يصف مؤلف دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي الصحة والرفاهية النفسية بأنها "مزيج من الشعور الجيد والعمل بفعالية." وقد وجد الباحثون أيضًا أن غياب الضيق، لا يعني بالضرورة أن الشخص يتمتع برفاهية نفسية عالية. تتعلق الرفاهية النفسية العالية بالشعور بالسعادة والقيام بعمل جيد. حيث يشعر الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية نفسية عالية بالسعادة، والدعم الجيد، والرضا عن الحياة.
لماذا تعد الصحة النفسية هامة؟
اكتشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية أعلى، هم أكثر عرضة لعيش حياة أطول وأكثر صحة، هم أيضًا أكثر عرضة للاستمتاع بنوعية حياة أفضل . كما أن الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية نفسية أفضل، يعانون من مشاكل اجتماعية أقل. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية نفسية عالية، هم أقل عرضة للانخراط في نشاط إجرامي أو تعاطي المخدرات والكحول. بالإضافة إلى ذلك، تميل الرفاهية النفسية الإيجابية إلى توقع سلوك اجتماعي أكثر إيجابية مثل التطوع.
من المرجح أيضًا أن يتمتع الناس برفاهية نفسية إيجابية عندما يتم تلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل العيش في منطقة آمنة، والحصول على ما يكفي من الطعام، والمأوى المناسب، كلها عوامل مهمة للصحة العاطفية. إذا كنت تتطلع إلى تحسين صحتك النفسية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتشعر وتعمل بشكل أفضل. وفيما يلي نظرة عامة على أربعة أشياء يمكنك القيام بها لتحسين صحتك النفسية.
1- إيجاد/خلق هدف لحياتك
إن عيش حياة ذات معنى وهدف، أمر أساسي لتحسين صحتك النفسية. ليس بالضرورة أن يتضمن هدفك تغيير العالم أو إيجاد وظيفة مكرسة لمساعدة الآخرين. بدلاً من ذلك، قد تجعل هدفك أن تكون لطيفًا مع الناس كل يوم، أو قد يتضمن هدفك جعل العالم أفضل من خلال تشجيع الآخرين على الاهتمام بالبيئة، أو تبني حيوانات أليفة من المأوى، وربما يكون هدفك هو أن تكون مدافعًا عن أولئك الذين يتم إيذائهم، مثل الطلاب الذين يتعرضون للتنمر، أو المشردين، أو ضحايا سوء المعاملة.
إذا شعرت أن حياتك تفتقر إلى الهدف، فلا تقلق. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها العثور على هدف في الحياة وبناء حياة لها معنى أكبر. ابدأ بالتفكير في الإرث الذي تود تركه وراءك. اكتب كيف تريد أن يتم تذكرك في نهاية حياتك، أو فكر في التأثير الذي تريد تركه على أرض الواقع. بعد ذلك، حدد بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في الوصول إلى تلك الأهداف. سيعطيك العمل على تحقيق أهدافك سببًا للخروج من السرير كل يوم، وذلك بخلاف كسب المال.
2- تبني التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي أيضًا يحسن صحتك النفسية. ومع تحسن صحتك النفسية، يصبح من الأسهل التفكير بشكل إيجابي والشعور بالرضا بشكل عام. لحسن الحظ، يمكنك البدء في تبني ذلك التفكير الإيجابي ببعض الاستراتيجيات البسيطة. وفيما يلي نظرة عامة على الطرق التي يمكنك من خلالها زيادة الإيجابية في حياتك:
تخيل مستقبل أفضل
خذ بضع دقائق واكتب كل الأشياء الجيدة التي يمكن أن تحدث لك في المستقبل. تخيل كيف يمكنك أن تقضي وقتك، ومن ستقضيه معه إذا كنت تعيش مستقبل أفضل. قد ترغب أيضًا في وضع خطة حول كيفية تحقيق ذلك. ضع أهدافًا صغيرة قابلة للقياس لتساعدك على تحقيق ذلك المستقبل الأفضل. عندما تعمل نحو مستقبل أفضل - حتى لو كانت الخطوات صغيرة جدًا - فهذا يمنحك شعور بالإيجابية والسلام النفسي لوجود شيء تتطلع إليه.
تذكر الأحداث الإيجابية
اقضِ بعض الوقت في التفكير في أفضل ذكريات حياتك. سواء كانت إجازة عائلية قضيتها قبل 10 سنوات، أو جائزة فزت بها في العمل منذ عامين. فإن استرجاع أسعد الأوقات في حياتك، يمكن أن يجلب المزيد من الإيجابية إلى عقلك.
إن تذكر الأشخاص الذين كوّنت معهم ذكريات أو الأوقات الجيدة التي مررت بها، هو جزء مهم من تحسين صحتك النفسية، و إعطائك دفعة من المشاعر الإيجابية، خاصةً عندما تكون الظروف محبطة.
قم بتأدية أعمال الخير
إن القيام بأشياء لطيفة للآخرين يذكرك بأن لديك القدرة على إحداث فرق في العالم. يساعدك العطاء للآخرين أيضًا على التفكير بإيجابية أكثر والشعور بالسعادة. فمساعدة الجار المحتاج، أو التطوع في نشاط مجتمعي، أو جمع الأموال لجمعية خيرية، هي مجرد بضع طرق بسيطة لتحسين صحتك النفسية. أيضًا، ابحث عن طرق لتكون لطيفًا مع الآخرين في حياتك اليومية. القيام بذلك يفيدك بعدة طرق. حيث يشير الباحثون إلى أن الأعمال اللطيفة الفردية تفرز كلًا من الإندورفين والأوكسيتوسين، وهما هرمونات الشعور بالرضا، وكذلك تخلق روابط عصبية جديدة، مما يفيد عقلك وجسمك.
حدد نقاط قوتك
الشعور بالقدرة والثقة أمر مهم. من أفضل الطرق لإنجاز هذه المهمة تذكير نفسك بالأشياء التي تجيدها أو نقاط القوة التي تمتلكها في شخصيتك. حاول التفكير في إنجازاتك السابقة والصفات التي ساعدتك على النجاح. اكتب هذه الأشياء كتذكير بما لديك لتقدمه للعالم. يعد العمل على تحسين نفسك طريقة رائعة للتأثير على صحتك النفسية.
3- ممارسة الغفران
التخلي عن شعور بالغضب وجروح الماضي، هو مفتاح الصحة النفسية الجيدة. إن مسامحة شخص ما، لا تعني أن عليك السماح لذلك الشخص بإيذائك مرة أخرى. المسامحة تتعلق بالتخلي عن الغضب الذي يعيقك، ويجعلك ملزمًا بالشعور بذلك الشخص. كما أن مسامحة شخص آخر تحررك، وبالتالي تستطيع أن تضع طاقتك في أشياء أكثر إيجابية بدلًا من اجترار الأذى والإساءات الماضية. وإذا كان الشخص الذي جرحك لا يزال يمثل تهديدًا لصحتك النفسية، فقد يساعد الغفران أيضًا في وضع بعض الحدود لحماية نفسك من المزيد من الألم غير الضروري.
4- تعزيز العلاقات
تشير الدراسات إلى أن الوحدة لها تأثير خطير على صحتك النفسية والجسدية. وجدت إحدى الدراسات أن الشعور بالوحدة مميتًا، مثل تدخين 15 سيجارة في اليوم. ولكن مجرد التواجد حول الناس ليس هو الحل. بدلًا من ذلك، من المهم تكوين روابط عميقة مع الآخرين. حيث أن جودة العلاقات أكثر أهمية من العدد عندما يتعلق الأمر بتحسين صحتك النفسية. في حين أن الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون وسيلة جيدة للبقاء على اتصال عندما لا يمكنك زيارة صديق شخصيًا، فإنه لا يوجد بديل حقيقي لفوائد الاتصال وجهًا لوجه. قم بتناول القهوة مع صديق، وتناول العشاء مع عائلتك، واتصل بأحد أفراد أسرتك للدردشة.
إن الدعم الاجتماعي القوي مهم للبقاء بصحة نفسية. إذا كنت تفتقر إلى نظام دعم، فاتخذ خطوات لمقابلة والتعرف على مزيد من الأشخاص. انضم إلى الأنشطة المجتمعية، أو تعرف على جيرانك، أو تواصل مع الأصدقاء القدامى.
تطوير العادات الصحية يمكنه أن يعزز صحتك النفسية بشكل أسهل. ابدأ بخطوات بسيطة وحاول ممارسة إستراتيجيات مختلفة لتحقيق أقصى قدر من الصحة النفسية، مثل تدوين بعض نقاط قوتك أو ذكرياتك السعيدة. وبمرور الوقت، سترى آثار هذه الممارسات على إيجابيتك وصحتك العقلية بشكل عام.