
العادة هي ممارسة منتظمة يعتاد ويعتمد عليها معظمنا. في كثير من الأحيان، لا ندرك سبب هذا الاعتياد وآثاره. بعض العادات اليومية التي تبدو بالنسبة لنا غير ضارة، يمكن أن تكون سيئة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تسبب تلفًا دائمًا للدماغ. الدماغ البشري هو أهم عضو في جسمك. ونحن جميعًا لا ندرك بأن الدماغ يتطلب أيضًا تمرينًا أو تدريبًا وتغذية حتى يعمل بشكل جيد. وبالتالي، فإن إتباع عادات جيدة وتجنب العادات السيئة التالية، سوف يمنع تلف الدماغ ويحافظ على صحته.
ما هي أسباب تلف الدماغ؟
1- إهمال وجبة الإفطار
يحتاج دماغنا أيضًا إلى العناصر الغذائية المناسبة في الوقت المناسب، ليؤدي وظائفه على أفضل وجه. نظرًا لنمط الحياة سريع الخطى، يتجنب معظمنا، أو ينتهي بنا الأمر بتخطي وجبة الإفطار لتوفير بعض الوقت في الساعات الأولى من اليوم، وهذا يؤدي إلى سوء إمداد الدماغ بالمغذيات. وبما أن الدماغ يحتاج إلى الجلوكوز النقي ليعمل، يمكن أن يكون لسوء التغذية آثار ضارة طويلة المدى على الدماغ، مثل فساد خلايا الدماغ.
2- الإفراط في الأكل
يقال أن "الكثير من أي شيء سيء." الأمر نفسه ينطبق على عقولنا أيضًا. نميل إلى الإفراط في تناول الطعام إذا كان الدماغ لا يعمل بشكل طبيعي والعكس صحيح، يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى تلف الدماغ، كما يؤدي الإفراط إلى ترسب لويحات الكوليسترول وزيادة سماكة الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى خلايا الدماغ. يمكن أن يتسبب هذا في أضرار جسيمة في الأداء الطبيعي للدماغ. فقد وُجد أن الإفراط في تناول الطعام، يؤدي إلى مرض الزهايمر. كما يؤدي إلى السمنة التي بدورها تضر بالصورة الذاتية للشخص والثقة بالنفس، والاكتئاب، ومشاكل نفسية أخرى.
3- قلة النوم
الحرمان من النوم يعيق قدرة الدماغ على الأداء بشكل طبيعي. إذا كنت قد فقدت طريقك إلى المنزل من قبل، أو نسيت المفاتيح في مكان ما ولا يمكنك تذكر المكان، ربما يكون السبب وراء ذلك هو قلة النوم، والذي يكون السبب وراء فقدان الذاكرة المؤقت هذا. يؤدي الحرمان من النوم إلى مشاكل معرفية. حيث أنه بدون نوم كافٍ، تموت خلايا دماغية معينة، ويصبح من الصعب عليك تذكر الأشياء. يمكن أن تظهر المشكلات النفسية أيضًا بسبب النوم السيئ أو اضطرابات النوم. لذلك، تأكد من حصولك على جرعتك اليومية المتمثلة في المتوسط ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم المريح للدماغ.
4- تناول السكريات
نستهلك جميعًا السكر في معظم طعامنا ومشروباتنا، سواء عن علم أو في بعض الأحيان عن غير قصد. من المعروف أن الاستهلاك العالي للسكريات المكررة، يدمر قدرة الدماغ والجسم على امتصاص البروتين والمواد المغذية. سيؤدي سوء التغذية المتمثل في تناول السكريات بكميات كبيرة، إلى اضطرابات الدماغ، مثل ضعف الذاكرة، واضطرابات التعلم، وفرط النشاط، والاكتئاب.
5- التدخين
ربما يكون التدخين من أكثر العادات الضارة التي ننغمس فيها. فالتدخين لا يتسبب فقط في أمراض الرئة، أو أمراض القلب، بل يؤدي أيضًا إلى تقلص خلايا متعددة في الدماغ، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل، مثل الخرف، والزهايمر، وربما حتى الموت. ويؤدي التدخين المفرط بشكل غير مباشر إلى التهاب عصبي، يمكن أن يسبب اضطرابًا في المناعة الذاتية، يسمى التصلب المتعدد.
6- تغطية الرأس أثناء النوم
تغطية الرأس أثناء النوم تؤدي إلى زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون، وتقلل من تركيز الأكسجين في الدم. لذلك، إذا كان إمداد الأكسجين ضعيفًا، تقل قدرة الدماغ على العمل. وقد تشعر بالاختناق والحرمان من النوم، مما يؤدي إلى شعورك بالإرهاق والنعاس.
7- العمل أثناء المرض
غالبًا ما نمرض عندما نكون مرهقين بسبب ضغط العمل. إذا واصلنا العمل أثناء المرض، فإن فعالية الدماغ لا بد أن تقل بشكل كبير، مما يؤدي إلى شعورك بالتوتر بشكل أكبر. عندما نكون مرضى، فإن الدماغ والجسم يعملان بالفعل بجهد أكبر من المعتاد للتعامل مع العدوى. لذلك، فإن العمل أثناء المرض، سيزيد من شعورك بالعبء فقط. خذ قسطًا من الراحة واسترخي لتسترد عافيتك.
8- عدم ممارسة التمارين الرياضية
يجعلك التمرين أكثر مرونة ويزيد من حركة جسمك. بدون تمرين كافٍ، فإن حركة الجسم وقوة حركة الدماغ تقل. أظهرت الدراسات أن التمارين الرياضية تساعد في إبقائنا أصغر سنًا من خلال إطلاق هرمونات سعادة تسمى "الإندورفين". ليس فقط الدماغ هي العضو الوحيد الذي يستفاد من التمارين، ولكنها تقوي قلبك ورئتيك أيضًا.
9- شرب الكحول
كلما زادت نسبة شرب الكحول، زاد عدد الخلايا التي تموت في الدماغ. يؤدي الكحول إلى اختلالات كيميائية عند تناوله لفترات طويلة، وبكميات كبيرة. والكميات الطبيعية لتناول الكحول هي: وحدتين في اليوم للرجال، ووحدة واحدة في يوم للنساء.
10- التعرض للمواد الكيميائية الملوثة أو التلوث
دماغنا يعتمد بشكل كلي على الأكسجين. كلما عرّضت نفسك للمواد الكيميائية الضارة أو الهواء الملوث، كلما قل وصول الأكسجين إلى دماغك. قد يؤدي نقص الأكسجين في الجسم إلى موت الخلايا في الدماغ. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران المعرضة للهواء الملوث أضرارًا جسدية للدماغ على المدى الطويل. لذلك، فقد حان الوقت للخروج إلى الحديقة واستنشاق بعض الهواء النقي كل يوم.
11- الضغط المبكر
الضغط هو جزء من حياة الجميع. إن قدرًا معينًا من التوتر المرتبط بالعمل أو الأسرة جزء لا يتجزأ من الحياة. يعد الضغط النابع من الرغبة في إنهاء المهام المطلوبة في الوقت المحدد أو الفوز في مسابقة تعبيرًا صحيًا عن الضغط. ولكن عندما يتجاوز التوتر والضغط قدرتك على التأقلم، فإنه يعيق الأداء الطبيعي للدماغ، ويجعلك تشعر بالضعف، والاكتئاب، والغضب، وسرعة الانفعال، والأرق. إذا كنت تشعر بواحد أو أكثر من هذه المشاعر في أوقات متكررة، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من طبيب مختص، أو الابتعاد عن الأشياء التي تسبب لك التوتر.
يجب علينا تدريب أدمغتنا بقدر ما نستطيع. فالدماغ يتكون من 90٪ من الماء، ولا يزال العلماء يبحثون في مدى تعقيده ووظائفه. يجب أن نعتني بهذا العضو الذي يعد من أهم أعضاء الجسم ونتجنب العادات التي تدمره، مثل التي ذكرناها في هذه المقالة.