تعرف أكثر على التحدث أثناء النوم

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة


التحدث أثناء النوم، هو فعل يتم فيه إجراء لأحاديث أثناء النوم. وهو الباراسومنيا، مما يعني أنه سلوك يحدث أثناء النوم فقط. بشكل عام، يعد التحدث أثناء النوم أمرًا شائعًا، ولا يكون عادةً سببًا للقلق أو علامة على وجود حالة طبية خطيرة. التحدث أثناء النوم غير ضار، على الرغم من أن المحتوى الذي يتحدث عنه المتحدث أثناء النوم قد يكون في بعض الأحيان مثيرًا للقلق. والجدير بالذكر أنه قد يجد أولئك الذين يسمعون حديث النوم لأشخاص آخرين على أنه تصرف مهين، وقد يمنع أيضًا رفقاء الفراش من الحصول على النوم المريح الذي يحتاجونه.


 مدى انتشار التحدث أثناء النوم

 

يؤثر التحدث أثناء النوم على حوالي 5% من البالغين وما يصل إلى 50% من الأطفال. يتحدث معظم الناس أثناء النوم عندما يكونون متوترين أو محرومين من النوم لفترة طويلة. وتُظهر الأبحاث الإضافية أن أكثر من 66% من الناس تحدثوا أثناء نومهم في مرحلة ما.

 

لا يتحدث الأشخاص أثناء النوم عمومًا لأكثر من 30 ثانية في كل مرة، ولكن قد يتحدث البعض عدة مرات طوال الليل. قد يبدو أن الأشخاص الذين يتحدثون أثناء النوم يتحدثون إلى أنفسهم، لكن في أحيان أخرى يبدو أنهم يجرون محادثات مع الآخرين. وتختلف طريقة الحديث، فأحيانًا يهمس المتحدثون أثناء النوم، وفي أحيان أخرى قد يصرخون. والشيء الجدير بالذكر، هو أن المتحدثين أثناء النوم لا يتذكرون نوبات التحدث هذه عند الاستيقاظ.

 

لم يكتشف الباحثون جميع الأسباب التي تجعل الناس يتحدثون أثناء نومهم. ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن التحدث أثناء النوم قد يكون مرتبطًا باضطراب سلوك النوم بحركة العين السريعة (REM). حيث أنه يُعتقد أن منطقة الدماغ التي توقف الكلام والحركة أثناء النوم قد تكون لا تعمل بشكل صحيح مع الأشخاص الذين يتحدثون أثناء النوم، مما يؤدي إلى التحدث أثناء النوم.

 

أسباب التحدث أثناء النوم

 

هناك اعتقاد شائع بأن الحديث أثناء النوم لا يمكن أن يحدث إلا أثناء حلم الشخص. ومع ذلك، فإن الباحثين غير متأكدين من ذلك؛ لأن الحديث أثناء النوم يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم، وليس الحلم فقط. عادةً ما يكون الحديث أثناء النوم غير ضار. وفي بعض الحالات، قد يحدث التحدث أثناء النوم أيضًا مع اضطرابات النوم، وهناك حالات نادرة يكون فيها التحدث أثناء النوم عند البالغين مرتبطًا بالنوبات أو اضطرابات الصحة العقلية. قد يتسبب اضطراب سلوك نوم حركة العين السريعة والذعر الليلي في قيام الشخص بالصراخ أثناء النوم. ويشيع الذعر الليلي مع الأطفال أكثر منه مع البالغين، ويمكن أن يتسبب في تحدث الأطفال أثناء النوم والسير أثناء النوم.

 

وقد ينشأ الحديث أثناء النوم أيضًا بسبب:

 

  •       الضغط العصبى
  •       الكآبة
  •       الحرمان من النوم
  •       التعب أثناء النهار
  •       تعاطي الكحول والمخدرات
  •       الحمى
  •       الأدوية

 أعراض التحدث أثناء النوم

 

قد تختلف شدة حديث النوم ومدته. في الحالات الخفيفة، يكون لدى الشخص مرة واحدة من الحديث أثناء النوم أسبوعيًا. في الحالات المعتدلة، قد يحدث الحديث أثناء النوم أكثر من مرة في الأسبوع للدرجة التي يبقى فيها رفيق فراش الشخص المتحدث مستيقظًا. تميل النوبات الشديدة إلى أن تكون بشكل يومي خلال الليل، وقد تنطوي على نوبات متكررة، مما يبقي الآخرين مستيقظين باستمرار نتيجة لذلك.

 

بالنسبة لبعض الأشخاص، يعتبر التحدث أثناء النوم مشكلة قصيرة المدى ويمكن تغييرها من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وبالنسبة للآخرين، قد يستمر الحديث أثناء النوم لمدة عام أو أكثر ويصبح مزمنًا. قد يشمل الحديث أثناء النوم أيضًا السير أثناء النوم، والذعر الليلي، والارتباك، والنوبات المرضية. أو قد يكون مرتبطًا باضطرابات النوم، بما في ذلك اضطراب نوم حركة العين السريعة وانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب في النوم يتميز بتوقف التنفس أثناء النوم، مما يجعل النوم مضطربًا وغير منتظم.

 

كيفية العلاج

 

نادرا ما يحتاج الحديث أثناء النوم إلى علاج. ومع ذلك، قد يكون الحديث الشديد أثناء النوم علامة على اضطراب النوم أو الحالة الطبية التي تتطلب العلاج. وعلى أي شخص يعتقد أن حديثه أثناء النوم قد يكون علامة على وجود حالة خطيرة، أن يقوم باستشارة طبيب. يجب على الشخص الذي يتحدث أثناء نومه بشكل متكرر، أو يشعر بالخوف الشديد، أو الصراخ، أو سلوك عنيف، التحدث إلى طبيب حول اضطرابات النوم والاختبارات الطبية التي عليه إجرائها.

 

نادرا ما يتطلب التحدث أثناء النوم عند الأطفال العلاج. ولكن إذا اعتقد أحد الوالدين أن طفله يعاني من مشاكل في النوم، فعليه التحدث إلى طبيب. لا توجد اختبارات محددة لتشخيص الكلام أثناء النوم. ومع ذلك، قد تساعد دراسات النوم وتسجيلات النوم الأطباء في تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب نوم آخر أكثر خطورة يسبب الأعراض الظاهرة.

 

إنشاء دفتر يوميات للنوم

 

قد يحدد دفتر النوم أنماط النوم الخاصة بك؛ لمساعدة طبيبك في إجراء التشخيص. من الجيد أن تتبع أوقات النوم، وأوقات الاستيقاظ، والأدوية التي يتم تناولها، والمشروبات المحتوية على الكافيين، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى أي نشاط آخر تقوم به.

 

في معظم الأحيان، لا تكون مشكلات النوم ضارة ولا تتطلب علاجًا. حيث أنه لا توجد طريقة للتوقف عن التحدث عن النوم بشكل نهائي. ومع ذلك، فإن تجنب التوتر والأسباب المحتملة الأخرى والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يقللان من نوبات التحدث أثناء النوم. تأكد من استشارة طبيبك إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من السلوك المرتبط بالحديث أثناء النوم.

في الأخبار