
كان عام 2020 العام الذي لم يتوقع أحد أحداثه. وسواء كنت بصحة جيدة، أو مريضًا، أو أصبحت عاطلًا عن العمل، فلقد شعرنا جميعًا بنصيبنا من القلق هذا العام. بين تداعيات جائحة الفيروس التاجي والاضطرابات المجتمعية المختلفة، ومرورًا بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المثيرة للجدل، أصبحنا الآن مستعدين لبداية جديدة. لكن علينا أن نكون واقعيين بشأن المكان الذي نبدأ منه. فلقد اختبرنا عام 2020 جميعًا بطرق مختلفة. بالنسبة للكثيرين، تغير روتين العمل من المكتب المعتاد بين عشية وضحاها إلى العمل من المنزل وتم اللجوء للدراسة عن طريق الإنترنت في غضون أسابيع. كما واجه أصحاب الأعمال ظروف صعبة اضطرتهم لاتخاذ قرارات حرجة بشأن الإجازات، والتسريح، والإغلاق.
نأمل جميعًا أن يكون عام 2021 أفضل. وفي أعماقنا ربما نفترض دون وعي أن صعوبات العام الماضي سوف تتبخر بطريقة سحرية بمجرد حلول منتصف ليل يوم 31 ديسمبر في حياتنا الشخصية والعلمية. قد لا نعود أبدًا إلى "العمل كالمعتاد"، لكن عام 2020 أعطانا ثلاثة دروس مهنية قوية يمكننا جميعًا التعلم منها في المستقبل.
1- التكيف هو كل شئ
تعد القدرة على التكيف خلال الأوقات الصعبة سمة أساسية للنجاح. حيث أن التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة، وليس فقط في عام 2020. لقد أبرز عام 2020 هذه الحقيقة بالنسبة لنا، مؤكدًا على قيمة القدرة على التكيف. تتجلى القدرة على التكيف في مهارات التفكير النقدي لديك، وعزمك، والقدرة على الاستمرار على التركيز وسط المشتتات المختلفة.
لتصبح أكثر قابلية للتكيف، اختبر طريقة تفكيرك. عندما تقف عقبة ما أمامك فجأة، هل تشعر بالذعر على الفور أو تتصرف بهدوء وتبدأ في التخطيط؟ هل تبحث عن الجانب المشرق أم أنك تركز على الصعوبات؟ هل تقبل التغيير باعتباره جزءًا طبيعيًا من الحياة أم تشعر بالاستياء؟ يمكن أن يساعدك التقييم الصادق والالتزام بتغيير تفكيرك على أن تصبح أكثر قدرة على التكيف، سواء في العمل أو في مجالات الحياة الأخرى.
2- التواصل مهم أكثر من أي وقت مضى
الاتصال هو مهارة عالية القيمة. ويوجد عدد لا يحصى من الكتب، والمقالات، وحتى الدورات التدريبية حول كيفية تطوير هذه المهارة بشكل جيد. ومع ظهور العمل عن بُعد على نطاق واسع، فقد أصبح من المهم جدًا تطوير قدرتك على التعبير عن أفكارك، واستراتيجياتك، وأسئلتك، ومخاوفك بوضوح. يمكن أن تكون القدرة على التواصل بشكل فعّال عبر الإنترنت هي التي تفرق بين شخص مزدهر في حياته المهنية وشخص يحاول النجاة.
للتواصل بشكل أكثر فعالية، ركز على الاستماع من أجل الاستماع والفهم وليس فقط من أجل صياغة ردك الخاص. وستظل هناك ثلاثة مكونات مهمة للتواصل الفعال، وهما الإيجاز، والصدق، والوضوح، سواء على المستوى الشخصي أو عن بعد عبر الإنترنت.
3- التعاطف يمكّن الجميع
في عام مثل هذا، من السهل أن نشعر بالإرهاق من تحدياتنا الخاصة. لكن استغراق الوقت والطاقة للدخول في كفاح شخص آخر هو عمل تمكيني، سواء بالنسبة لنا أو لمن نتعامل معهم. حيث أننا لدينا جميعًا قصة ومجموعة من الظروف التي تحركنا كل يوم. وبالنسبة للكثيرين منا، تسببت أزمات عام 2020 في توتر تلك الظروف، وأدت إلى اختلال التوازن وإحباط محاولاتنا لتحسين الأمور.
يمكن أن يساعدك فهم هذه الحقائق في حياة من هم في نطاق تأثيرك على دعم قضاياهم، واحتياجاتهم، وتحدياتهم مع الاستمرار في تحقيق الأهداف الشخصية الخاصة بك. يعد الالتزام بالاستماع هو الأساس في الاتصال الهادف. فنحن نمكن أنفسنا والآخرين عندما نختار أن نكون متعاطفين.
4- الاستقرار الوظيفي مجرد أسطورة
"أريد أن أحصل على وظيفة مستقرة" ربما تكون قد سمعت هذا البيان من عدد لا يحصى من الأشخاص في عدد لا يحصى من المرات. حيث أن الاستقرار الوظيفي هو ما يرغب فيه معظم الناس. وقد شهد عام 2020 عمليات تسريح جماعي للعمال وتخفيضات في الرواتب. العديد من الذين تم تسريحهم عملوا مع منظماتهم لفترة طويلة. وعندما تم تسريحهم، فقد تم تحطيم كل أحلامهم في الحصول على وظيفة مستقرة. الوضع ليس سهلًا بالنسبة للكثيرين. لكن هذا العام علمنا درسًا واحدًا، هو أن الاستقرار الوظيفي مجرد أسطورة. الأمن الوظيفي هو أسطورة كاملة، مثله مثل التوظيف طويل الأجل. فقد سرحت الشركات موظفيها بأعداد كبيرة ... بالآلاف! يجب أن يكون متوسط مدة خدمة الموظف أقل من خمس سنوات وبالنسبة لجيل الألفية فهي أقل من ثلاث سنوات.
مهما كانت الخطوات التي اتخذتها خلال العام الماضي، يجب أن تكون فخورًا بها. ومهما كان الوضع مؤلمًا في الوقت الحالي، فإن النمو الشخصي والمهني له قيمة هائلة. يمكن أن يكون عام 2021 بداية جديدة، ولكن علينا أن نكون واقعيين بشأن المكان الذي نبدأ منه. الصعوبات التي مررنا بها خلال الاثني عشر شهرًا الماضية لن تختفي مع مرور الوقت. فعندما نستيقظ في 1 يناير 2021، فإن نفس التحديات بشكل أو بآخر ستنتقل معنا إلى العام الجديد، لكن الأفكار والدروس التي قدمها لنا العام الماضي يمكن أن تكون نورًا يوجهنا إلى أماكن مختلفة في كل مجالات حياتنا. عليك معرفة أن دروس عام 2020 في التكيف، والتواصل، والتعاطف، والتغيير، ستفيدك جيدًا في المستقبل. والآن مع اقتراب نهاية هذا العام، عليك أن تقرر، ما هي الدروس المهنية التي ستأخذها من الدروس السابق ذكرها في هذه المقالة معك في تحديات 2021؟