
الحياة أقصر من أن تفعل شيئًا يومًا بعد يوم لا تستمتع به وأن تخصص الكثير من الوقت لمهنة لا تتناسب مع ما تحبه. لماذا لا تملأ وقتك بشيء تهتم به حقًا؟ حيث أنه لن يؤدي ذلك فقط إلى تعميق اتصالك الشخصي بوظيفتك اليومية، ولكن ستتحسن مساهمتك في فريق عملك ومجالك أيضًا. فبهذا الشكل سوف تتمكن من النجاح في عملك والشعور بالسعادة في تأديته من كل قلبك. لا شك أن رحلة إيجاد المهنة المناسبة ستكون مختلفة بالنسبة للجميع، ولا توجد خريطة طريق محددة يجب أن يسير عليها كل الناس، ولكن نحن نقدم لك في هذه المقالة خطوات معينة ستساعدك كثيرًا في أثناء رحلتك في الوصول إلى وظيفة أحلامك التي تجمع بين تطلعاتك المهنية وشغفك الشخصي.
تعرف على شغفك
قد يكون اكتشاف ما ولدت للقيام به أمرًا صعبًا. لكن أولًا وقبل كل شيء، لا تخلط بين الهواية البسيطة والشغف إلا إذا تمكنت من تحويل تلك الهواية التي تحبها حقًا إلى مهنة. قد تستمتع بالركض، أو الرسم، أو العمل في حديقتك النباتية في أوقات فراغك، لكن هل يمكنك تحويل هذه الهوايات إلى مهنة ناجحة؟
إذا كان لديك شغف بهذه الأنشطة، فقد تكتشف أن مساعدة الآخرين في الحصول على اللياقة البدنية، أو تعلم تصميم مواقع الويب، أو دراسة المناظر الطبيعية، يمكن أن تتحول جميعها إلى خيارات وظيفية رائعة. المفتاح هو معرفة كيفية القيام بما تحب وإيجاد سوق له. بعد كل شيء، مجرد فعل ما تحب لا يضمن إيجاد وظيفة تستطيع إشباع ذاتك من خلالها. وفهم كيفية عمل السوق ضروري لجعل حياتك المهنية الجديدة تنجح.
4 خطوات لبناء حياة مهنية تتماشى مع شغفك:
1- اسأل نفسك الأسئلة الصحيحة
ما الذي يثير اهتمامك؟ ما هو هدفك؟ ماذا تجيد؟ يعد هذا النوع من التأمل الذاتي أمر بالغ الأهمية عند البحث عن وظيفة تتوافق مع شغفك. من الناحية المثالية، يجب أن تكون قادرًا على تحديد الأنشطة أو المبادئ التي تحفزك عقليًا وتلهمك شخصيًا. حيث سيمكنك تحديد الأشياء التي تلبي احتياجاتك من البحث عن وظائف تستطيع تغذية تلك الاحتياجات بصورة صحيحة. علاوة على ذلك، في حين أنك ستنجح بالتأكيد إذا شعرت بالتحفيز، فسوف يكون هذا النجاح أكبر إذا كنت تتقدم إلى الوظائف التي تناسب مجموعة مهاراتك الطبيعية. سيسمح لك التركيز ومعرفة نقاط قوتك بالازدهار على مستوى عالٍ، وقد يساعدك على اكتشاف جوانب جديدة في عملك يمكن أن تكون متحمسًا لها. لهذا السبب من الضروري تحديد نقاط قوتك الحالية وتقييم مجال العمل الذي سيسمح لك بالتفاعل معها بعمق.
2- قم بملاحظة التفاصيل الصغيرة
سواء كنت تخطو خطوتك الأولى في عالم العمل أو تقوم بالتنقل من وظيفة إلى أخرى، يمكن أن تساعدك حتى التطورات الدقيقة في اكتشاف كيف يمكن الدمج بين حياتك المهنية وشغفك. فمثلًا أنا في وظيفتي الأولى، عملت في شركة لبيع ملابس الأمومة، سواء في عمليات البيع أو إدارة العمليات في العديد من متاجر البيع بالتجزئة. وعلى الرغم من أنها كانت واحدة من أولى خطواتي في المجال الوظيفي، فقد استمتعت بتولي دور إداري، مما أعطاني أول فكرة أنني أرغب يومًا ما في إدارة شركة. لذلك، يجب عليك ملاحظة كل التفاصيل التي من الممكن أن تقابلك في حياتك المهنية ومحاولة مزجها مع شغفك الشخصي.
3- تعلم من زملائك في العمل
يعد زملاء العمل المحترفون موردًا جيدًا بشكل خاص للمساعدة في دمج شغفك بعملك. ابحث عن الأشخاص الذين تربطك بهم علاقة بالفعل، أو ابحث عن اهتمامات مشتركة بينك وبين شخص جديد وابدأ التحدث معه. فبغض النظر عن مهنته، يمكن أن يكون هذا الشخص مفيدًا لرحلتك إذا كنت تشاركه نفس الشغف والاهتمامات.
يمكنك أيضًا الاستفادة من كونك مرشدًا للآخرين. هذا النوع من العلاقات هو فرصة عملية ومنخفضة الضغط؛ لمعرفة المزيد عن اهتماماتك ومهاراتك. على سبيل المثال، قد تدرك أنك تستمتع بتقديم المشورة للآخرين، أو أنك تجد شغفك عندما تستطيع تقديم المساعدة لزميل في مجال آخر غير مجالك. كل ذلك تستطيع معرفته من خلال المحادثات غير الرسمية مع زميل العمل.
4- تعلم من كل فرصة تقابلك
لا يجب أن تكون التحركات المهنية منطقية تمامًا في البداية. فليس بالضرورة أن تكون المهام اليومية التي تُطلب منك لدور معين هي التي تدفعك إلى الأمام نحو حياة مهنية شغوفة، بل الطريقة التي تتفاعل بها مع بيئة العمل هي التي يمكن أن تكشف لك عن الخطوات التالية في حياتك المهنية. على سبيل المثال، يمكن أن تكون في وظيفة معينة، ثم يتم نقلك بشكل غير متوقع إلى فريق آخر. بالطبع هذه الخطوة سوف تشعرك بالإحباط في البداية، حيث أنك ستعتقد أن تقدمك الوظيفي قد تعطّل بشكل غير مفهوم، ولكن ما كان في البداية خيبة أمل مهنية خطيرة من الممكن أن يتحول إلى خطوة كبيرة إلى الأمام في مسيرتك المهنية. حيث أنك من خلال الوظيفة الجديدة التي وكلت إليك، سوف تكتسب خبرة قيمة توسع من مجموعة مهاراتك وفهمك للشركة. في النهاية، على الرغم من أن بعض التغييرات المهنية قد لا تبدو وكأنها قفزات كبيرة وضخمة نحو مهنتك المثالية إلا أنها يمكن أن تساعدك في تعلم أشياء جديدة عن نفسك وبناء مهارات أساسية ستوجهك في الاتجاه الصحيح في حياتك المهنية.
إن العثور على وظيفة تتناسب مع شغفك ليس شيئًا يحققه معظم الناس على الفور، ولن يكون له بداية أو نهاية محددة. في الواقع، يعتبره معظم الناس رحلة تستمر مدى الحياة. وعلى طول الطريق، ستواجه طرقًا جديدة لدمج شغفك مع مسيرتك المهنية ولتنمو أيضًا في حياتك. لذلك، كن منفتحًا على تطوير منظور جديد لدمج شغفك وحياتك المهنية؛ لأنك لا تعرف أبدًا إلى أين سيأخذك الطريق.