بناء العلاقات والتعرّف على أشخاص جدد ليس أمرًا سهلًا بالنسبة للجميع. تجعلنا ثقافة الكمبيوتر اليوم أكثر انعزالًا - ناهيك عن وضع العمل من المنزل الجديد بسبب فيروس كورونا، والذي لا يمكننا فيه التفاعل مع الآخرين إلا افتراضيًا. ومع ذلك، يظل بناء العلاقات جزءًا مهمًا من المشاركة المهنية والنجاح، ويتحسن مع الممارسة والمحاولة. ولا تغفل عن أهمية بناء علاقات ودية مع المساعدين أو موظفي الاستقبال أو حتى المتدربين، فأنت لا تعرف كيف يمكن الآخرون أن يساعدونك في عملك. إليك ٥ طرق لتعزيز علاقتك مع زملائك في العمل وكيف يساهم ذلك في تقدمك ونجاحك في العمل.
فيما يلي خمس طرق يمكنك من خلالها تقوية علاقاتك بالآخرين في العمل:
1- دعم أفكار الآخرين
بادر بالتحدث لدعم الأفكار الجيدة لأعضاء الفريق الآخرين، حيث يتيح القيام بذلك للآخرين معرفة أن نجاح الفريق له الأسبقية عن احتياجاتك لتحقيق النجاح الشخصي. كن داعمًا لأي نهج مبتكر أو حل ذكي لأي زميل، وقدم أي مساعدة يمكنك تقديمها لتحقيق ذلك. سيقدر زملائك في الفريق ثقتك ودعمك لهم.
2- إظهار التعاطف
إذا علمت أن شخصًا ما تعمل معه يواجه وقتًا صعبًا، فتواصل معه. إذا لم يكن شخصًا تعرفه جيدًا، فقد تكون بطاقة مكتوبة بخط اليد، تعبر عن تعاطفك وبأنك تأمل في أن يكون كل شيء أفضل في المستقبل، بمثابة لفتة لطيفة. وإذا كان شخصًا تتفاعل معه بشكل منتظم، فيمكنك أن تعرض عليه بأن تتولى بعض أعماله حتى يرتاح قليلًا ويشحن طاقته. إن إظهار التعاطف لن يمر دون أن يلاحظه أحد، وسيكون بداية جيدة جدًا لبناء علاقات وطيدة مع زملائك.
3- التواصل بشكل منتظم
ابذل جهدًا لمشاركة أي معلومات مع أعضاء الفريق من شأنها مساعدتهم على أداء وظائفهم بشكل أكثر فعالية. إن إبقاء الأشخاص على اطلاع يوضح أنك تفكر في مصلحة الجميع وفيما يحتاجه الآخرون لتقديم أفضل النتائج، وليس مصلحتك فقط. أثناء العمل من المنزل، حاول اكتشاف طريقة الاتصال المفضلة لكل عضو في الفريق، حيث يعتمد بعض الأشخاص على رسائل البريد الإلكتروني، ويحب الآخرون إجراء محادثة هاتفية. وبمجرد أن تتمكنوا أخيرًا من العودة إلى العمل معًا في المكاتب، لا تقطع التواصل واستمر في مساعدة زملائك ومشاركتهم أي مشاكل يواجهونها.
4- السؤال عن رأيهم
إن إظهار رغبتك في التواصل للحصول على المشورة والتوجيه سوف يترك انطباعًا إيجابيًا على رئيسك في العمل. عندما توضح أنك ترحب بالمشورة، فإنك تُظهر الصراحة والثقة في الآراء التي يقدمها رئيسك وزملائك. إن ميولك نحو التفكير في طرق لتحسين أدائك وتقوية أي تفاعلات في العمل ستشير إلى مهاراتك القوية في بناء العلاقات. وإذا كنت في بيئة عمل بحيث يُطلب منك تقديم ملاحظات حول أداء بعض الأشخاص، فلا تكُن مؤذيًا أو قاسيًا، وحاول دائمًا تقديم نوع التعليقات التي لا تمانع في تلقيها.
5- منح التقدير لمن يستحقه
تذكر دائمًا أن تُظهر التقدير للموظفين على مساهماتهم في العمل. إنها موهبة نادرة بشكل مدهش أن تُظهر تقديرك للآخرين على أعمالهم. عندما تفعل ذلك، سوف يتذكرون أن ينسبوا لك الفضل على أي شيء جيد تفعله. وهذا النوع من إظهار التقدير وإنساب الفضل الذي سيحصل عليه فريقك سيؤتي ثماره، سينشر الحماس وحب العمل ويوطد العلاقات بينكم.
كيف يؤدي بناء العلاقات في العمل إلى تحقيق النجاح؟
1- العمل يصبح أكثر متعة
عندما يكون لديك صديق مقرب في العمل، فمن المرجح أن تشعر بالارتباط مع وظيفتك ويصبح العمل أكثر متعة. بدلاً من قضاء الوقت والطاقة في التغلب على الشخصيات الصعبة التي تسبب لك المشاكل في العمل، يمكنك قضاء بعض الوقت في الاستمتاع بعلاقتك الوطيدة مع زملائك، أثناء العمل بشكل متجانس في المشاريع معًا. وعندما يكون زملاؤك في العمل هم أصدقاؤك، يمر الوقت سريعًا ولا تكون التحديات ثقيلة.
2- الحصول على المساعدة في العمل
إن الحصول على المساعدة من الموجهين المحترفين في العمل يعزز تطورك المهني والوظيفي. يمكن أن يساعدك المرشد في التعرف على كيفية التعامل مع عملك، والقيام ببعض الأشياء بشكل مختلف، وتوجيهك لما هو أفضل. لذا، احرص على توطيد علاقتك بشخص ذو خبرة جيدة لإرشادك ومساعدتك في عملك، حيث يسعى المرشدون لمساعدة أولئك الذين يتمتعون بالمهارة في بناء العلاقات.
3- يجتمع الفريق على النجاح الجماعي
في حالة الحفاظ على علاقة جيدة بين جميع أفراد الفريق، فإن جميع الأشخاص سوف يركزون على نقاط القوة التي يجلبها الآخرون للفريق بدلاً من التركيز على المنافسة فيما بينهم. لذلك، التزم بجهود بناء العلاقات الجيدة لضمان بيئة عمل إيجابية بدلاً من بيئة قائمة على الخصومة والتنافس. فعندما تخبر الآخرين بأنك تنوي دعم جهودهم والمساهمة في نجاحهم، فإنهم سيستجيبون بالمثل.
4- الوظيفة لن تشعرك بالتوتر
إن وجود روابط ذات مغزى بين زملاء العمل هو أفضل طريقة لجعل العمل أقل إرهاقًا. سواء أكان الأمر يتعلق بوجود أشخاص يتعاطفون معك، أو يساعدونك بأفكارهم، أو يبرزون أفضل أداء لك بوجودهم حولك، فإن الصداقات تعزز روح العمل الجماعي للمجموعة وتقلل من مستوى التوتر في وظيفتك.
إن العمل على مهاراتك الاجتماعية في العمل سيؤدي إلى بناء مجموعة من الصداقات مع الزملاء، وشركاء العمل، وأعضاء الفريق، والرؤساء الحاليين وحتى السابقين، الذين سيرغبون جميعهم في مساعدتك ورؤيتك تنجح بسبب ذكائك المهني والاجتماعي. إن جوهر العمل هو التعاون، وإذا كنت على وفاق مع فريقك، فستضمن نجاح مشاريعك. النقاط التي ناقشناها في المقالة ستساعدك في بناء أساس علاقة جيدة مع جميع زملائك في العمل، وهذا شيء من شأنه أن يساعدك على الازدهار والنجاح في عملك. فعندما يتقرب الناس منك ويتعرفون على مهاراتك، ونقاط قوتك، وشخصيتك، وأهدافك، ستضمن وجود أشخاص يرشدونك ويدعمونك دائمًا نحو الأفضل.