يعد امتلاك القدرة والثقة للتحدث في العمل أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب، فهو يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على حياتك المهنية إما بطريقة إيجابية أو سلبية. إذا تم إجراؤه بشكل صحيح، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية على حياتك المهنية وراحتك في مكان العمل، وحتى قد يؤثر على فريقك والمؤسسة ككل بشكل جيد. لكن إذا تم فعله بطريقة غير لائقة، سيكون له آثار سلبية بشكل لا يصدق على حياتك المهنية، ويمكن أيضًا أن يؤثر سلبًا على بيئة العمل. لذلك، نناقش في هذه المقالة الطرق المناسبة التي يمكنك بها التعبير عن آرائك وأفكارك في العمل، وكيف تستخدم ذلك لصالحك بذكاء، دون إهانة من حولك أو إثارة المشاكل.
دعونا نلقي نظرة على كيفية التحدث في العمل دون أن تكون مسيئًا أو مهينًا لمن حولك وعلى بعض الاقتراحات للظروف المناسبة للتحدث.
1- حدد دورك في المحادثة
تعد مشاركة الجميع رأيك حول مشروع في اجتماع الفريق شيئًا مهمًا، ولكن الاستماع إلى محادثة حول مشكلة ما في قسم آخر لا يخص قسمك والتعبير عن رأيك فيها أمر غير ضروري، وسيجعلك في النهاية تبدو وكأنك مُتدخل في شؤون الآخرين. لذلك، قبل أن تتكلم، فكر فيما إذا كانت هذه المسألة تخصك مباشرة؛ إذا كانت الإجابة بنعم، شارك برأيك، وإذا كانت لا، حاول أن تتجنب تمامًا الدخول في النقاش حتى لا تقع في أي مشاكل.
2- اختار من تتحدث معه
ربما تعتقد أنه ليس لديك مشكلة في التحدث في العمل، ومع ذلك، فمن الشائع الخلط بين التنفيس أو الشكوى والتعبير عن آرائك بشكل منتج. لا يُحسب التحدث إلا إذا قمت بذلك أمام الجمهور المناسب الذي يمكنه بالفعل تنفيذ ملاحظاتك أو معالجة المشكلة. قد تشعر بأن الشكوى إلى زميلك في العمل بشأن ضغط العمل الشديد الذي تشعر به وكأنه أمر طبيعي، ولكن الاستراتيجية الأفضل هي تحديد موعد مع مديرك بحيث يمكنك مناقشة عبء عملك الحالي، وحياتك المهنية، وأهدافك. قد يكون الأمر مخيفًا أن تتحدث مباشرةً إلى مديرك وأن تقدم ملاحظاتك له، لكن هذا هو ما يعتبر مثمرًا للتحدث في العمل.
3- حدد الزمان والمكان
إن التوقيت هو أهم شيء، وهذا ينطبق بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالتحدث والتعبير عن الرأي. على سبيل المثال، يجب أن تفكر أولًا هل هو شيء عاجل، أم أنه من الأفضل التعامل معه بعد أن تستثمر المزيد من التفكير؟ هل اقتراحك لشيء ما قد يحرج زميلك في العمل؟ أو هل ما تريد قوله هو شيء يجب أن يعرفه الجميع؟ فكر جيدًا في الوقت والمكان قبل أن تتحدث في الأمر الذي يُشغلك، حيث يمكن أن يُحدث ذلك فرقًا كبيرًا في كيفية تلقي الآخرين لأفكارك وآرائك.
4- فكّر في العواقب
إذا كنت لا تزال عالقًا في صراع عقلي حول ما إذا كنت تريد التحدث، فقد يساعدك التفكير في العواقب على إتخاذ القرار. يجب أن تفكر، ما هي التداعيات المحتملة؟ إذا لم تقل شيئًا، فهل سينتهي فريقك بإطلاق مشروع بخطأ جسيم على سبيل المثال؟ قد يبدو من المخيف التفكير في أسوأ السيناريوهات بهذا الشكل، ومع ذلك، هذا بمثابة قائمة إيجابيات وسلبيات تقوم بها في عقلك لمساعدتك على تقييم خياراتك وتحديد المسار الأفضل لموقفك.
5- كُن مستعدًا دائمًا
إذا كان عليك أن تقول شيئًا في اجتماع أو لديك فكرة تريد طرحها، ستكون فكرة رائعة إذا كنت مستعدًا وقمت بإجراء المزيد من الأبحاث المدعومة بالبيانات حول ما تريد اقتراحه. سيمنحك هذا مزيدًا من الثقة فيما تريد قوله، وسيقلل من التوتر والتلعثم. هذا لأنك ستكون قادرًا على مواجهة الآراء المعارضة بالبيانات والحقائق دون أن تكون وقحًا مع الشخص الآخر.
6- لا تكن دفاعيًا
إنها طبيعة بشرية - عندما تُعرض علينا آراء بديلة، فإننا نتساءل عنها وندافع عن آرائنا بشدة. لكن يجب أن تعرف أن هذا ليس هجومًا شخصيًا من زملائك أو مديرك، بدلاً من ذلك، إنها محاولتهم للحصول على مزيد من الوضوح بشأن أفكارك واقتراحاتك. لذا، لا تكن دفاعيًا في مواجهة تساؤلاتهم، وجاوبهم، وشارك في محادثة بناءة حول الفكرة التي طرحتها. إذا لم يكن لديك إجابة في الوقت الحالي، فقم بالرد بشيء مثل، "ليس لدي إجابة عن ذلك في الوقت الحالي، ولكن دعني أتعمق في الأمر وأتابع معك." وإذا لم تكن مستعدًا لطرح أفكارك الخاصة، فيمكنك البدء بطرح الأسئلة في أحد الاجتماعات، فهذا يعد طريقة رائعة للحصول على مزيد من الراحة عند التحدث بطريقة لا تشعرك بالحرج أو التوتر ولتلقي الإجابات التي تحتاجها من الشخص المسئول عن الاجتماع.
لقد ألقينا نظرة على كيفية التحدث في العمل دون أن تكون مسيئًا، وكما ترى، من المهم أن تكون حازمًا في العمل عند الحاجة للتعبير عن رأيك للآخرين والتحدث عن رغباتك واحتياجاتك، ولكن بذكاء. فبتلك الطريقة، من الممكن تحديد موقفك والحصول على ما تحتاجه في العمل وفي حياتك المهنية بطريقة تناسبك أنت وكل من تعمل معهم. قد يبدو الحديث في العمل بسيطًا من حيث المفهوم، ولكنه في الواقع يمكن أن يكون معقدًا بشكل مخادع. لذلك يجب أن تسأل نفسك، هل يجب عليك التحدث أم لا؟ هل سيؤثر ذلك على سمعتك؟ هل سيثير كلامك غضب شخص ما؟ قد يكون التعبير عن أفكارك وآرائك أمرًا مرهقًا للأعصاب في بعض الأحيان، ومن السهل إقناع نفسك بأن ما تقوله يجب أن يكون مثاليًا ليكون ذا قيمة، ولكن خذ نفساً عميقاً وذكّر نفسك بأن طرح أفكارك يستحق العناء بشكل لا يصدق - لك، ولمديرك، ومؤسستك ككل.