نصائح ضعها في اعتبارك عند تحديد أهدافك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

هناك العديد من الطرق للعمل على تطوير وتحسين الذات، لكن تحديد أهداف للنمو الشخصي يمكن أن يزيد من احتمالية نجاحك. حيث أن الحياة عندما تضع العقبات في طريقك، كما يحدث غالبًا، فإن وجود هدف تعيد النظر إليه بشكل متكرر يساعدك على إعادة الالتزام وإعادة الشحن الذاتي، كما أنه يمنحك الدافع لمتابعة خططك. قد يبدو تحديد الأهداف أحيانًا وكأنه مهمة شاقة، لذلك، فمن المفيد أن يكون لديك خارطة طريق لارشادك على طول الطريق.


 نظرية تحديد الهدف


 بدأت نظرية تحديد الأهداف بأفكار من الدكتور "إدوين أ.لوك" في مقالته التي قد أوضح فيها الحاجة إلى أهداف واضحة ومحددة تمثل تحديًا ومراقبتها من خلال المراجعة والتقدم المنتظم.

 

وقد توصل "لوك" إلى خمسة مبادئ لتحديد الأهداف بشكل فعال. هذه المبادئ تشمل الوضوح، والتحدي، والالتزام، والمراجعة، وتعقيد المهام، وتعد هي المكونات الضرورية عند تحديد الهدف، والعمل على تحقيقه، والوصول إليه:

 

  • الوضوح: يجب أن تكون الأهداف واضحة ومحددة جيدًا.
  • التحدي: يجب أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق، ولكنها أيضًا تمثل تحديًا لك.
  • الالتزام: يجب عليك الالتزام التام بأهدافك لتحقيقها.
  • المراجعة: يجب عليك تقييم أهدافك والتفكير فيها بانتظام؛ للبقاء على المسار الصحيح.
  • تعقيد المهام: يجب أن تمنح نفسك الوقت والمساحة لتتمكن من تعقيد مهامك تدريجيًا للوصول إلى هدفك النهائي المخطط له. لا تتسرع في تطوير الأمور أثناء السعي وراء هدفك منذ اللحظة الأولى؛ خذ الأمر خطوة بخطوة. 

 بالإضافة إلى ذلك، يشير البحث الذي أجراه أستاذ علم النفس الدكتور "جيل ماثيوز" إلى وجود علاقة بين تدوين أهدافك والنجاح في نهاية الطريق، بدلًا من مجرد صياغتها والاحتفاظ بها في رأسك.

 

ما مدى تحفيزك؟

 

إذا كنت قد حددت هدفًا واستسلمت قبل رؤية أي نتائج، فأنت تعلم جيدًا أن الأمر يتطلب أكثر من قوة الإرادة لإجراء تغيير في حياتك. تقول عالمة النفس "كاثرين جاكسون"، إن تحديد الأهداف وتحقيقها يتطلب الحافز والتفكير من خلال خطة جيدة وطرق مواجهة التحديات المحتملة التي قد تنشأ. ووفقًا "لجمعية علم النفس الأمريكية" (APA)، تُظهر الأبحاث أن هناك ثلاثة عوامل لتحقيق الأهداف:

 

  • الدافع للتغيير
  •  الاستعداد لمراقبة السلوك
  • قوة الإرادة لتحقيق الأهداف

 تعد هذه العناصر الثلاثة ضمن الأهداف التي تعتبر ذكية SMART، وهو اختصار يشير إلى أن يكون الهدف محدد، و قابل للقياس، و قابل للتحقيق، وواقعي، وفي الوقت المناسب أو ملموس.

 

محدد

 

عندما تجعل هدفك محددًا، فأنت تجهز نفسك للنجاح. ضع في اعتبارك عند تحديد هدفك أن تجيب على أسئلة: من، وماذا، وأين، ومتى، ولماذا.

 

قابل للقياس

 

ما هي المعايير التي ستستخدمها للتأكد من أنك تسير بشكل صحيح للوصول إلى هدفك؟ كيف ستعرف ما إذا كنت ناجحًا؟ كيف ستعرف ما إذا كنت بحاجة إلى إجراء تعديلات؟ سيساعدك وجود هدف يمكنك قياسه على البقاء على المسار الصحيح والوصول إلى أي مواعيد نهائية تحددها لنفسك.

 

قابل للتحقيق

 

هل الهدف الذي حددته هدف يمكنك الوصول إليه؟ على الرغم من أنك لا تريد أن تكون الأمور بسيطة وسهلة، إلا أنك تريد أيضًا تجنب تحديد أهداف بعيدة المنال.

 

واقعي

 

هل هدفك وثيق الصلة بحياتك، وهل يمكنك تحقيقه بشكل واقعي بناءً على ظروفك الحالية؟ قد يكون هناك هدفًا قد حددته من قبل ولم تحققه؛ لأنه لم يكن واقعيًا في ذلك الوقت، لكن الآن وفي ظل ظروف مختلفة، قد يكون هذا الهدف واقعيًا.

 

ملموس

 

لكي يكون الهدف واقعيًا، يجب أيضًا أن يتم تأسيسه ضمن إطار زمني محدد ويجب أن يكون حقيقيًا أو ملموسًا.

 

تطوير أهداف SMART أمر بالغ الأهمية للنجاح. لكي تكون أهدافك فعالة، تحتاج أيضًا إلى العثور على سبب ما يدفعك إلى التحفيز.

 

نصائح واستراتيجيات للوصول إلى أهدافك

 

يتطلب تحديد الهدف والعمل نحوه أكثر من مجرد ورقة وقلم. هناك أيضًا مهارات معينة تحتاج إلى امتلاكها عند تحقيق هدف ما. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تكون قادرًا على التخطيط للوصول إلى هدفك. وبمجرد وضع الخطة موضع التنفيذ، فإن الالتزام والتركيز يساعدان في دفعك نحو النتيجة التي تريدها. وفيما يلي بعض النصائح والاستراتيجيات الأخرى لمساعدتك في الوصول إلى أهدافك.

 

حدد الهدف بنظرة إيجابية

 

عند تحديد هدف، حاول أن تتجنب إغراء التعبير عن رغبتك في الوصول إليه بطريقة سلبية. على سبيل المثال، بدلًا من أن تقول "لن أشتكي كثيرًا"، قم بإعادة صياغتها بشكل إيجابي، وقل "سأجد ثلاثة أشياء إيجابية في يومي وأكتبها قبل أن أخلد إلى الفراش".

 

ركز على الخطوات وليس النتيجة

 

هذا هو أحد أصعب أجزاء تحديد الأهداف وتحقيقها؛ بسبب طبيعة الهدف ذاتها. ولكن الخطوات التي تتخذها للوصول إلى هناك هي الأكثر أهمية. لنفترض أن النتيجة التي تريدها هي خسارة 20 رطلًا. هذا هو الهدف، لكن أثناء العمل لتحقيق هذا الهدف، تكتشف أن جسمك لم يتمكن سوى من فقد 15 رطلاً. هل فشلت في تحقيق الهدف؟ لا، إذا كنت تركز على الخطوات وليس النتيجة النهائية. 

  

تصور ما تريد

 

 يحفز التصور والتدريبات الذهنية العديد من الشبكات العصبية نفسها التي تربط الدماغ بالجسم. لذلك، خذ بعض الوقت لتدريب أفكارك بشكل صحيح قبل أن تبدأ في تحديد أهدافك. حيث يساعدك هذا على تخيل أهدافك التي ستتحقق.

 

ضع خطة محددة

 

 اكتب هدفك أو أهدافك والخطوات التي تحتاجها لتحقيقها. بعد ذلك قسم هذه الخطوات إلى خطوات صغيرة يمكن تحقيقها بشكل نهائي وواقعي. خصص وقتًا قبل بداية كل أسبوع لكتابة أشياء محددة تريد تحقيقها في الأسبوع التالي والتى ستقربك من الهدف.

 

اطلب الدعم

 

يمكن أن يساعد طلب الدعم من أحبائك في شعورك بالطمأنينة. أخبر بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة بخططك حتى يتمكنوا من تشجيعك وتقديم ملاحظات عند الحاجة لمساعدتك على البقاء على المسار الصحيح نحو هدفك.

 

اجعل أهدافك مرئية

 

 من الجيد وضع أهدافك مع المواعيد النهائية في مكان يمكنك رؤيتهم فيه كثيرًا. رؤية الأهداف والخطوات التي يتعين عليك اتخاذها ستبقيك متحفزًا؛ لمواصلة العمل على تحقيقها. ونصيحتنا أن تنظر إليها أسبوعيًا أو الأفضل يوميًا.

 

كافئ نفسك

 

عندما تنجز خطوات نحو هدفك، تأكد من مكافأة نفسك دائمًا. يجب أن تكون المكافآت بسيطة ويسهل الحصول عليها. على سبيل المثال، قد تكافئ نفسك بنزهة طويلة مع كلبك في نهاية يوم عمل شاق، أو بعد أن تكون قد نفذت خطوة معينة في خطة التغيير الخاصة بك.

 

شيء أخير قبل أن تنشغل في تحديد أهدافك، خطط لمراجعة وإعادة تقييم أهدافك عدة مرات. حيث أن المراجعة السريعة مفيدة؛ للحفاظ على تركيزك على هدفك ومراجعة تقدمك. يعتمد الأمر على المعايير التي تحددها والمدة التي تمنحها لنفسك لتحقيق هدفك. بغض النظر عن عدد المرات التي تجلس فيها لإجراء هذه المراجعة، فإن الشيء الأكثر أهمية هو تقييم ما إذا كانت أهدافك والخطوات التي تتخذها لا تزال ملائمة وواقعية.  

 

في الأخبار