
كثيرًا ما تتجاهل الشركات أو أصحاب العمل تلك الإجراءات أو الأفعال التي تبين تقديرهم نحو موظفيهم، ولكن يمنحون الاهتمام الكامل والتركيز لإنتاجيتهم فقط، دون أن يعيروا انتباههم لمشاعر هؤلاء الموظفين التي تُبنى عليها مستقبل تلك الشركات. ولكن بالنظر عن كثب في هذا الأمر، ستجد أن الإنتاجية مرتبطة كثيرًا بإحساس الموظفين تجاه العمل. إذا كان الموظف يشعر وكأنه دائمًا مهمل، غير معترف بمجهوده، ستكون إنتاجيته ضعيفة بالتأكيد لأنه يعمل لمجرد فكرة كسب الرزق، وعلى العكس من ذلك، إذا شعر الموظف أن العمل بيته الثاني أو مكانه المفضل، ستجده يعطي دون كلل. وجد الكثير من الباحثين أن إذا شعر الموظف بالامتنان من مديره، يكون أكثر إنتاجية. كما أن فرق العمل تؤدي عملها بشكل أفضل إذا شعر كل عضو فيها بالتقدير والاحترام من قبل زملائه.
إذا كنت مديرًا وتكافح من أجل إظهار تقديرك لمواهب ومساهمات فريق عملك، فهنا في مقالتنا ستجد نصائح تفيدك في كيفية إظهار تلك المشاعر البناءة التي بالتأكيد ستفيد شركتك على المدى القريب والبعيد.
إليك ما يتطلبه الأمر إذا أردت أن تُظهر تقديرك لموظفيك:
-
تفاعل معهم يوميًا
في حين أن التفاعل مع الموظفين، سواء عن طريق إلقاء التحية أو تبادل الحديث، من الممكن أن يكون بالنسبة لك تضييع واستنزاف لوقتك، ولكن هذا الفعل البسيط سيُشعر الموظف بأنه مرئي ومسموع داخل الشركة. فإن هذه التفاعلات من نقاط الاتصال الهامة التي تُشعر الموظف بأهميته داخل المجموعة. فعبارة مثل "صباح الخير" أو "كيف حالك؟" سوف لا تأخذ من يومك سوى بعض الثواني. حاول أن تجعل التفاعل مع موظفيك عادة، في روتينك اليومي، حتى تكسب رضا موظفيك، وفي نفس الوقت ستكون لديك الفرصة أن تبقى على اطلاع دائم بما يحدث داخل مؤسستك.
-
احرص على مشاركة أرائك الإيجابية والسلبية معهم
شارك أرائك الإيجابية والسلبية مع موظفيك، ولكن دائمًا حاول أن تعبر عن رأيك السلبي بطريقة إيجابية واجعله أسلوبك في التحسين من أداء الموظف. اجعل دائمًا رأيك متوازنًا، أي أذكر الجوانب الجيدة والسيئة التي فعلها الموظف، كي يشعر بالتقدير ويتعرف على كل الجوانب التي يحتاج أن يعمل على تحسينها. فلا تنتقد شخصًا ما في العمل دون ذكر الجوانب الجيدة حتى لا يرى نفسه فاشلًا، لا يستطيع أن يقوم بأي فعل بالشكل الصحيح. والعكس صحيح، لا تمدح فقط دون أن تُنمي من أداء الموظف عن طريق مشاركة رأيك التنموي. لا تبخل أبدًا بقول "أداء جيد" أو "أنت رائع" بعد أن ينجز موظف ما عمله بشكل ممتاز، فهذه العبارات ستجعله دائمًا يسعى إلى كسب رضاك، وسيصبح هدفه أن يقدم كل ما لديه لينال إعجابك.
تأكد أيضًا من أنك تفصل التعليق الإيجابي عن السلبي، ولا تحاول أن تحشو التعليق السلبي داخل تعليقين إيجابيين، فأحيانًا قد يساء فهم الأمر بأكمله من قبل الموظف. على سبيل المثال، الموظفين الذين كانوا أدائهم جيدًا في العمل، في الأغلب سيتركون رأيك الجيد ويركزون في السيء. لذا، حاول دائمًا تجنب إعطاء كلا النوعين من التعليقات في وقت واحد.
-
ناقش معهم إمكانيات النمو بشكل واضح وصريح
يريد الموظفون دائمًا أن يعرفوا ما يخبئه المستقبل لحياتهم المهنية. عندما يأخذ المدراء وقتًا لمناقشة إمكانيات النمو والفرص المتاحة مع موظفيهم، يفسرها الموظفون على أنها دليل على تقديرهم، والعكس صحيح. فحتى وإن كنت مديرًا مراعيًا جدًا وتقدر من حولك، فعدم مناقشة إمكانية التطور والنمو ستكون نقطة ضدك في استراتيجيتك في التعامل مع موظفيك، فحينها سيشعر الموظف وكأنه لا يستحق سوى ذلك المكان الذي يتواجد فيه الآن دون أي تقدم أو تطور في مسيرته المهنية. كن واضحًا مع موظفك بشأن مستقبله، حتى وإن كنت تنوي ترقيته بعد عام، حتى لا تخسر شغفه وانتمائه لمؤسستك.
-
كن مرنًا معهم
أن تكون غير مرنًا مع الموظفين، فيما يخص التأخير أو أيام العمل من المنزل أو الأجازات، لا يعني أنك بذلك تزيد من إنتاجيتهم أو من تركيزهم على العمل بشكل عام. ضع في اعتبارك أن كلما كنت مرنًا معهم في الأشياء التي لا تضر بالعمل، كلما كانوا داعمين لك ومعك وإن كنت متجهًا نحو الطوفان. سيشعر موظفيك بالتقدير إذا قبلت بيوم، على سبيل المثال، يعملون فيه من المنزل. طالما لا يقصرون من جهة العمل، فلا ضرر على الإطلاق من أن تشعرهم بالامتنان عن طريق لفتة، وإن كانت صغيرة.
-
عبر عن تقديرك واجعله عادة
اجعل التعبير عن تقدير مساهمات وإنجازات أعضاء فريقك عادة. حاول دمجه في روتينك المعتاد، ربما عن طريق كتابة رسائل شكر شخصية أو بدء اجتماعات الفريق بالتعبير بإيجاز عن شكرك لأعضاء فريقك. هناك الكثير من الأفكار التي من الممكن ابتكارها للتعبير عن مدى امتنانك للموظفين. ولكن من المهم ألا تعبر عن امتنانك بطريقة آلية، كن طبيعيًا تمامًا في ذلك الأمر. فالمدير الناجح هو من يشعل روح الفريق ولا يسعى إلى إخمادها. فكن النار التي ترفع من معنويات فريقك، وحاول دائمًا بناء مؤسستك على الاحترام والتقدير المتبادل.
التعبير عن تقدير واحترام الموظفين هو من سمات المدير الناجح الذكي. فالمدير الواعي هو من يعلم أهمية كل فرد من فريقه، ويعرف جيدًا كيف أن يحركه داخل اللعبة دون أن يُشعره بأنه مسير. لا تكن مديرًا تقليديًا، وابتكر طرقًا جديدة في التعبير عن تقديرك لأعضاء فريقك وفي إبداء رأيك بطريقة بناءة. إنجازاتك وإنجازات العمل تتحدد على حسب مساهمات أعضاء فريقك، وكلما كان فريقك يشعر بالتقدير والامتنان من جهتك، كلما زادت إنتاجيته، وبالتالي تتحقق أهداف العمل المحددة مسبقًا. راهن على موظفيك كي تحقق الكثير.