كيف تعرف إذا كان طفلك يمتلك عدد ألعاب أكثر من اللازم؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

من الطبيعي أن تجد الكثير من الآباء يقولون "نعم"على كل شيء يطلبه أطفالهم، وهذا يعود إلى رغبة الأب/الأم في إرضائهم وإسعادهم. وهذا يتضمن بالتأكيد "الألعاب." وعلى الرغم من أن الألعاب تحسن من قدرات طفلك العقلية واللغوية، وتعزز قدرة الطفل في حل المشاكل، وتطور قدرته على التواصل الاجتماعي، إلا أن الخبراء أكدوا على تأثير الألعاب العكسي والسلبي على طفلك ونموه، هذا في حالة امتلاكه للكثير من الألعاب. 


هل من السيئ أن يمتلك الطفل الكثير من الألعاب؟ 


وجدت دراسة أجريت عام 2017 في جامعة توليدو في أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية أن عددًا أقل من الألعاب في حوزة طفلك يمكن أن يوفر المزيد من الفوائد المعززة لدماغه. حيث طلب المسئولون عن الدراسة من 36 طفلًا أن يلعبون بـ 4 أو 16 لعبة لمدة 30 دقيقة. وكانت النتيجة هي أن الأطفال الذي لعبوا بألعاب أقل كانوا يقضون المزيد من الوقت مع كل لعبة بقدر عالِ من التركيز والتواصل الفكري؛ كانوا يفكرون في المزيد من الاستخدامات لكل لعبة، ويستكشفون طرق جديدة في اللعب، ويلعبون بمزيد من الإبداع، وهذا يرجع إلى التركيز الموزع فقط على عدد قليل من الألعاب. وتلك النتائج أثبتت أن كلما كانت الألعاب أقل، كلما استفاد الطفل على المدى القريب والبعيد. وفي الوقت نفسه، قضى الأطفال، الذين لعبوا بـ 16 لعبة، وقتًا أقل مع كل لعبة، وكانوا ينتقلون من لعبة إلى أخرى بشكل متكرر دون أي استفادة. 


هل من الممكن أن يسبب العدد الكبير من الألعاب مشاكل لطفلك؟  


وفقًا للباحثة في تنمية الطفولة كلير ليرنر، خيارات الألعاب الكثيرة للطفل قد تُصيبه بالتشتيت وتجعله غير قادرًا على التركيز في كل لعبة على حدة لفترة كافية للتعلم منها. وقالت: "الكثير من الألعاب تعلم الطفل ألا يستخدم خياله أيضًا." 

وجدت دراسة أخرى، أُجريت في جامعة ميسوري، أن الأطفال الذين يتوقعون هدايا كثيرة وغالية هم أكثر عرضة للديون، والمقامرة، وإدمان التسوق كبالغين. 


كيف تعرف إذا كان طفلك يمتلك عدد مبالغ فيه من الألعاب؟ 


إليك طرق سهلة يمكنك من خلالها أن تعرف ما إذا كان طفلك يمتلك الكثير من الألعاب: 


  • طفلك يشعر بالملل سريعًا


هناك علامة صارخة تدل على أن طفلك يملك الكثير من الألعاب وهي أنه يشعر بالملل سريعًا. كلما كانت الخيارات كثيرة أمامه، كلما ربط وقت اللعب بالتسلية فقط، وليس لفتح مهارات جديدة واستكشاف المزيد من قدراته. إذا كان طفلك يلعب بلعبة واحدة ويتخلص منها بعد 15 دقيقة، واشتكى من شعوره بالضجر، فقد يكون ذلك إنذارًا لك بأنه يملك الكثير من الألعاب. 


  • عندما تُكسر لعبة ما يتوقع طفلك منك أن تستبدلها بأخرى على الفور 


عندما يحصل أي طفل على لعبة طالما كان يحلم أن يحصل عليها، ستجده يشعر بالفرح الشديد ويتعلم أن يكون ممتنًا وأن يهتم بتلك اللعبة كثيرًا. بينما الطفل الذي يتعود على الحصول على كل ما يريده في الوقت الذي يريده، ستجده يستغلك أكثر وأكثر ويطلب المزيد، دون أن يرضى تمامًا عما في يده. ولهذا إذا تراكمت ألعاب طفلك المسكورة، اصلحها أو تخلص منها تمامًا، قبل أن تشتري الجديد. 


  • لا يزال لدى طفلك ألعاب غير مناسبة لعمره 


بعض الآباء يحتفظون بألعاب أطفالهم بسبب التعلق العاطفي لطفلهم بها أو الاعتقاد بأنهم سيستخدمونها لاحقًا. إذا كان طفلك يملك ألعاب غير مناسبة لعمره، فقد حان الوقت للتبرع بها أو إهدائها لأطفال آخرين. فلا فائدة على الإطلاق من ترك الألعاب القديمة تتراكم لديك لمدة سنوات حتى تقتنع بضرورة التخلص منها. 


  • طفلك لديه إصدارات متعددة من لعبة واحدة


إذا ألقيت نظرة في سلة ألعاب طفلك، ووجدت أن لديه إصدارات مختلفة للعبة محددة أو ألوان مختلفة لنفس اللعبة، فهذا دليل على أن طفلك لديه ألعاب كثيرة عن الحد. راجع كل منها على حدة ودع طفلك يختار المفضل له. واسأل نفسك "كم عدد السيارات التي يحتاجها طفلك؟" أو كم عدد الديناصورات التي يحتاجها؟" وهذا على سبيل المثال. وبمجرد أن تجيب على تلك الأسئلة بالمشاركة مع طفلك، تبرع بالباقي فورًا دون أي مماطلة أو تأجيل. 


  • طفلك يطلب دائمًا ألعابًا جديدة


إذا كان طفلك قد تعود على الحصول على كل ما يطلبه، كما ذكرنا سابقًا بالأعلى، ففي الأغلب ستكون عادة طلب المزيد مرتبطة به. وفقًا لبيكي مانزفيلد، معالجة باللعب، هناك علامة أخرى مؤكدة على أن طفلك يملك الكثير من الألعاب هي أنه يطلب المزيد من الألعاب أكثر من مرة يوميًا أو كل بضعة أيام عند مشاهدة إعلانات الألعاب التلفزيونية أو عند رؤية الألعاب في المتاجر. 


ماذا تفعل في حالة تأكدك من أن طفلك يمتلك الكثير من الألعاب؟ 


ليس عليك أن تتخلص من كل ألعاب طفلك بالتأكيد، ولكن من الأفضل أن تقلل عددها وأن تقضي بعض الوقت يوميًا في اللعب معه؛ ثق بي، هذا سيكون مفيدًا له كثيرًا. 


وفقًا لدراسة أجرتها كاثي سيلفا، أستاذة علم النفس التربوي، إن الأطفال الذين لديهم عدد أقل من الألعاب ويقضون وقتًا أطول في اللعب مع والديهم، يكونون أفضل من ناحية التطور العاطفي والاجتماعي بالمقارنة بالأطفال الذين لديهم عدد ألعاب مبالغ فيه. 


تذكر دائمًا أن وقتك مع أطفالك لا يعوض على الإطلاق، وهذا الوقت ليس فقط مفيدًا لهم على الجانب العاطفي والاجتماعي، ولكن مفيد لك أيضًا في خلق رابطًا قويًا بينك وبينهم وفي فهم أطفالك بشكل أفضل. خصص وقتًا يوميًا للدخول إلى عالم طفلك الداخلي السري، وصدقني على المدى القريب والبعيد سترى فوائد تلك اللحظات الهامة. 

في الأخبار