرًا كبيرًا من التوتر. لحسن الحظ، يمكن تغيير وجهة نظرك بالممارسة والوقت. تخيل إلى أي مدى يمكن أن تكون أكثر سعادة وإنتاجية وأقل توترًا إذا تخلصت من بعض أنماط التفكير الذاتي السلبي واستبدلتها بحديث إيجابي عن النفس. كل يوم عندما تستيقظ في الصباح، حاول أن تقول لنفسك كلمات مُشجعة، وكلّما وجدت نفسك تعود للأفكار السلبية، ذكّر نفسك أنك يجب أن تستمر في المحاولة وفي ممارسة الحديث الإيجابي مع النفس.
8- تقليل ضغوط العمل
بغض النظر عن نوع العمل الذي تقوم به، يمكن أن يؤثر الإجهاد في مكان العمل بشكل سلبي على صحتك العاطفية والجسدية. وفقًا لفريق من باحثي هارفارد وستانفورد، فإن الوظائف المجهدة قد تقلل من جودة الحياة. أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لنفسك هو فحص ظروف عملك ومعرفة التغييرات التي يمكنك إجراؤها على حياتك العملية لتصبح أقل ضغطًا وتوترًا. قد يشمل ذلك تغيير جوانب معينة من وظيفتك، أو تحقيق توازن بين حياتك العملية والاجتماعية، أو حتى تغيير مجال عملك إذا تطلب الأمر ذلك.
9- وضع خطة للمستقبل
عندما تشعر بالتوتر، فإن التفكير في المستقبل يمكن أن يكون مربكًا - لكنه لا يجب أن يكون كذلك. في الواقع، إن قضاء بعض الوقت في التفكير في أهدافك وأحلامك لمستقبلك يمكن أن يمنحك المزيد من التطلع إلى القرارات التي تتخذها هذا العام ويحفزك لتحقيق تلك الأهداف. على سبيل المثال، اسأل نفسك: هل لديك خطة مالية قوية للمستقبل؟ هل تُعبّر عن نفسك بشكل صحيح لمن حولك؟ هل أنت على الطريق الصحيح تجاه تحقيق النمو الشخصي؟ بينما تتعلق قرارات العام الجديد بتحديد ما تريده في العام المقبل، فإن خطتك لا تحتاج بالضرورة إلى أن تكون خطة محددة، بل تحتاج إلى أن يكون لديك فكرة عن المكان الذي تريد أن تكون فيه في المستقبل حتى تتمكن من السير نحو هذا الاتجاه.

من المهم دائمًا أن تشعر بالاسترخاء في يومك وألا يسيطر عليك الشعور بالضغط والقلق بحيث لا تجد الوقت للاستمتاع والشعور بالتوازن أو تعاني من صعوبة في تجاوز يومك وفي التأقلم مع الضغوطات الاعتيادية. بفضل القرارات التي تدعم التوازن الصحي، الجسدي والعاطفي، يمكنك تقليل مستويات التوتر لديك حتى تتمكن من النظر إلى العام الجديد بتفاؤل، وحينها لن تشعر بحجم تلك الضغوطات وسوف تكون قادرًا على مواجهتها والتعامل معها، وفي نفس الوقت، الاستمتاع بحياتك.