-1.png)
"المفتاح لعلاقة صحية بين الأب/الأم والطفل هو التواصل عن طريق التحدث والاستماع،" هذا ما قالته الجمعية النفسية الأمريكية. نتوق جميعًا كآباء/أمهات أن ننشئ رابطًا قويًا بيننا وبين أطفالنا، ولتحقيق ذلك يجب أن نركز على التواصل بشكل أفضل. ومن هنا لا يجب أن يأخذ الآباء دور المتحدث والطفل دور المستمع دائمًا، ولكن يجب أن يشغل كلا الجانبين الدورين، دون أن يطغى أحد منهما على أي من الجانبين. ولذلك قد أتينا بتلك المقالة التي ستوضح لك كأب أو أم بعض الأشياء التي يجب تجنبها عند التحدث إلى طفلك.
-
التحدث والأمر كثيرًا
يقول عالم النفس الدكتور مايكل طومسون، المؤلف المشارك لكتاب "Raising Cain": "يتمثل التحدي الأساسي في أن الآباء كثيرًا ما يتحدثون دون فهم كيفية تلقي أطفالهم للرسالة." ويضيف قائلًا: "غالبًا ما نفترض أن أطفالنا يفهموننا، وبعد ذلك نتسائل "لماذا لم يفعلوا ما قلناه؟""
الأطفال يتلقون ويستوعبون كمية محددة من المعلومات كل مرة تتحدث فيها معهم. تقول لورين لوري، أخصائية أمراض التخاطب واللغة المعتمدة، "إن الجمل الطويلة والمحادثات التي تحتوي على العديد من الموضوعات والكلمات الكبيرة يمكن أن تكون صعبة عليهم لفهمها." الخطوة الأولى للتواصل الفعال، حيث يكون طفلك قادرًا على فهم واستيعاب ما تخبره به، هي التوقف والتعرف على أفضل السبل للتحدث معه. حاول أن تتجنب الاسترسال؛ كن موجزًا واستراتجيًا.
-
الصراخ واستخدام الكلمات القاسية
الكثير من الآباء يلجأون إلى الصراخ وإطلاق الكلمات البذيئة والقاسية لتأديب أطفالهم، ولكن للأسف أنت يا عزيزي تحاول التحكم في سلوك وأفعال طفلك عن طريق تدمير نفسيته. نحن نعلم أن الحفاظ على التوازن أمر صعب، ما بين عملية التأديب وكيفية القيام بذلك، لكنه أمر مهم جدًا خاصة عند تأديب الصغار.
وجدت دراسة شملت أكثر من 900 أسرة، نُشرت في مجلة تنمية الطفل، أن التأديب اللفظي القاسي من الوالدين يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على الأطفال. وإذا كنت تتسائل عن معنى "التأديب اللفظي القاسي،" فهو عندما يتسبب الوالدان في ألم عاطفي ونفسي لتصحيح السلوك والتحكم فيه، يمكن أن يشمل هذا الصراخ واستخدام الكلمات المهينة المذلة. ونفس الدراسة أثبتت أن المراهقين الذين عانوا من التأديب اللفظي القاسي كانوا أكثر عرضة لسرعة الانفعال، وزيادة الغضب، وإظهار علامات الاكتئاب وسوء التصرف في المدرسة. علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن التأديب اللفظي القاسي كان غير فعال في تغيير مشاكل سلوك الأطفال من الأساس.
يقول مينج تي وانج، أستاذ مساعد في علم النفس التربوي في جامعة بيتسبرغ، "الفكرة، التي تؤكد أن التأديب القاسي ليس له أي آثار جانبية إذا كان هناك رابطًا قويًا بين الوالدين والطفل، مضللة لأن دفء الوالدين لم يقلل من آثار التأديب القاسي." وتقول كاثرين سي كيرسي، مؤلفة كتاب "The 101s:A Guide to Positive Discipline": "يجب ألا نفعل أي شيء أمام أطفالنا لا نريدهم أن يفعلوه."
-
التجاهل عن طريق عدم التحدث أو الاستماع إلى طفلك
في الأغلب يتجاهل الآباء أطفالهم في مرحلة ما قبل المدرسة عندما يكون عقلهم مشغولًا بالأفكار العملية والشخصية، ودون حتى أي أفكار، الكثير منهم تجدهم مبرمجين على عدم الاستماع إلى أطفالهم، نظرًا لمقاطعتهم الكثيرة وتحدثهم وأسئلتهم التي لا تنتهي. تقول عالمة النفس الدكتورة ميلاني جرينبيرغ: "إن تجاهل طفلك تمامًا أو إسكاته دون الاستماع إليه يعد فرصة ضائعة لتعليمه الاحترام، والتعاطف، والاهتمام." قدم لطفلك نموذجًا في المرة القادمة التي تكون فيها مشغولًا جدًا، بدلًا من عدم الرد عليه أو إسكاته، قل شيئًا مثل: "من الصعب عليّ الاستماع إليك الآن لأني مشغول بالعمل، وسأعود إليك فور الانتهاء منه."
-
نبذ مشاعره وآرائه
عبر عن حبك واهتمامك بطفلك من خلال الاعتراف بمشاعره وآرائه والتحقق منها. عندما يُظهر طفلك أنه محبط أو حزين حيال شيء ما، لا تتجاهل ذلك، بل قل له مثل تلك العبارة الآتية: "إني أتفهم ما تشعر به. سأكون أنا أيضًا حزينًا إذا وضعت في نفس الموقف،" إلى جانب عناق، هذا ربما كل ما يحتاجه طفلك ليشعر بتحسن.
وعندما يتعلق الأمر بآراء صغيرك، لا تتسرع في إثبات خطأه في الرأي. يقول الدكتور طومسون: "يريد الأطفال أن يشعرون أن آرائهم مهمة، مثل الكبار تمامًا، وغالبًا ما يصابون بالعصبية والجنون عندما يقال لهم أنهم على خطأ." ويضيف "غالبًا ما يتصاعد التناقض الفوري مع رأي طفلك إلى قتال حول من هو على حق،" على سبيل المثال، عندما يقول طفلك: "لا أريد الذهاب إلى المدرسة،" بدلًا من قول "عليك أن تذهب،" جرب "ما أكثر شيئًا تحبه في المدرسة؟"
-
الفشل في خلق أحاديث حقيقية بينكما
في وقتنا هذا، نضع المحادثات الفعلية جانبًا ويصبح اليوم كله مليء بالأوامر والتذكيرات لأطفالنا. بالتأكيد، نحن نتحدث كثيرًا مع أطفالنا، ولكن إذا ركزت قليلًا في أحاديثكما، أنت وطفلك، ستجد أنها تتمحور حول ارتداء الملابس، وإحضار الطعام، وما إلى أخره. تقول جولي ليثكوت في كتابها "How to Raise an Adult": "اختر الوقت الذي تعلم فيه أن طفلك هو الأكثر استعدادًا للتحدث." يمكن أن يكون ذلك في وقت النوم أو أثناء العودة بالسيارة من أي مكان إلى البيت، وغيرهم. ابدأ معه دائمًا المحادثة واظهر له أهمية كلامه. تضيف جولي "اظهر اهتمامًا بما كانوا يفعلونه أو ما يهمهم."
طفلك هو عجينة في يدك تستطيع أن تُشكلها بكلامك وأفعالك. ركز جيدًا فيما تقوله له وللآخرين وفيما تفعله أمامه ومعه. كل شيء يعد نقطة فارقة في سلوكه وأفعاله معك ومع الآخرين. اخلق رابطًا لا يقهر بينكما، ولا تجعل الصراخ والكلمات السيئة هي محور علاقتكما. اجعل الدفء هو أساس التأديب له.